اللاجئون.. وصمة عار في جبين الأمة
* ﻻ شغل هذه الأيام لوسائل الإعلام والفضائيات العالمية، سوى نقل المشاهد المأساوية لتدفق المهاجرين السوريين من (الشرق الإسلامي) إلى (الغرب المسيحي)، وفي رواية الغرب الصهيوني!! أن يهرب المسلمون من جحيم الحروب المحتدمة في بلدانهم (المسلمة) إلى (جنة الغرب)!! أن تكون (المنظمات الكنسية) هي التي تستقبل (ضحايا اضطهاد الأنظمة العربية المسلمة)، تحت قيم (حقوق الإنسان) على الطريقة المسيحية الغربية، أن يكون الآخرون أرحم بأبناء جلدتنا منا، فتلك خطيئة تاريخية كبرى ﻻ تغتفر !!
وإذا افترضنا أن النظام العربي الرسمي قد ضاق ذرعا بشعوبه وطفق يلاحقهم تنكيلا وتشريدا وتقتيلا، ففي المقابل أين (المنظمات الدعوية الإسلامية) ومنظمات المجتمع الإسلامي المدني، للاضطلاع بدورها في إيواء المضطهدين واللاجئين المسلمين؟ على أن هذه التدفقات المهولة للإخوة السوريين إلى أوروبا، لم تكشف فقط عورات النظام العربي الرسمي فحسب، بل قد عرت كل الأمة بقطاعاتها المختلفة، نظاما رسميا وحكومات وعلماء ونخب ومنظمات، إنه لعمري سقوطنا جميعا !!
* وتحدثنا الأخبار أن العرب هم أول من تتحرك ضمائرهم إلى إنقاذ حيوان في أوروبا، كما تشير تلك الواقعة التي حدثت منذ فترة في حظيرة حيوانية أوروبية، وهم ذاتهم من يتداركون ناديا رياضيا أوروبيا يوشك على الإفلاس، وفي المقابل ﻻ تطرف للعرب عين واللاجئون السوريون (غير الشرعيين) بعد أن تنكرت لهم أمتهم، يفضلون الموت غرقا في عرض البحار من البقاء في ديار المسلمين !!
* ربما يذكر الكثيرون عند انهيار عمارات برج التجارة العالمية في شبه جزيرة مانهاتن بنيويوك، كيف سارع أحد رجال الأعمال العرب بالتبرع بخمسين مليون دولار لضحايا الحادث ولم تقبل منه، سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون، واليوم نتساءل أين الذين حركت ضمائرهم (الكلاب الأوروبية) والأندية الغربية ولم تحركهم في المقابل، أنات شعوبهم من الأطفال والشيوخ والنساء الذين يفضلون الموت غرقا من البقاء في هذه البلاد الظالم أهلها !!
* نفتخر اليوم أننا نمتلك أعلى برج في العالم، وفي المقابل نعجز أن نفتخر بأننا أصحاب اليد الطولى في نجدة إخواننا السوريين بتوفير المأوى والأمان والحياة الكريمة لهم !!
* خطورة هذا الأمر ﻻ يقتصر على فقد الأرواح في البحار وعرض المحيطات، وﻻ في عذابات اللجوء والسكن والإقامة في محطات القطارات وقارعة الطرقات، لكن الخطورة العظمى والخسارة الأفدح تكمن في هزيمة خطابنا الدعوي الإسلامي، كيف نقدم للآخرين الإسلام على أنه الحل والمسلمون يهربون من جحيم الشرق الإسلامي بعشرات الألوف!! كيف نثبت للآخرين بأن الإسلام هو دين الرحمة والتكافل والتعايش والمسلمون في عقر ديارهم مشردون ومضطهدون ومسجنون ومسجمون !! إذ أن العلة بطبيعة الحال ليس في الإسلام وإنما في نظامنا الرسمي ونخبنا وأحزابنا وجماعاتنا وتقاطعاتنا المذهبية والمناطقية، نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا !! وليس هذا كل ما هناك..