فوضى المليشيات
{ مرة أخرى تغوص الخرطوم في وحل الفوضى ونزوات المليشيات غير النظامية وفندق السلام روتانا الذي يهرع إليه في الأمسيات الأجانب وزوار البلاد من المستثمرين يشهد مظهراً مؤسفاً وتحشدات لمليشيات غير نظامية جاءت بها الحكومة لقلب العاصمة.. وتركتها تتصارع على أساس قبلي وعشائري وتتعارك بالمناكب من أجل فتات السلطة.. وقد نشبت الصراعات بين “بحر إدريس أبو قردة” والدكتور “التجاني السيسي” وكلاهما حلفاء أصليون للمؤتمر الوطني وشركاء في اتفاق الدوحة انقسموا إلى جناحين وخاضوا الانتخابات الأخيرة وكلاهما يضمر الشر للآخر. ولم يبدِ المؤتمر الوطني حرصاً على رتق الفتق وإصلاح ذات البين خاصة من القادة الكبار حتى بلغت الخلافات وشح النفس والانتصار لها أن تقتحم مجموعة “أبو قردة” فندق السلام روتانا في هجعة المساء وتهتف في وجه “التجاني سيسي” وقيادات المؤتمر الوطني د.”أمين حسن عمر” و”الضو عثمان” و”محمد يوسف التليب”، وتأبى إلا إغلاق الأبواب وإحداث الفوضى العارمة في وجود “بحر أبو قردة” قائدهم وكبيرهم.
{ صحيح إن ما حدث في مساء أمس لم يتعدَّ التراشقات اللفظية والعنف الكلامي والهتافات ولم تستخدم الأسلحة ولكن الحرب أولها كلام.. والنار من مستصغر الشرر والفوضى بداياتها عدم احترام القانون والركون لمنطق القوة.
{ انسحب سفير قطر وممثل الجامعة العربية “صلاح حليم” وفي نفوسهم حسرة وألم ليكتبوا تقاريرهم لدولهم والجهات التي يمثلونها عن ما وصل إليه السودانيون من انقسامات وتشظيات، وخاصة أهل دارفور الذين يسيئون إلى أنفسهم ولتاريخهم ولولاياتهم حينما ينحدرون بخلافاتهم إلى هذا الدرك السحيق من عدم المسؤولية وعدم احترام الدولة التي كانت غائبة تماماً يوم أمس.. رغم وجود رموزها السياسية والتشريعية والتنفيذية لكنهم جميعاً كانوا تحت رحمة جماعة “أبو قردة” التي رفضت الاستجابة لأية نداءات ورجاءات. وقد تم إلغاء الاحتفالية دون مبررات كافية لتهزم هتافات المليشيات الدولة وتعطل أنشطتها وترغمها على تنفيذ ما تريده؟؟
{لقد وصلت الأوضاع بين مجموعات “أبو قردة” ود.”التجاني سيسي” إلى حافة الانفجار وبات الوضع قابلاً لحدوث أي شيء إذا ما تركت الفوضى هكذا.. ولم تقم الحكومة بواجبها في حماية هؤلاء من أنفسهم وخلافاتهم.. وبرنامج التوقيع على مشروعات المرحلة الثانية هو برنامج دولة وحكومة ما كان أصلاً يترك تنظيمه والإشراف عليه لسلطة مدنية مثل سلطة د.”التجاني سيسي” الذي يتعامل مع الأحداث بصفاء المثقف والأستاذ الجامعي والسياسي الذي عاش حياته بلا خصومات.. لكن السودان تغير وتبدل فيه كل شيء وأصبحت الفوضى هي الأصل والنظام واحترام القانون هو الاستثناء.
قل لهم هذه الخرطوم ما أبشه يجب ان يطبق القانون وبحزم وبلاش فضائح يا من تسمون أنفسكم أبناء دار فور ودار فور براء منكم .مجرد لاهثين عن منافع . ما هكذا تورد الإبل