البيع الحر دا يصر ودا يجر
دعوني أبدأ من هناك، فلقد استدركني رجل التراث الباحث الأستاذ محمد أحمد قدور، بأن المجاذيب والشعديناب بنو عمومة، وليس كما ورد في مقالي الذي جاء تحت عنوان (منتج آخر من آل قدور).. بأن الشيخ المجذوب الجد هو سليل الشعديناب.. هذا ليس صحيحاً.. الصحيح هو أن شاع الدين هو الشقيق الأكبر لعبدالعالي جد المجاذيب..
* من ناحية أخرى، والدامر تضم واحداً من أسواق البهائم التأريخية، حيث ولدت هذه العبارة التراثية المعاملتية المالية الحصيفة (البيع الحر دا يصر ود يجر)، وهو البيع الحاضر (بالكاش)، وبمعنى آخر أكثر تفصيلا أن البائع قد تأكد من صحة وتمام فلوسه وطفق (يصرها في ثوبه) كعادة ذلك الزمان، وأن المشتري في المقابل قد استلم بهيمته وهو يجرها ويذهب بها!
* رأيت أن أتدرج في بناء هذا المقال لمخاطبة راهن ما يشغل صحافننا وسوقنا المحلي، بالقضية التي عرفت (بفك احتكار تجارة القمح وصناعة الخبز)، كما لو أن الحكومة احتاجت لسنين بأكملها لتهدي إلي أطروحة (البيع الحر دا يصر ودا يجر)، بحيث أتاح هذا القرار ممارسة (قيمة البيع الحر) لكل مؤهل من السودانيين، أن تدفع فلوسك ومن ثم بإمكانك جر سفينة القمح من أسواق أعالي البحار إلى ميناء بورتسودان …
* ليعلم الجميع أن أسوق التجارة العالمية تشهد هزة عنيفة غير مسبوقة، انهارت على أثرها أسعار النفط والقمح كأهم سلعتين عالميتين، وتتعدد القراءات والمسببات وتصبح الخلاصة واحدة لصالح الفقراء والمساكين من أمثالنا، ولكي نقف علميا على ما يجري من حولنا أحيلكم إلى التحولات الأخيرة التالية .
* ودعت أسواق الأسهم العالمية شهر أغسطس الذي اتسم بتذبذبات قياسية صعوداً وهبوطاً، وظهرت حدتها في وول ستريت وبورصة شنغهاي، وذلك عقب قرار البنك المركزي الصيني بتخفيض عملة اليوان، ولم تكتف الأسهم الصينية بتحقيقها أسوأ خسائر شهرية منذ 3 أعوام، إذ تواصل هبوطها في أولى جلسات سبتمبر بعد انكماش نشاط قطاع الصناعة في أغسطس، وعلى الرغم من مواصلة الحكومة محاولاتها لتحفيز الاقتصاد ووقف نزيف الأسواق، وقد كان شهر أغسطس شهرا مميزا، وعلى الأغلب سيبقى ضمن مناهج التعليم لطلاب إدارة الأعمال، حيث تبخرت 5 تريليونات دولار تبخرت من أسواق الأسهم العالمية خلال أغسطس أي ما يقارب ثلث الاقتصاد الأميركي، على أن شرارة هذه الخسائر أشعلها ثاني أكبر اقتصاد في العالم في الحادي عشر من أغسطس، حين قرر البنك المركزي الصيني تخفيض اليوان، الأمر الذي أثار حينها هبوطا جماعيا في الأسواق العالمية، أطاح بأسعار الأسهم والسلع، ومما زاد من سوء وضع الأسواق هذا الشهر، عودة احتمالية رفع الاحتياطي الفدرالي لمعدلات الفائدة قريبا إلى الواجهة.
* ولكن هذه الخسائر لم تقتصر على يوم واحد خلال أغسطس، حيث جاء الاثنين الأسود ليهوي بالأسواق من جديد، ففي سابقة تاريخية له، فقد داو جونز ألف نقطة خلال جلسة واحدة فقط وأيضا خلال اليوم ذاته، هوت بورصة شنغهاي 8.5%، وهي أكبر خسارة يومية في 8 سنوات.
* وفي هذا اليوم لمع نجم عملات لم نعهد أن نراها ترتفع في الآونة الأخيرة مثل اليورو الذي صعد خلال الجلسة بـ3%، إلى 1.17 د و.. و…
* مخرج.. يفترض أننا في السودان نبني خططنا وبرامجنا على ضوء ما يحدث حولنا في العالم ولا أعرف أي السلع الزراعية التي لم تتأثر بعمليات الانهيار هذه حتى نركز عليها !!