ما حكم ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ؟
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ .. ﺃﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺑﺎﻳﻼﺕ ﻭﺍﻟﺤﺎﺳﺐ ﺍﻵﻟﻲ، ﻭﻟﻢ ﺃﻗﺮﺃ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ ﺍﻟﻤﻄﺒﻮﻋﺔ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ .. ﻫﻞ
ﻗﺮﺍﺀﺗﻲ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ؟ ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻫﻞ ﻟﻲ ﻧﻔﺲ ﺃﺟﺮ
ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ؟ ﻭﻟﻜﻢ ﺟﺰﻳﻞ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺃﻋﺎﻧﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻋﻠﻲ ﻃﺎﻋﺘﻪ ..
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ.
ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ
“ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺣﺮﻓﺎً ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻪ ﺑﻪ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺴﻨﺔ
ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ، ﻻ ﺃﻗﻮﻝ: ﺃﻟﻢ ﺣﺮﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻟﻒ ﺣﺮﻑ ﻭﻻﻡ
ﺣﺮﻑ ﻭﻣﻴﻢ ﺣﺮﻑ ” ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻷﺟﺮ ﺛﺎﺑﺖ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﻗﺮﺁﻧﺎ
ﺳﻮﺍﺀ ﺃﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﺃﻡ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻡ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ؛ ﻷﻥ ﻛﻠﻤﺔ (ﺣﺮﻓﺎ ) ﻧﻜﺮﺓ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺗﻔﻴﺪ
ﺍﻟﻌﻤﻮﻡ.
ﺛﻢ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺨﺮﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ،
ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻴﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻟﻠﻘﺮﺍﺀﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﻬﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﺙ، ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﺪﺙ ﺣﺪﺛﺎً ﺃﺻﻐﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺴﻬﻞ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺇﺿﺎﺀﺓ، ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺘﻪ ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻪ.