جعفر عباس

فلاش باك لندني (2)


بمناسبة وجودي في لندن حالياً، ومنذ أكثر من شهر ولكن تحت حراسة بودي غارد (حارس شخصي) الموثوق به، وبالتالي الفشل المحتوم لحسناوات لندن للتغرير بي أو حتى الفوز بكلمة «هاي» عدت بالذاكرة في مقالي ليوم أمس إلى زيارتي الأولى إلى لندن. كانت الخرطوم تدهش قروياً وتخيفه، وجد نفسه في لندن شخصياً، ثم ينظم المعهد الذي كنت أدرس به حفل تعارف، ولأن حظي كدقيق فوق شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه، فقد تحرشت بي امرأة سوداء إسطوانية الشكل.. تحرشت إيه الله يهديك.. هجمت علي وطوقتني بيديها كي أراقصها وكانت سكرانة طينة، ولم يكن في شكلها ما يحمل شخصا حتى فاقد العقل لطلب مراقصتها، وسحبتني إلى حلبة المصارعة فغاص رأسي في لجة من الشحم فصرت أرفس من «حلاوة الروح».
باختصار، رحت في غيبوبة، ثم أفقت منها لأجد نفسي مطروحاً على الأرض، وحولي خلق كثير يهمهمون: سكران.. لا مصاب بالسكري.. لا، مصاب بصدمة حضارية.. لا، ربما كان من أكلة لحوم البشر وتناول لحم البقر فأصيب بالصرع، رفعت رأسي وهممت بأن أشرح لهم سبب الغيبوبة، وعندما لمحت تلك المرأة من فصيلة وحيد القرن تحدجني والدخان يخرج من فتحتي منخرها كما الثيران الهائجة في أفلام الكرتون، فلذت بالصمت وغادرت المكان ذليلاً كسيراً، وجلست في الشارع قرابة ساعة حتى شفطت كفايتي من الأوكسجين.
ولكن هذه المرة، خلاص انتهى عهد الغفلة عندما كنت معرضاً للتحرش من قبل عوانس بريطانيا السوداوات، فهذه المرة معي السيدة المشار إليها أعلاه، والتي تحتاج إلى صيانة طبية، وقد قررت (هي) قبل أن تغادر الدوحة إلى لندن أنها لن تلزم سرير المستشفى بأي حال وتترك زوجاً دخل طور المراهقة الثالثة حراً طليقاً في شوارع لندن، قلت لها: يا بنت الناس لقد حصنني الله ضد الزلل ببشرة وتقاطيع لا تصبر عليها إلا ناقصة عقل، فتقول: وافق شن طبقة، وفي لندن أشنان وأطباق كثيرة! ونساء الخواجات كلهن ناقصات عقل ودين (متى يعطون الرجال في السودان حق الخلع؟).
وإنني لأؤكد لتلك السيدة الداعشية عبر هذا المنبر بأنني على العهد باقٍ، وأن جيناتي العربية ضعيفة، ومن ثم فأنني لن أخون ولن أساوم ولن أتنازل عنك أبدا مهما يكون. (هل لاحظتم المطربتين المغربية سميرة سعيد والتونسية لطيفة بدأتا في التلبيخ بعد أن ذهبتا إلى مصر؟ سميرة صرحت علناً أنها لن تتنازل عن حبيبها مهما يكون. وما قالته «عيب»، فهل ستظل متمسكة بالحبيب وهي – مثلا – تعلم أنه يذاكر من وراء ظهرها؟ والأعيب منه ما قالته لطيفة: حبك هادي وأنا مليت الحب العادي.. بذمتكم دا كلام؟ هل هناك حب عادي وحب خمس نجوم؟ ثم تتمادى في تحقير الحبيب الذي لا يعرف سوى الحب العادي وتقول له «حواليا كتير» يعني إذا لم تطور أسلوبك فعندي بدائل أفضل،.. وألف من يتمناني).
وأضيف بأنني سألازم زوجتي وبعلتي وعقيلتي وقرينتي وحرمي وأم عيالي حذوك النعل بالنعل، خوفاً من أن تستعمل ضدي النعل، وسأتعهدها بالرعاية، وقد أتيت إلى لندن أصلاً لإدخالها في ورشة طبية، أما إذا أعجزت حالتها الأطباء، فسأتركها في متحف الشمع لتجلس إلى جوار الملكة اليزابيث الثانية وتدخل التاريخ، وترفع بذلك رأس الأمة عالياً بين السياح: من هذه؟ هذه زوجة جعفر عباس التي صبرت عليه حتى أصيبت بالتصلب الشمعي فوضعوها هنا تحية لصمود النساء العربيات والمستعربات اللواتي صبرن على غطرسة أزواجهن وآبائهن وإخوانهن وحكامهن.. كم هي قوية المرأة إذ تصبر على كل أولئك ومع هذا تعمر أكثر من الرجل.

jafabbas19@gmail.com


‫2 تعليقات

  1. تحياتي كلامك جدي مع مخالطةالهزار،حقيقةكلامك اخسنا طلبت منه الخواجيةان تنجب منه ولدا اسمرا مثله ففرهاربا،هههه

  2. يا جعفر عباس يا مرطب من الدوحه الى لندن ولا كهربه قطعت ولا ماسوره شخرت
    اموت انا فى الرطوبه