احلام مستغانمي
من يقتل من ؟
في كل حرب أثناء تصفية حساب بين جيلين من البشر ، يموت جيل من الأشجار ، في معارك يتجاوز منطقها فهم الغابات .
” من يقتل من ؟ ” مذهولاً يسأل الشجر . ولا وقت لأحد كي يُجيب جبلاً أصبح أصلع ، مرةً لأنّ فرنسا أحرقت أشجاره حرقا تاما كي لا تترك للمجاهدين من تقيّة ، ومرةً لأنّ الدولة الجزائرية قصفته قصفاً جوياً شاملاً حتى لا تترك للإرهابييّن من ملاذ .
باستطاعتنا أن نبكي : حتى الأشجار لم يعد بإمكانها أن تموت واقفة ،
ماذا يستطيع الشجر أن يفعل ضدّ وطن يُضمر حريقاً لكلّ من ينتسب إليه ؟
وبإمكان البحر أن يضحك : لم يعُد العدوّ يأتينا في البوارج ، إنّه يولد بيننا في أدغال الكراهية .
[ من رواية ” عابر سرير ” ]