تمن الشهرة
يسعى إليها بعض البشر سعيا.. وهي تعني التميز.. والتفرد.. والتفوق على بقية خلق الله.. الشهرة نوعين.. نوع سمح وإيجابي.. ونوع كعب وسلبي.. النوع السمح البيكون في شهرة بشوفوها الناس سمحة.. ودي زاتا نسبية من زمن لي زمن.. يعني في العشرينيات الفنان المشهور هو صعلوك وصايع.. والناس الواحد فيهم بتحاشى إسمو يقترن باسم الفنان.. لا صحبة ولا حتى لو جارو.. يحاول يرحلو من الحلة وإن خلاص غلب حيلة يرحل هو ويقول ليهو: “أها مو الحلة دي؟ خليناها ليك”.. ناهيك عن الفنانة.. دي خلاص يهدر دمها ودم من يعرفها ودم من يتعامل معاها.. بالرغم من أنها مشهورة لكن مشهورة بالكعب وهو الغنا..
أما في وقتنا العلينا.. أي زول يتمنى ولدو واللا بنتو يطلع فنان.. ويتبوبر بها وممكن يستلم أو تستلم بها أي مجلس.. وقد تجد أبواب الخدمات مشرعة ليك في حين المطرب ولدك أو أخوك أو حتى صاحبك.. وكم من مطرب مشهور على مر تاريخ الأغنية السودانية الحديث.. دفع حياتو تمن لشهرتو قتلوهم.. منهم زنقار.. عمر أحمد.. وخوجلي عثمان.. وبعضهم تعرض لمحاولات اغتيال لكن ربنا لطف.. وقد يكون السبب حسدا وغيرة.. بعيدا عن سلوك مرتبط بها..!!!
الحرامي المشهور.. شهرتو تتخطى المحيط الاجتماعي إلى المحيط الأمني.. أي سرقة تحصل طوالي يجيبوهو ويقعدوا يحققوا معاهو.. حتى إن تاب وأعلن توبتو تباريهو شهرتو.. إن ناضم زول أو اتلوم فيهو بالغفلة ساكت يقول ليهو: “نان انت الكعب داير يفوتك وين؟.. زمنك كلو تكسر في الطبل وتسرق في الدكاكين؟”..
والشهرة السلبية كما الشهرة الإيجابية تلقي بظلالها على الناس الحولو.. أهلو.. مرتو وليداتو.. حتى أعمامو واخوالو.. حتى إن ما طروهم بالكعب.. لو جابوا سيرة زول وفي زول ما اتعرف عليهو يوصفوهو ليهو: “يا اخي دا ما ود خالة عباس الحرامي”.. داك طوالي يسحب من تحتو بساط العشم: “لا لا كان كدي ختيتو”.. ويكون ود خالة عباس دا زول كويس واحتمال عندو رأي في عباس لكن علاقة الرحم.. حتى عباس إن مات وفارق الدنيا شهرتو بالكعب تطارد ناسو: “يا اخي دا ما ولد المرحوم عباس.. عباس الحرامي يا اخي، أصلك ما سمعت بيهو؟ يا زول دا حرامي كان مجنن السوق دا جن” ولو كنت ما سمعت بيهو يعمل ليك إعادة إنتاج لتاريخو ويختم ليك سيرة حياتو بــــ: “سبحان الله ولدو دا يشبهو جنس شبه!.. بصقو بس.. ان داير تشوف عباس شوف ولدو دا بس”…. ولو كان عاوز يخطب بنت وأهلها بيسألوا.. يلاقيهم زول بي يعرفهم: “والله ناس كويسين.. بس أبوهم الله يرحمو كان شوية حريموني.. لكن تاب آخر عمرو..” والجماعة يعملو خط رجعة رافعين شعار أبعد من الشر وغني لو.. خايفين من (العرق الدساس)..!!!!!!