في ولايتين
{ كثيرة أوجه التشابه والتقارب بين الجزيرة والقضارف.. كلاهما مستودع كبير لم يستغل بعد لإطعام السودان وجيرانه من الجوع والمساهمة في بناء الدولة الحديثة، مثلما حملت الجزيرة السودان على ظهرها حتى احدودب ولكنها لم تئن من وطأة الحمل ولم تطالب بالتعويض التاريخي لما قدمته للسودان منذ أن كان نطفة حتى انقسم لدولتين .. والجزيرة الولاية شيء والجزيرة الإنسان شيء آخر، الأولى كان حظها من التنمية بائساً في سنوات العشرية الأولى من الإنقاذ وحظها من التطور في العشرية الثانية أكثر بؤساً ولكنها الآن في العشرية الثالثة تنهض بهمة وقد نفض عنها الوالي الجديد غبار التاريخ الذي سد منافذ الهواء عن قلبها وجعلها تتنفس بخياشيمها أما الجزيرة الإنسان لم تبدلها المحن أو تنال من عزيمتها الأمراض .. ذلك الإنسان البسيط الذي ضم إلى حناياه (الغرابة) و(الشماليين) و(الجنوبيين) وأهل الشرق في مشروع الجزيرة الذي كان .. ومشروع الجزيرة الذي أخذ الآن ينهض من كبوته كحصان فقد الرعاية ولم تهن عزيمته .. يوم طويل جداً انقضت سحابته في ما بين تفاتيش مشروع الجزيرة .. ومتابعة أداء الإدارة التنفيذية وكذلك فتح ملفات اقتصادية هامة لحكومة الجزيرة التي غاب واليها “محمد طاهر إيلا” في رحلة خارجية ولكن حضرت بصماته على الجزيرة من خلال أداء حكومته الجديدة.. السيد نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” الذي أسند إليه رئيس الجمهورية ملف الاقتصاد والزراعة وتبعاتهما بدا دقيقاً جداً في متابعة مقررات اجتماعات سابقة.. ومحاسبة المسئولين على قصورهم في تنفيذ قرارات صدرت من قبل .. في مقر مشروع الجزيرة ببركات وضع مدير المشروع “عثمان سمساعة” حزمة مشكلات تواجه المشروع.. لم يتضجر “حسبو محمد عبد الرحمن” من المشكلات ويهرب منها كما يفعل بعض المسئولين ولكن واجهها بشجاعة فأصدر قرارات باستمرار دعم الحكومة لكل جوال من القمح ينتجه المزارع بمشروع الجزيرة بمبلغ (280) جنيه كأعلى دعم يحصل عليه مزارع من أجل زيادة الإنتاج وشدد “حسبو” على استلام الحكومة جوال القمح من المزارع بسعر (400) جنيه على أن تتسلمه المطاحن بسعر (120) جنيه ليذهب الدعم الحكومي للمستهلك والمنتج معاً .. في ذات الوقت أن تتسلم الحكومة جوال الذرة من المزارع بمبلغ (250) جنيه وقنطار القطن بسعر 724 جنيه .. مما كان له الأثر البالغ وسط المزارعين خاصة الذين خاطبهم نائب الرئيس في تفاتيش ود النو في جنوب الجزيرة .. أكثر من إرتياح العمائم البيضاء التي احتشدت في قاعة اتحاد المزارعين وهي تعلن نفرة الإنتاج .. نائب الرئيس .. كان قريباً جداً من المزارع معروق اليدين الكادح إلى ربه كدحاً وغير بعيد من المزارعين فوق المزارعين من أصحاب الوجوه الناعمة والوجوه التي نعمتها النعمة!!
{ حمل نائب الرئيس المزارعين عبء ومسؤلية زيادة الرقعة الزراعية في القطاع المطري لمليون فدان خلال الموسم الشتوي القادم تعويضاً لأية خسائر قد تنجم عن قلة الأمطار وتأخر فصل الخريف خلال شهر يوليو الماضي .. وقد أقبل المزارعين على توجيهات نائب الرئيس بالإيجاب وإعلان عزمهم زيادة الإنتاج بالتحفيز الذي أعلنه “حسبو” للمزارعين، وقد طالب مدير مشروع الجزيرة بمطلوبات نجاح الموسم الشتوي ممثلة في فتح الاعتمادات لضمان وصول الأسمدة والمبيدات بمبلغ 946 ألف يورو وتوفير الجازولين لآليات التحضير بواقع 1 مليون ونصف المليون جالون بواقع (3) جالون للفدان .. وبدأت الجزيرة تتعافى سياسياً واقتصادياً ودب في إنسانها النشاط والحيوية والروح التي تحلم بغد أفضل. ونواصل…
الأستاذ يوسف عبد المنان أتمنى أن ترجع لمقال الأستاذ إبراهيم الرشيد في صحيفة الصيحة يوم 15/3/2015 ” مروي 2020 سلة غذاء السودان قمحاً هل نحن نحلم؟؟”. وأن تكتب لنا عن هذا المقال الذي يفيض أملاً ، وينزل في دواخلنا برداً وسلاماً إذا تمّت دراسته بصورة فعلية وأمانة ونزاهة . وةقد نتمكن من أن” نأكل مما نزرع”، وبعده نُفكِر في النهوض بزراعة القطن ف”نلبس مما نزرع ونصنع”.