في سيرة حياة الأسر السودانية.. أمي حافظة أسراري “1-2” أبي آخر من يعلم
تعج حياة الأسر السودانية بالكثير من المفارقات فيما يتعلق بطريقة التعامل بين أولياء الأمور وأبنائهم والعكس، وتبرز عدة تساؤلات من بينها كيفية تعامل الأم مع البنات ومسؤوليات البيت، هل تشارك الأب فيما يجري بينهما وبين الأولاد أم تخفي بعضها خوفاً من ردة فعله واعتقاداً منها على قدرتها معالجة الأمور لوحدها؟
ولماذا يميل الأبناء لإخبار الأم وإبعاد الأب عن تفاصيل حياتهم أحياناً؟ هل لأن الأم مستمع جيد ومنفذ لطلباتهم بكل سهولة؟ أم أنها أقدر من الأب على التعامل معهم؟ والتكتم على أسرارهم وفهم عقليتهم وميلوهم بعامل تقربها منهم منذ الصغر؟
الأم الأقرب
(اليوم التالي) وضعت التساؤلات على طاولة الكثيرين في استطلاع نتعرف من خلال إجاباتهم ما إذا كانت الأم أقدر على إدارة شؤون الأبناء بمعزل عن تدخل الأب ونقف على سلبيات وإيجابيات الموضوع المطروح، في هذا الشأن تقول أم محمد الأبناء دائماً أقرب إلى الأم. وتضيف: أنا أم لولدين وهم يحكيان لي كل ما يحصل لهما باعتباري صديقة لهما.
تدخلات الأب
يعتقد الكثيرون أن تدخل الأب ومعرفته بما يفعله الأبناء يؤديان إلى تعقيد الأمور. وتؤكد بعض السيدات بأنهن غير مضطرات إلى إبلاغ الأب بكل صغيرة وكبيرة طالما تدخله يزيد من تعقيد المشكلة. وفي السياق، يقول وجدي: الأم هي أول من يعلم وتخفي من الأب ما يفعله الأبناء خوفاً من ردة الفعل التي غالباً ما تكون عنيفة سواء أكانت بالتوبيخ أو الضرب المبرح. ويضيف: انشغال الأب من أجل توفير متطلبات الحياة جعله دوماً يبحث عن الراحة، وهذا ما تسعى إليه الأسرة ويعتقدون أحياناً إخباره بمشاكلهم إزعاجاً له. ولفت وجدي الانتباه إلى صحبة الأم مستدلاً بالحديث الشريف في معناه أن أفضل الناس بحسن الصحبة هي الأم وكررت ثلاث مرات للتأكيد، وختم بقوله: الأم خزينة أسرار أبنائها التي صنعت من غير مفتاح.
تحيز عاطفي
حجب الأمهات تصرفات الأبناء عن الآباء هو تحيز عاطفي، وغالباً ما يكون على حساب مصلحة الأبناء، وينطوي ذلك تحت قاعدة (العاطفة العمياء) يبعدون الآباء عن الصورة تجنباً لتصعيد الأمور، كما تقول سلمى أحياناً يكون الأب عصبي لذلك تخفي عنه الأم تصرفات الأبناء خوفاً عليهم من ردة فعله التي لا يحمد عقباها. وتعد متابعة شؤون الأبناء وتربيتهم مسؤولية مشتركة بين الأبوين والسفينة قد تتحمل قائدين بالتناوب، وفقاً للظروف، بوضع خطوط يتفق عليها أولياء الأمور بينهم تتعلق بسلوكيات الأبناء العامة مثل مواعيد خروجهم وعودتهم إلى البيت ونوعية الأصحاب التي يختارونها وعلى الأم الالتزام بها حتى في غياب الأب أو انشغاله.
غياب الفكرة
من جهة أخرى، يقول طه محمد إن الأم هي التي تربي وتقوم بالواجبات، لذلك تكون أقرب لقلوب أبنائها، أما انشغال الأب بتوفير الأولويات يجعله أقرب إلى بطونهم فقط. ويشير طه إلى أن غياب فكرة صداقة الآباء لأبنائهم لكي يكون الأقرب وجدانياً منهم والمسؤولية متكاملة اجتماعية وتربوية، أما إذا طغى عليها عامل الرعاية المادي يصبح الأب كالصراف الآلي، ولا يعلم شيئاً عن تصرفات أبنائه.
اليوم التالي