على كل حال ..!
«التعصب هو مضاعفة جهدك بعد أن تكون قد نسيت مبتغاك» .. جورج سانتيانا ..!
ما رأيكم في رجل يحدث الناس عن مقاييس الرؤية الشرعية، وحرمة الاختلاط، وضوابط ضرب الدف في الأعراس، ويحث الرجال على التعدد، ويفاخر بزواجه من أربع، ثم يطلق إحدى زوجاته ذات حين، فينقلب عليها، ويجاهر بالحديث عن اتهامات بأقوال مهينة وأفعال مشينة ينسُبها إليها، قبل بلوغ مرحلة التقاضي، أو حتى صدور أي حكم ابتدائي ..؟!
وما رأيكم في آخر يقاضي زوجته – وليس طليقته – بسبب ديون مضمنة في شيكات مرتدة هي المدين فيها وهو الدائن ..؟!
ثم مارأيكم في شيخ تستفتيه أم قروية في شأن ابنتها التي وضعت مولوداً في بيت أهلها (أسرة رقيقة الحال يعجز وليها عن توفير قوت يومها أحياناً) بينما يمتنع زوجها (المكلف المستطيع) عن الإنفاق عليها وعلى رضيعها، الأمر الذي أجبر الأم المرضع على اتخاذ قرار إرسال الرضيعة إلى والدها، لكنها رأت قبل ذلك أن تستوثق من رأي الشرع في ما هي مقدمة عليه .. فيَتمَعَّر وجه الشيخ مقدم البرنامج، ويبدى امتعاضة الشديد من موقف النساء اللاتي يذهب أبنائهن ضحايا لردود أفعالهن تجاه الخلافات مع الأزواج، ويؤمن فضيلة الشيخ الضيف على ذات المعنى، دونما إشارة من قريب أو بعيد إلى موقف الزوج الممتنع عن الإنفاق، ودونما أي تَمَعُّر أو امتعاض بشانه ..؟!
سأتوكل على الله وأقولها عنكم : حال الأول هي حال معظم المتاجرين باسم الدين في كل قطر وفي كل حين .. وحال الثاني هي إحدى صور أزمات الرجالة الطاحنة التي حاقت بعروش الأسرة السودانية الأصيلة طيب الله ثراها .. أما حال الثالث فهي حال شيخ سوداني مصاب بمتلازمة فتاوى النساء ..!
هذه حال فقهاء اخر الزمان جماعة هي لله ، لا للسلطة ولا للجاه .