في سرادق عزاء أرملة الشهيد “الهادي”!!
رحلت عن دنيانا أرملة الشهيد “الهادي المهدي” وشيعت وقبرت بمقابر أحمد شرفي بأم درمان، رحلة طويلة عاشتها مع أبنائها دكتور “الصادق” رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية ووزير تنمية الموارد، والسيد “نصر الدين” الموجود حالياً بلندن والراحل “الفاضل” الذي توفي في حادث حركة بشارع النيل الأبيض، لقد أخلصت الراحلة في تربية أبنائها وبناتها “عاكفة” و”عاطفة” و”بخيتة” وإخوانها منذ أن استشهد السيد الإمام إبان فترة الحكم المايوي في طريقه إلى إثيوبيا.
السودانيون إذا كانت مواقفهم التي نراها في الأفراح والمآتم وتعاضدهم ووقوفهم إلى جانب بعضهم البعض لحلت كثير من مشاكلهم في سرادق العزاء بمنزل الشهيد الإمام “الهادي” الذي اكتظ بالمعزين من كل فئات المجتمع السوداني، لقد شاهدت الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية يدخل إلى سرادق العزاء بدون هالة أو حرس، كما نشهد ذلك لدى كثير من مسئولي الدول المجاورة، دخل وهو يرتدي جلبابه الأبيض وعمامته (يشيل) الفاتحة من طرف باعتبار أن المتوفاة هي أم كل السودانيين وهذه سمة غير متوفرة لأي جنس في العالم، ودخل من خلفه الفريق “الهادي عبد الله” والي الشمالية السابق، حتى قيادات الأحزاب المنسلخة عن حزب الأمة كانوا موجودين، كان البلدوزر “مبارك الفاضل” رئيس حزب الأمة الإصلاح والتجديد يستقبل المعزين فقلت لمن كان معي أن السيد “مبارك” هو الخليفة الأنسب لقيادة حزب الأمة والأنصار لما لديه من كاريزما وقوة شخصية ومكانة كبيرة في المجتمع بالداخل والخارج، فقال لي من كان معي ولكن “مبارك” مولع بالمال.. فقلت له الدنيا كلها الآن تجري وراء المال فأي زعيم وأي قائد لا بد أن يتوفر له المال طالما السعي له بالحلال وليس بالحرام.
يتناسى السودانيون دائماً خصوماتهم السياسية وصراعاتهم في مثل هذه المواقف وهي محمدة غير متوفرة إلا في السودان، حتى رئيس الجمهورية تجده في مثل هذه الاجتماعيات كشخص عادي بعيداً عن البروتوكول وبعيداً عن الهالة والهيلمانة والصفافير وإغلاق الشوارع، لا يوجد رئيس دولة عربي أو أفريقي بمفرده في مثل هذه المناسبات وهذه أيضاً محمدة نتمنى أن تظل باقية لجميع أهل السودان ساسة وغيرهم.
في سرادق العزاء كان “شيخ الأمين” ببساطته وسماحة خلقه يصافح الناس وهو يقف بعيداً عن التكبر والأنا، وموجود في السرادق ألوان الطيف السياسي المختلف مولانا “دفع الله الحاج يوسف” رئيس القضاء الأسبق ووزير التربية إبان الحكم المايوي تحامل على مرضه وجاء معزياً، حتى ظرفاء أم درمان كانوا موجودين “كمال آفرو” وشخصيات حزبية مختلفة، يا ليت الحكومة وحدت أهل السودان وتناست خلافاتها وجراحاتها مع كل السياسيين وأعلنت عودة الإمام فوراً وكل الحركات من حملة السلاح ودخلت في الحوار بدون أي شروط بدلاً من التأخير والتأجيل أخر بالسودان كله وليس فئة واحدة.
كمثال ،، وهل كان عمر بن عبد العزيز يحب المال ،، يا جاهل
شهيد باعتبار شنو بالظبط يا استاذ الاجيال , و لا انت برضو سلموك اللستة باسماء الشهداء !! .
ما فائدة هذا العرف الذي تفخر به وتقول انه لا يوجد الا في السودان اذا كنا في ذيل العالم في كل شئ و مؤخرا” حتى اخلاقنا اصبحت في القاع ولا عجب اذا كانت صحافتنا بتلك السطحية .