ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻨﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﺣﺼﻠﺖ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ
ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻓﻜﺮ
ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ . ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻣﻨﻌﺘﻨﻲ
ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺷﻴﺊ ﻭﻛﻨﺖ ﻛﺎﺭﻫًﺎ ﻟﺰﻭﺟﺘﻲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺇﺛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺰﻋﺠًﺎ ﻣﻨﻬﺎ: ﺍﺫﻫﺒﻲ ﻧﺎﻣﻲ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻠﻚ . ﻓﺮﻓﻀﺖ، ﻓﻘﻠﺖ : ﻃﻴﺐ ﻧﺎﻣﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻠﻲ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺬﻫﺐ .
ﻛﻨﺖ ﺃﻓﻜﺮ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ ﺣﻴﻦ ﺍﻟﻠﻔﻆ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﻴﺘﻲ
ﺇﻳﻘﺎﻉ ﻃﻼﻕ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺟﺎﺯﻣًﺎ ﺃﻭ ﻣﺠﺮﺩ ﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻷﻧﻲ ﺑﺎﻷﺻﻞ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻨﺎﻳﺎﺕ، ﻭﻛﻨﺖ ﺣﺮﻳﺼًﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﺃﻧﻄﻖ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﺭﻏﻢ ﻛﺮﻫﻲ ﻟﻬﺎ . ﻭﺣﻮﺍﺩﺙ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ .. ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮﻝ ﻟﻠﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ، ﺗﺼﻔﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺖ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺑﺎﻟﻜﻨﺎﻳﺎﺕ ﻳﻘﻊ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ : ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻣﻌﻲ ﻳﻘﻊ ﺑﻬﺎ ﻃﻼﻕ ﺇﺫﺍ … ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﺎ ﺷﻜﻞ ﻟﻲ ﺧﻮﻓﺎ ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺮﻫًﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ ﻟﻬﺎ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻻ ﺃﻋﻴﺶ ﺳﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﻄﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﺰﻳﺪًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺃﺗﺒﻴﻦ ﻭﻻ ﺃﻇﻠﻤﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ( ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ) ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻟﻔﻆ ﻳﻘﻊ ﺑﻪ ﻃﻼﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺧﻔﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺗﻜﻠﻤﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻼﻡ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﺰﻋﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ ﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺎﺯﻣﺔ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻧﻴﺔ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻣﺘﺮﺩﺩ ﻓﻴﻬﺎ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻨﻲ، ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻮ ﻗﻄﻊ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻻ ﺃﺗﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻭﻗﺘﻬﺎ.
ﻓﻤﺮﺓ ﺟﺎﺀﺗﻨﻲ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﺰﻋﺞ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﻓﻜﺮ
ﺑﻤﺸﻜﻠﺘﻲ ﻭﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮﻝ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻛﻼﻣًﺎ ﻏﻀﺒﺖ ﻣﻨﻪ،
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﺍﺫﻫﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺟﺎﺀﺗﻨﻲ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻣﻊ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺑﺎﻟﺤﺎﻝ، ﻭﻣﺮﺓ ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻑ ﺃﺗﺰﻭﺝ ﻓﺠﺎﺀﺗﻨﻲ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻂ ..(ﺍﻱ ﺳﺄﺗﺰﻭﺝ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻂ … ) ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﻣﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ، ﻷﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ، ﻭﻣﺮﺓ ﻭﻫﻲ ( ﺍﻷﺧﻄﺮ) ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻣﻌﻲ ﺟﺎﺀ ﺷﻘﻴﻖ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻟﻴﺄﺧﺬﻧﺎ ﻣﻌﻪ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﺃﻓﻜﺮ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ
ﺃﺧﻮﻫﺎ: ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇﻟﻴﻨﺎ ( ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻨﺎ ) ﻓﻔﻀﻠﺖ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ ﺍﻟﻨﻴﺔ، ﻓﻜﺮﺭ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﻓﻘﻠﺖ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﺟﺎﺑﺘﻪ، ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ: ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ، ﻟﺪﻱَّ ﻋﻤﻞ .. ﺃﺧﺘﻚ ﻫﻲ ﺑﺘﺮﻭﺡ ﻟﻌﻨﺪﻛﻢ، ﺃﻭ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻚ.
ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻱ ﺍﻟﻠﻔﻈﻴﻦ ﻗﻠﺖ .. ﻷﻧﻲ ﻧﺴﻴﺘﻬﻤﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ
ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻋﺎﺩﻳًﺎ ﻭﻫﺎﺩﺉ ﺑﻴﻨﻨﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ
ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ ﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻚ ﺃﻭﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻵﺧﺮ ﺟﺎﺀﺗﻨﻲ ﺍﻟﻨﻴﺔ . ﺃﺭﻳﺪ
ﺃﻥ ﺃﻋﻠﻢ ﻫﻞ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻨﺎﻳﺎﺕ؟ ﺍﻵﻥ ﺣﺎﻟﺘﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﺗﺤﺴﻨﺖ، ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ.
ﻓﻠﻠﺠﻮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻚ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺃﺻﻮﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺫُﻛﺮ ﻣﻨﻬﺎ:
ﺃﻭﻟﻬﺎ : ﺃﻥ ﺍﻷﺻﻞ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﻤﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﺻﻞ ﻻ
ﻳُﻨﺘﻘﻞ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺑﻴﻘﻴﻦ.
ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ ﺑﺎﻟﺸﻚ، ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺻﻞ ﻣﻀﻄﺮﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ ﻛﺎﻓﺔ.
ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ: ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﺔ ﻻ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﺀ ﻋﺼﻤﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ، ﻭﻻ ﻳﺆﺍﺧﺬﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﻣﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻚ.
ﻭﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻚ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻨﻮِ ﻃﻼﻗﺎً ﺃﺻﻼ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻷﻣﺮ
ﺳﻮﻯ ﻣﺤﺾ ﻭﺳﻮﺍﺱ؛ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻚ : ﻭﺃﻧﺎ ﻟﻮ ﻗﻄﻊ ﻟﺴﺎﻧﻲ
ﻻ ﺃﺗﻠﻔﻆ ﺑﺎﻟﻄﻼﻕ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ !! ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ
ﺗﺴﻌﻰ ﻓﻲ ﻋﻼﺝ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻌﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﺐ ﺣﺎﺫﻕ ﻣﻊ
ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻬﻠﻴﻞ؛ ﻟﻴﺬﻫﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ
ﻫﻤﺰﺍﺕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻲ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ.