لهم البلايين ولي «البلاوين»
لسبب لا أفهمه فإنني حريص على الاطلاع على القائمة السنوية لأثرياء العالم وتحديدا المليارديرات في مجلة «فوربس الأمريكية»، ومنذ بضعة أيام وأنا مشغول بقراءة ملحق أصدرته صحيفة «صنداي تايمز» عن أغنى الأغنياء على أمل أن ينتقل فيروس الشراء إلى جسمي عبر الاحتكاك المباشر بأسماء الأغنياء وصورهم، وكلما رأيت المليارديرات بوجوههم المكرمشة والمجعدة صحت: خلاص يا جماعة شبعتم بملايينكم المتلتلة، فاعطوني بعض «الكسور» من ثرواتكم لأخرج مما أنا فيه من تلتلة.
الله يرحمك يا أبي، يعني لو أنشأت مصنعا للسيارات أو الطائرات أو حتى مطبعة بدلاً من إدارة مطعم بائس في مدينة «كوستي» البائسة، لما كنت اليوم ألهث وراء «بيل غيتس» وعوانس هوليوود ذوات المال وبعض الجمال.
ومع هذا، فإنني قرأت ذلك الملحق دون أن تحرقني نيران الحسد، ولكن ما أن قرأت تقريرًا في جريدة «أوبزيرفر» حول مليونيرات بريطانيا دون سن الثلاثين حتى أحمرت خدودي من الحسد والحقد (تخيل، أي درجة من الحسد هل يمكن أن تجعل خد زول مثلي – أنظر صورتي – يكتسب اللون الأحمر؟)، ولد صايع اسمه «دان مكميلان» ورث عن أبيه 200 مليون جنيه إسترليني، يعني أكثر من مليار ريال قطري، يعني زيليون تريليون جنيه سوداني دون أن يفعل شيئًا!! الله يرحمك يا أبي: ماذا أورثتني؟ أفواها كلما ملأتها صاحت مثل جهنم: هل من مزيد؟ منزلا متهالكا كله أزقة وحواري وكأنما رسم خريطته مخترع المكرونة الأسباغيتي، سقفه يطقطق في الصيف مسبحا بحمد الله، حتى خشينا أن يسجد فبعناه طلبا للسلامة.
أما «أيرل آيفي» فقد ورث عن أبيه أكثر من ملياري جنيه إسترليني، يعني لو أعطاني ألف جنيه (6000 ريال) يوميا نستطيع أن نعيش أنا وهو وحفدتنا في بحبوحة طوال القرن الحادي والعشرين، وبثروة كهذه (ألف جنيه إسترليني يوميا)، سأستنسخ نفسي لأعطيها فرصة أن تعيش طفولة منعمة؛ لاستمتع باللعب بالدمى والإلكترونيات بدلاً من اللعب بالطين الذين كنا نأكل نصفه.
ومن بين مليونيرات بريطانيا واحد مسلم اسمه طاهر محسن جمع 27 مليون جنيه إسترليني من بيع الكمبيوترات، ومنذ عشرين سنة وأنا أبيع المقالات دون أن أتمكن من جمع 27 ألف ريال مع أن المقالات من إعدادي وإنتاجي في حين أن طاهر يبيع جهد وإنتاج الآخرين!! يخيل إلي أن المشكلة تكمن في الجينات وجوازات السفر!! يعني لو قمت ببيع كمبيوترات في السودان قد أجمع 27 مليون جنيه سوداني (نحو 6 ألاف إسترليني)، يعني مفيش فايدة!! والحل؟.. الحل هو أن أحصل على جواز سفر لدولة عضو في حلف الناتو أي الأطلسي!! ولكن كيف؟ لابد من عملية زرع جلد أبيض ونقل رأس، أي الحصول على رأس أشقر بأنف لا يحتل نصف الوجه! ونقل رأس أبيض إلى جسمي من شخص مات دماغيا معقولة في أحد جوانبها، ولكنها تعني أن أخضع للذبح في مستشفى أوروبي، ولكن من يضمن لي أنهم سيذبحونني بالطريقة الحلال، ثم إن اكتساب رأس أبيض على جسم أسمر كاكاوي ستجعل شكلي مخيفا، وبالتالي لابد أن ينقلوا لي جلد شخص أبيض بعد تقشير جلدي كالح اللون، وليفعلوا ذلك لابد من سلخ جلد ذلك الشخص، ولو أعطوني كنوز الدنيا، وكان بقائي على قيد الحياة يتوقف على الحصول على جلد آدمي بغيض إلى نفسي مثل نتنياهو، لرفضت بالمناسبة يوم 1 سبتمبر القريب هذا كان ذكرى يوم مولدي، ولو فيكم خير يا قراء ويا قارئات، كل واحد منكم يدفع دينارا إضافيا عند شراء نسخة من الجريدة أو الاطلاع على النسخة الإلكترونية، فتجتمع عندي بضعة آلاف من الدنانير البحرينية التي ستجعلني مليونيرا عند ترجمتها إلى الجنيه السوداني.
jafabbas19@gmail.com
ياراجل ما تحمد ربك .. مغترب ليك خمسين سنة وشغال في قناه الجزيرة ومرتبك عشرات الريالات القطرية وبعد دا تتظارف وعامل فيها مفلس ..