مواقف وطرائف مع الرئيس “نميري”!!
الرئيس الأسبق “جعفر نميري” يتمتع بشخصية قوية ومهابة وربما يدخل الرعب في قلوب من معه حتى الوزراء إذا أرادوا أن يدخلوا عليه يتوجسون خفيفة من لقائه.. وأحياناً شبه بـ”عنتر” كما جاء في إحدى القصائد التي كتبت من بعض المعارضين قال فيها راكب هنتر وعامل “عنتر” ولكن كان فعلاً “عنتر”.
الدكتور “محي الدين تيتاوي” وما روي عنه في المقابلة التلفونية مع الرئيس “نميري” عندما اتصل بصحيفة الأيام وقتها قال الرواية كالآتي: قال وقتها كان نائب رئيس تحرير صحيفة الأنباء فرن التلفون فرفع السماعة فسأل الطرف الثاني من معي، فقال “تيتاوي” قلت ليه أنت الضارب فمن أنت حتى نوصلك بالشخص الذي تريده، فقال له “جعفر نميري” فقال له أهلاً سعادتك ونفى تيتاوي إن كان وقف على (طوله) فقال “تيتاوي”.. “نميري” قال له ووقتها كان تم تطبيق الشريعة الإسلامية لماذا لم تكتبوا عن الشريعة الإسلامية ولماذا رفضتم أن تنشروا الكتابات التي وصلتكم من بعض الكُتاب، “تيتاوي” قال عندما جاء الأستاذ الراحل “حسن ساتي” أبلغه بأن الرئيس “نميري” اتصل هاتفياً بالصحيفة وسأل عن بعض الموضوعات التي كُتبت عن الشريعة ووقتها الأستاذ “حسن ساتي” والكلام للدكتور “تيتاوي” كان قد احتفظ بها في مكتبه فأخرجها وناوله لها وتم نشرها، الدكتور “تيتاوي” قال التقى بالرئيس “نميري” مرة واحدة عندما بدأ حديث يتسرب عن ترحيل اليهود الفلاشا من الخرطوم فطلب من الأستاذ “عبد الحفيظ عبد الله رجب” وهو من أصهار الرئيس “نميري” فحدثه أن يرتب له لقاءً صحفياً مع الرئيس، فسمع “حسن ساتي” بطلب المقابلة الصحفية مع الرئيس فقال: “تيتاوي” كيف ترتب لذلك وأنا لم أعرف، فقال “تيتاوي” قلت لـ”حسن ساتي” أنت رئيس التحرير بإمكانك أن تذهب لإجرائها وإن أردت أن أذهب معك فليس لدي مانع، فقال “حسن ساتي” أذهب وقال “تيتاوي” اتصل الرئيس مرة أخرى بـ”حسن ساتي” وطلب مقابلة “تيتاوي” ووقتها كان بالمنطقة الصناعية يصلح في عربته الفلكسواجن فقال “حسن ساتي” قال له أذهب فالرئيس طلبك أنت قال “تيتاوي” ذهبت وأجريت المقابلة معه وهذا أول لقاء مباشر معه.
الرئيس “جعفر نميري” كان يهتم بالصحافة والصحفيين وهناك شواهد أخرى عندما ذهب إلى صحيفة الأيام بمقر مطابعها بالمنطقة الصناعية بحري ووجد أحد جميعي المواد الصحفية بآلة الصف ووقتها لم تطبق الشريعة الإسلامية وتناول الكحول عادي،ـ فكان العامل قد وضع زجاجة الخمر بجوار الكرسي الذي يجلس فيه وهو في حالة ثملة فخشي مراقب المطبعة وقتها أن يسبب هذا العامل حرجاً له والرئيس في زيارة تفقدية بالليل، فعندما وقف إلى جواره ووجد العامل منهمكاً في عمله فقال لهم الرئيس “نميري” طالما يؤدي عمله فلا تسألوه، وكان العامل رغم احتسائه للخمر ولكن يجيد عمله ولا يخطئ أبداً حتى ولو لم يستطع الجلوس على كرسيه، ولكن إذا وضع في الكرسي واستلم آلة الجمع فلن يخطئ أبداً.
هناك مواقف كثيرة تعرض لها المسؤولون مع الرئيس “جعفر نميري” ولا أنسى عندما ذهبنا لتغطية افتتاح مسجد النيلين وعندما خرج من المسجد والناس تهتف وتصفق فلم أصفق معهم، ولكن حينما لوح بيديه للجماهير وهو على عربة مكشوفة وبدأ ينظر إليهم، خلته كان ينظر إلي فمن الخوف بدأت أصفق مع الناس.
يا حليله ابوعاج
من طرائف أبو عاج واحدة جاءت على لسان السباح كيجاب، فقال مرة كان عندنا سباق وكنت آخر متسابق وكان نميري رحمه الله يتابع السبقا من على ظهر قارب فلما إقترب من كيجاب قاله له مالك يا كيجاب ماشي آخر واحد فقال له كيجاب والله يا ريس عضاني كلب فقال له الريس رحمه الله ليه إنت كنت بتعوم في جزارة … رحم الله أبو عاج رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته