فدوى موسى

بعض الصراحة!


ـ الإيلام قد يكون مطوياً في بعض التناسي للحقائق التي عند تجريدها تجعل كل خطواتك في باب الاحتمال غير الممكن وغير المطلوب، وتبعث بك الى خانة العابرين اللطفاء أو تدفعك لأن تكون صياداً في المياه العكرة.. عندها تدرك انك عند أناس خلقت لهم المراقي العليا مجرد حالة تستدعي أن لا تفوت أو لا تقتنص ولو عند بعض مسار للمخارجة.. لذلك بعض الصراحة مؤلمة جداً عندما تتعرف على نفسك من زاوية ذلك الآخر الذي يلخصك أو يضعك في قائمة الانتباه.. شكراً لكل الذين أهدونا زهرة ثم عادوا وطالبوا بثمنها ألماً ودموعاً.. شكراً لكل من وهبونا بعض معالم الطريق ثم سحبوا الخريطة.. شكراً لكل من هدى لنا نصيحة أن نزرع ونسقي زرعنا ولا نحوجه لماء الآخرين اللطفاء العابرين وصيادي الماء العكر.. صفو الأيام وكدرها من ذات المنبع.. شكراً شكراً «صديقتي» وردة التي دائماً ما تهديني عيوبي بدرويس معبرة مفرطة المعاني تكاد تنتزع مني دبلوماسية العبارة لتقول إنني نصف إنسان محترم وتغيب ذلك النصف بدون احترام.. إذن أنا المخطئة في ذلك الذي تبلور وتشكل في ثنايا الأيام نبيلاً نظيفاً خالياً من العيوب مبرأ من كل شائبة.
٭ عند بابك!
ـ هذا الباب حفياً بالطرق.. عزيزاً بهيبتك جميلاً بقدرتك على استيعاب المعيب لا من نقص أو إنكسار.. بل من غشامة الذي لا يعرف السبيل الى الطريق والعكس وبالعكس.. عدم المعرفة يقود بلا هوادة لتلك التهلكة العمياء، وذلك المحك الداكن البؤر.. جئتك بهضومات متراكمة وجزئيات متراكبة لبنيان خلاصة السعي لادراك بعض جمائل الممكن.. الباب موصود.. وأنت تتلصص بلا خوف.. لأنك مكان للتقدير والإعزاز والتوقير.. الآن قد لا تكون في حاجة لكل تلك التفاصيل والقيم واللا مرونة.. استودعك الله كما استودع هذه الدنيا أناس جميلون ثم لم تقف قاطرة الحياة من بعدهم، لم يكونوا عابرينا ولا صيادين بل كانوا أناساً لهم ما لهم من إنسانية وقلوب نابضة.. لا يعوزون الى تعابير الجفاف العاطفي ولا أوهام النصح التي تتساقط ممن يعلون مقام أنفسهم وينزلون بالآخرين للمصاف الأدنى.
٭ آخر الكلام:
ـ تبقى العلة عند ضفاف البحار أنها قد تخرج بعض ما تجوف فيها وانخنق وانفطس موتاً تماماً كما ذلك الطفل «إيلان»، الذي كان يمكن أن يمر عابراً في صمت ببوابات الخفية والغموض، ولكن أقدار الأيام أبت إلا أن يخرج من باب الاعلان والعبرة.. فالأيام هي اللطيفة العابرة.
«مع محبتي للجميع»..