فخر البلد!!
اتصل عليّ الأخ الكريم والزميل “ناجي علي بشير” من المكتب الصحفي لرئاسة الجمهورية مقدماً لي الدعوة لأشهد زيارة السيدة حاجة “ليلى” حرم السيد النائب الأول للرئيس “بكري حسن صالح” لجرحى اليمن الشقيق بمستشفى حاج الصافي، وللصدفة أنني لحظتها كنت أقرأ تعليقات (مدورة) على واحدة من صفحات (فيسبوك) الشهيرة، تداول فيها المعلقون آراءهم حول أن يفتح السودان ذراعيه ومشافيه لعلاج الأخوة في اليمن، وبصراحة رغم أنني لست من هواة المساجلات الفيسبوكية إلا “إن كنت مضطرة” لأنها غير ذات جدوى، وأحياناً كثيرة أشعر أنني أناقش مجرد أرقام أو أسماء مستعارة قد تدخلك في دائرة التهاتر فينجر للانزلاق إلى مستوى القاع الذي يجلس فيه بعضهم، رغم ذلك كدت أن أتداخل مع الذين رفضوا حضور الإخوة اليمنيين بدعوى أننا في حاجة أن نكتفي طبياً وعلاجياً ودوائياً وبعد داك نفيض على الآخرين، كدت أن أتداخل معهم لكنني أمسكت عن ذلك وما كنت أدري أنني سأكون شاهدة على الحدث لأكتب عنه بعين المشاهد والشاهد عليه.
الزيارة بدأت صباحاً باكراً، حيث جاءت السيدة “ليلى” رئيس جمعية (بت البلد الخيرية) تصحبها رفيقاتها في الجمعية وتصحبها أيضاً ابتسامة هادئة ورزينة لا تلحظها إلا إن ركزت على وجهها حتى لكأنها جزء من تفاصيلها الطبيعية، ودخلت تتفقد الجرحى، ودخلنا، لأجد نفسي أقف فخورة وآيات الشكر والثناء تتدفق من أفواه الإخوة اليمنيين للسودان الذي احتواهم في هذه المحنة بكامل الترحاب والحميمية، ليؤكد أنه البلد العربي الصلد الذي تتكئ على كتفه الأمة العربية في انكساراتها وتستند إلى يده في لحظات وقوفها وشموخها، وأكثر ما أثر فيَّ أنني علمت أن أعداداً كبيرة من جرحى اليمن يطالبون بأن تكون وجهة علاجهم هي السودان، مُش لأننا نملك أفضل المشافي وربما نحن لا نملك أفضل الإمكانيات لكننا نملك أفضل القلوب وأفضل الإرادة لنؤدي واجبنا بشرف نحو إخواننا العرب وده ما غريب علينا وإرثنا وثقافتنا علمتنا من الأمثال ما يؤكد هذا الحديث، (وبليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر) و(الفقراء الاتقسموا النبقة)، ونحن مباشرون عند البليلة وعند الضبيحة، والنبقة عندنا مباركة تشبع البطون الجائعة وتسد الرمق!! ولعل هذه الرفقة لوفد جمعية (بت البلد) قد كشف لي عظمة العمل الكبير الذي تقوم به هذه الجمعية والسيدة “ليلى” تتعهد بتوفير الأطراف الصناعية لجرحى اليمن، وكذلك تكفلت بكامل نفقات عمليات العيون للذين أصابتهم الشظايا أو تعرضوا لإطلاق نار مباشر.. وأسعدني أن يكون أحد الداعمين للجمعية وأهدافها شخص لأول مرة أتعرف عليه شخصياً علمت أنه من الذين يتصدون ويناصرون أصحاب القضايا في الوطن العربي السيد “محجوب دليل الشنبلي” ليحرض بذلك كل أصحاب رؤوس المال الوطني ليساهموا عبر هذه المؤسسة في خدمة المجتمع السوداني، وقد علمت بل وتفاجأت أن الجمعية بصدد توقيع عقد مطلع الأسبوع لإنشاء مستشفى لأطفال السرطان سيكتمل فيما يقارب الثمانية عشر شهراً ليصبح ملاذاً للأطفال الذين ابتلاهم المولى بهذا المرض، ومعظمهم من الأسر الفقيرة التي ستستفيد من هذا الصرح الكبير.
فالتحية لـ(جمعية بت البلد) على هذا الحراك المهم.. والتحية للإخوة في مستشفى حاج الصافي الذين يعملون بكامل طاقاتهم.. والتحية والإجلال أولاً وأخيراً للسودان الوطن العظيم الذي لا ينسى واجبه في أحلك الظروف، ولا يفقد أسبقيته وتقدمه للصفوف مهما كانت العقبات وهو يفتح ذراعيه لجرحى اليمن وللاجئي سوريا “حتى الطير يجيه جعان من أطراف تقيه شبع”.
{ كلمة عزيزة
حضرت أمس المؤتمر الصحافي الأول للسيد معتمد الخرطوم الفريق “محمد عثمان أبو شنب”، الذي أراد من خلاله عرض خطة حكومته لحل أزمة المواصلات والمواقف، وبرأيي يجب أن لا نستبق الحكم على خطته قبل أن يمضي منها ما يكفي تطبيقاً وإنزالاً لأرض الواقع لأن الحكم المسبق غير عادل ولا منطقي، لكن أعجبتني جداً فكرة تخصيص بصات مجانية لنقل المواطنين من السكة الحديد حتى موقف “شروني” بشكل دائري رحمة بالراجلين المنهكين من طول المشوار، لكن ما أود أن أقوله إن الرجل جاء إلى المنصب الجديد بإرادة قوية وبآمال عريضة وهو رجل ميداني بالدرجة الأولى ح يتعب أكيد أصحاب البدل ومحبو الكندشة.. وسأعود غداً للمؤتمر الصحافي بالتفصيل.
{ كلمة أعز
أمس أقالت الحكومة المصرية وزير الزراعة بشبهة رشاوى وفساد، وعلى الفور قدم للمحاسبة والمساءلة!! الحدث بالنسبة لي مدهش في ظل الدمدمة والجرجرة التي نابع تفاصيل سيناريوهاتها.. أفصّل ولاّ كده كفاية!!
أستاذة … مقالك تفوح منه رائحة دفع فاتورة الدعوة والقيام بالواجب الذي دعاك له زميلك المدعو/ ناجي علي بشير …وهو : تلميع السيدة / حرم النائب الأول وجمعية بت البلد التي تراسها … فلك الشكر والعرفان ….ولكن أغلب الناس يتحدثون بالمنطق وحتى الدين بخصوص إكرام الإخوة اليمنيون فالمنطق والعرف والأمثال السودانية تقول أن الزاد يجب أن يكفي أهل البيت أولاً حتى يتم التصدق به ولا يصح أن يكون شعبك جائع ومحتاج ولا يجد فاتورة العلاج وتتبرع بالمأوى والعلاج المجاني للغير فرسولنا الكريم يقول : خياركم …خياركم لأهله ) (وأفضل الصدقات هي التي يتم إنفاقها على العيال )