نصوص ظالمة ..(1)
:: نصوص بلائحة القبول لمؤسسات التعليم العالي لسنة (2003)، والصادرة عن المجلس القومي للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي تم تعديلها في عامي (2009، 2014)، كانت – ولا تزال – وصمة عار و قبح في جبين التعليم العالي بالسودان رغم أنف ( تلك التعديلات).. ويجب إبادة هذه النصوص..هذا إن كانت الحكومة تؤمن بمبدأ المنافسة العامة والشريفة في أسس ومعايير قبول الطلاب بالجامعات..فالنصوص تكرس الظلم وتهدر مبدأ المنافسة وترسخ الغبائن في نفوس الطلاب وأسرهم ..وبهذه النصوص المعيبة تدمر وزارة التعليم العالي معايير القبول الأكاديمية، لتحل محلها معيار (الخيار والفقوس)، أي يذهب حق طالب إلى طالب آخر (غير مستحق)، بأمر ( النصوص الظالمة)..!!
:: على سبيل المثال، لايزال النص باللائحة يوجه الجامعات بالآتي..( يسمح لكل جامعة أن تقبل أعدادا إضافية من الطلاب للدراسة على نظام النفقة الخاصة، بحيث لاتزيد المقاعد المخصصة لكل كلية عن (25%) للعدد الكلي للقبول العام بتلك الكلية)..ثم إرتفعت النسبة هذا العام من (25%) إلى (50%)..إنها ليست ثورة التعليم العالي، أوكما يقول الشعار، بل هي سياسة التعليم (مدفوع القيمة)، على حساب من لا يملك القيمة ..نعم، عجزت ميزانية التعليم عن الوفاء باحتياجات الجامعة وفشلت في تحسين حال الجامعات وكوادرها، ولذلك رفعت عبقرية الوزارة تلك النسبة إلى (50%) ..فالعجز حكومي، وكذلك الفشل، ولكن أبناء وبنات الفقراء و ذوي الدخل المحدود هم الذين يدفعون ثمن ( العجز والفشل)..!!
:: ثم نقرأ النص التالي : (يتم قبول أبناء مجالس الجامعات في القبول على النفقة الخاصة بدفع (50%) من الرسوم في جامعاتهم)، هكذا تستثني اللائحة أبناء مجالس إدارات الجامعات من نصف الرسوم، علما بأن رئيس أو عضو مجلس الإدارة قد يكون وزيرا أو واليا أو تاجرا.. تحايل غريب، بحيث ابنه غير المستحق للمقعد – بالمعيار الأكاديمي- ينال المقعد على حساب طالب مستحق بنص ال(25%.. نفقة خاصة)، ومع ذلك تعفيه اللائحة عن دفع (50%) من رسوم النفقة الخاصة، فقط لأن والده عضو مجلس إدارة..والنص التالي لذاك إحترازي، بحيث يقول : (يتمتع الطالب بهذا الامتياز حتى تخرجه من الجامعة)، وهذا يعني أن يظل الطالب معفيا من نصف القيمة حتى لو غادر والده مجلس إدارة الجامعة..!!
:: ثم الأدهى والأمر..(يتم قبول أبناء وزوجات العاملين بمؤسسات التعليم العالي على نظام النفقة الخاصة، ويشمل ذلك الذين تكلفهم الدولة لشغل مناصب دستورية أو تنفيذية، بعد دفع قيمة (50%) من الرسوم إن كان قد أمضى عاما في الخدمة، وبعد دفع (25%) إن كان قد أمضى عامين).. بمعنى أي مسؤول دستوري أو تنفيذي بالدولة، عمل عاما أو عامين بأية جامعة قبل أو بعد الإنقاذ، يحظى ابنه بالحسنيين..(ينافس في نسبة 50% من مقاعد الطلاب المستحقين – بمعيار المؤهل الأكاديمي – ببند النفقة الخاصة، ثم يكتفي بدفع25% أو 50% من قيمة تلك النفقة الخاصة)..!!
:: وعليه نسأل، كيف ولماذا يتميز ابن الدستوري أو التنفيذي – الذي عمل في إحدى مراحل عمره عاما أو اثنين بإحدى الجامعات – عن الآلاف من أبناء المزارعين، لكي يحظى بهذه الاستثناءات، خصما من المقاعد العامة ثم خصما من النفقة الخاصة ..؟؟
:: ويتواصل عرض ( النصوص الظالمة) ..!!
وعليه نسأل لماذا تم سلخ الشهادة العربية قبل الذبح .. وبين يوم وليله تفاجأ المغتربين بأن الشهادة العربية فقط يؤخذ منها 20% ومن التحصيلي الذي كان امتحانه في الأعوام السابقة تحصيل حاصل أصبح هو الشهامة ويعتمد منه 80% . وبعد دراسة 12 عام لايعترف بالشهادة العربية .. وجهاز المغتربين المسئول عن (الرعاية) مازال يشن هجوما عنيفا على وزارة التعليم ويطالب بالتمسك بالعداد القديم الذي يحسب الـشهادة 60% و و . واوصى الجهة ذات الصلة بالجهاز بالتمسك بـ حبال ويبحث عن بقر. والجامعات فتحت ابوابها والدمعات والدمعات والدمعات .. ودمعة بالأرادب. ويتواصل عرض النصوص الظالمة عندما تتجه للقبول الخاص ومبالغ خيالية خالية من الجنيه ومعادلة بالدولار الاخدر وبسعر السوق البامية .
وكلمة على (حساب) من لايقدر فيها مبالغة شوية ومصاريف الدراسة الخاصة ساعدت كثيرا في استقرار الاستاذ الجامعي وإلا كان لم تجد استاذا جامعيا في الميعاد عادا الفي المعاش. اليوم الاستاذ يعمل في اكثر من جامعة ومن حقه طالما أنه يلحق ويجود و و. الموضوع الاهم هو دراسة تكلفة الطالب في كل كلية فمثلا من غير المقبول ان تحدد جامعة 150 مليون وجارتها بـ 50 مليون . وصاحبها يقول عندي زبائني. موضوع قبلو ابناء الدستوريين هذا يحتاج لاكثر مما كتب والعجب قبول الدستوريين في رقبتهم وكثير منهم بالداخل والخارج اصبح متفرغا لنيل الشهاداات العليا ويترقى في عزنا .. ياعزنا . فمثلا في السفارات الكبيرة بالخليج تجد أن كثير من الموظفين مشغولين بـ المذاكرة في المكتب ولايتذكر موضوعك او قضيتك علة لمن تجيهو بعد شهر كما قال لك وعندما تجي بعد شهر تسأل عن موضوعك يقول لك موضوع شنو؟ والعجب كان قالوا ليك ما خدا اجازة (وضوع) . فالوضع لايناسب الثورة .. فالثورة انجزت وانجزت في الزراعة والتعليم والصحة و و .. والباقي كيف ندير هذه المرافق . اكثر من 30 جامعة بالولايات لاتعرفها الصحافة ولا حتى التلفزيون القومي ماعندو توب للمرقة لكي يضيء على هذه الانجازات وتصبح قبلة للسياحة العلمية وتجذب الخبرات والمدخرات من الخارج ونجد كثير من الطلاب السودانيين وغيرهم في الخليج يهاجرون وزفات للهند وباكستان وماليزيا
المغتربون هم أولي بإستيعاب أبناءهم في الجامعات السودانية ، ظل المغترب السوداني يحترق كالشمعة طوال سنين الغربة ، ثم تخنصر شهادات أبناءهم حتي الحضيض ، و فأس الضريبة الإلزامية بالدولار الأمريكي سنوياً ،الضرائب التى أثقلت كاهل المغتربين السودانيين ، تهد جبال من أكتاف المغتربين ، سمعنا بجامعة المغتربين ، أضغاث أحلام ، المغترب يدفع كل شي بالدولار ، الضريبة ، الزكاة ، تاشيرة الخروج ، الخدمة الإلزامية ، حتي التعليم في وزارة التهميش العالي والبخس الهمي القائمة علي الظلمات ،الظلم ضارب حتي النخاع ، عموماً هنيئاً لأبناء مجالس إدارات الجامعات من دفع نصف الرسوم، وهنيئاً لأبناء الوزراء بضمان مقاعدهم في الجامعات ، لكن هل يضمنوا مقاعدهم في الجنة ؟ و يا أيها المغتربون لكم رب ( الله ) علام الغيوب ، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ،
عزالدين عباس الفحل
ابوظبي