البنا والقفز فوق الهواجس
* قبل أن يجف المداد الذي كتبنا به أمس عن (أوهام الخروج بالأغنية السودانية من نفق المحلية) دون عمل حقيقي صدمني حديث صحافي للمطرب عاصم البنا على صفحات العدد الأخير لمجلة (السمراء) جعلني ألعن سنسفيل محليتنا، وأرثى للفن الذي بات كل واحد يُصدِّر فيه نفسه باعتباره (منقذ الغناء وطوق النجاة)..!
* قال عاصم الذي سطا قبل عامين على مشاركة بمهرجان الأغنية العربية للشباب لم تكن من نصيبه (دون أن يرتجف له جفن) إن هاجسه الوصول بالأغنية السودانية للعالمية..!
* أهم شرطين في المهرجان الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية هما المشاركة بعمل جديد لم يسبق تقديمه في وسائل الإعلام، وألا يتجاوز عمر المطرب (الخمسة والثلاثين عاماً) باعتبار أن المسابقة تهدف لتشجيع شباب الفنانين الذين بدأوا خطوات احتراف الفن لإنتاج أعمال جديدة تمثل قوة دفع حقيقية لتجاربهم وتشكل إضافة حقيقية للساحة الفنية..!
* قلنا وقتها لعاصم الذي جاهد لتمثيل نفسه باسم السودان المفترى عليه رغم تجاوزه لسن المشاركة بموافقة إدارة التلفزيون إنك إذا فزت بـ(المايكرفون الذهبي) وآلاف الدولارات لن يكون لكل ذلك طعم ولا وزن ولا قيمة، لأنك ستذهب لتنافس بعض (الصبية) الذين هم (أصغر) منك سناً بكثير، و(أقل) تجربة، فبدلاً من أن تضع اسمك ضمن قائمة (الكبار) ستهبط لقاع التنافس مع (الصغار)..!!
* رضي (ود البنا) لنفسه المشاركة في مسابقة فرصتها ليست له وحرم (أسماء مطابقة لكافة الشروط بما فيها العمر) وأخفق هناك بينما كانت الجائزة الأولى من نصيب (صبي هاوٍ يدرس في الجامعة ولم يتخرج بعد) ثم خرج (مغني المشاركة المتجاوزة) للناس من بعد ذلك للحديث عن الفن باعتباره دعوة للحق والخير والجمال، و”فعلاً الاختشوا ماتوا”..!!
* إن لم يكن أمر المشاركة (المتجاوزة) بالنسبة لعاصم مؤلماً، فحتماً أن الأكثر إيلاماً هو وصوله للفندق الذي يقيم به المشاركون بالمهرجان بالعاصمة التونسية وتسابق (المغنين الصغار) لتحيته والتعرف عليه بـ(أدب ووقار وإجلال) ظناً منهم أنه (أحد أعضاء لجنة التحكيم) لا (مطرباً مشاركاً معهم ينتظر من اللجنة الرأي والتقويم والتقييم)..!!
* إدارة التلفزيون المسؤولة عن المشاركة كانت أيضاً جزءا من الأزمة لأن تجاوز المطرب المرشح لسن المنافسة والصمت على ذلك يتم التعامل معه كـ(ملف فساد إداري) خاصة وأن اكتشافه من قبل القائمين على المهرجان يعني فقدان الفرصة والمعاقبة بالحرمان من المشاركة لأكثر من عام و(كان الله في عونك يا سودان)..!
* لن تخرج الأغنية السودانية من (أستديو علي شمو بالتلفزيون، وصالة محمدية باتحاد الفنانين) قيد أنملة إن كانت تنتظر تجاوزات عاصم ليحلق بها في فضاءات العالمية..!
نفس أخير
* ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس