فدوى موسى

رسائل تائهة


فقه الرسائل غير المباشرة.. أو إياك أعني يا جارة.. أو الكلام ليك يا المفتح عينيك.. طرائف يضطر لها البعض في هذه الحياة عندما يختلط عليهم بعض الضباب مع الوضوح في حسم موضوعات (ما) أو يمنعهم الخجل أو بعض كسر العين من انتهاج فقه المباشرة والصراحة مع الآخر.. لذلك قد تصطدم هذه الرسائل بجدران تأخر الفهم أو حتى عدم الفهم الصحيح لها من هذا المعني بكل (الدراما والكوميديا والتراجيديا المفتعلة).. لتظل الرسائل تائهة ما بين مرسلها ومستقبلها… مرسلها الذي يريد ربما إرضاء بعض مواضع الغرور في دواخله.. أو ربما أنه منقاد لا يدري ولا يعي بحتفه وحتف رسائله.. ومستقبلها الذي ربما يمارس البلادة أو ربما هو حقيقة بليد الفهم.. لذا تبقى هذه الرسائل في عداد التائهة حتى إشعار الختام.. وللرسائل جمل وكلام في حاضره وقادمه وماضيه، البعض يحملك على التوهم أن هناك الكثير المخبأ في ثنايا القادم.. والأصل أن (لا قادم ولا متأخر) في ظل عتامة رؤية تلفك من هنا لهناك وتجذر احساساتك بغرابة الحال ووحشيته المؤلمة، وخوف مستتر من تسرب الأحداث للغد، دلائل وملامح دون أن يكون هناك دور لك فيها.. كلام كثير يدور بالخلد والعقل والخاطر لطاحونة الأيام التي تدور بلا ملل أو وهن أو فتر.. ليظل الكلام في موقعه والدوران في لفه واتجاه… والرسائل التي لها إيلام تلك التي تأتيك ممن تعرفهم ويعرفونك، وقد تبدلت بهم وبك الأيام.. فلا تظن بنفسك اللائمة دون أن تعطيهم مساحاتهم من الأعذار لأنهم هم أيضاً قد تلوموا وأولغوا في هذا الاتجاه. وتبقى الرسائل الكبرى التي لا تعرف إلا الوصول والتي فيها طعمان- الحياة والممات- رسائل المسلمات واليقين.. التي تأتيك فتخرج منك خلاصة وزبدة الموضوع.. فشكراً لكل من أعطانا دروساً وعبر وثبتنا عندما كنا لا نستحق ذلك.. عاد ليجدد العبارة التي تجزم بأننا في طريق السوء دون الخير سائرون.. شكراً لكل من أرانا عوجنا وعيبنا، وأخرج أسوأ ما يكون فينا.. شكراً للذين احتملونا وكنا عبئاً على اكتفاهم القوية.. وتهدلنا على ثنايا جنباتهم بما لا نستحق.
آخر الكلام: الرسائل في كل الاتجاهات ولكل الأنواع من الاستهداف.. إيجابها وسالبها.. كلمات نسوقها بلا تحديد لتواصلنا المرتبط بالسعي اليومياتي.. فعذراً لكل من أخطأنا في حقه.. أو أصبناه في مقتل أو أصابه رشاش بلا قصد.
(مع محبتي للجميع).