استشارات و فتاوي

ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺤﺮ

ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :

ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ. ﺷﻴﻮﺧﻰ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ
ﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ .
ﺳﺆﺍﻟﻰ : ﺯﻭﺟﻰ ﻣﺮﺓ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺍﺗﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻴﺦ ﻭﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ
ﺃﺣﺪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓﻮﺻﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﺃﺧﺒﺮﻩ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌﻤﻮﻝ ﻟﻪ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻣﻌﻪ
ﻭﺣﺘﻰ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻪ. ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺑﺄﻥ ﺳﺒﺐ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺭﺯﻗﻪ ﺑﺴﺒﺐ
ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻟﺘﻮﻗﻴﻒ ﺍﻟﺮﺯﻕ .
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮﺓ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻲ ﺃﻣﻰ ﻭﺃﺑﻲ
ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻟﻠﺤﺞ ﻓﺬﻫﺒﺖ ﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺘﻬﻢ ﻭﻗﻀﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻬﻢ
ﻭﻣﻜﺜﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﻳﻮﻣًﺎ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺎﻣﻞ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺃﻣﻰ ﻭﺃﺧﺪﻣﻬﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﺒﻮﻧﻰ ﺟﺪﺍ.
ﻭﻓﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻏﺎﺩﺭﻧﺎ، ﻭﻓﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻗﻌﺖ ﺣﻘﻴﺒﺘﻰ ﻭﺑﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻹﻗﺎﻣﺎﺕ ﻭﺟﻮﺍﻝ ﻗﻴﻢ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ.
ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﻟﻠﺮﺯﻕ، ﻭﺑﺪﺃ ﻣﻌﻪ
ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻠﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻳﺎﺕ ﻭﻳﻔﺘﺢ ﺯﻭﺟﻰ ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻓﻮﻥ
ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻔﻞ ﻓﻰ ﻣﺎﺀ ﺟﺰﺀ ﻟﻠﺸﺮﺏ ﻭﺟﺰﺀ ﻟﻠﺤﻤﺎﻡ، ﺳﺒﺤﺎﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺃﺣﺴﺴﺴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻔﺮﻕ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﻰ
ﻓﻌﻠًﺎ ﻳﺎ ﺷﻴﺦ ﺃﻱ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺭﺯﻕ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺳﺒﺤﺎﻥ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ . ﻓﺄﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻝ ﻫﻞ
ﻳﺎﺷﻴﺦ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻌﻪ ﺻﺤﻴﺢ ﻭﻫﻮ ﻳﺠﻮﺯ؟
ﻭﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺑﺸﻲﺀ ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﺸﻨﻄﻪ
ﻓﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻛﻨﺖ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺟﺪًﺍ ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ
ﺍﻧﺘﻈﻤﺖ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻰ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺃﺿﻴﻊ ﺃﻯ ﻓﺮﺽ
ﻭﺃﺫﻛﺎﺭﻱ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺑﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺻﻠﻲ
ﻛﺜﻴﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ. ﺟﺰﺍﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮًﺍ ﻭﺍﺩﻋﻮ ﻟﻨﺎ
ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻓﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻳﺎ ﺭﺏ

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ
ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ .
ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻪ
ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭﺃﻥ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻭﺯﻭﺟﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ
ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳـﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ” ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺎﺕ. ﻗﻴﻞ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻣﺎ ﻫﻦ؟ ﻗﺎﻝ: ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﺴِّﺤﺮ، ﻭﻗﺘﻞ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ، ﻭﺃﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ،
ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﺣﻒ، ﻭﻗﺬﻑ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ
ﺍﻟﻐﺎﻓﻼﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ ” ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺴِّﺤﺮ ﺣﺮﺍﻡ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺑﺎﻹﺟﻤﺎﻉ،

ﻭﻗﺪ ﻋﺪّﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺎﺕ، ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺮﺍً ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻔﺮﺍً ﺑﻞ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﺈﻥ
ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﻝ ﺃﻭ ﻓﻌﻞ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻬﻮ ﻛﻔﺮ ﻭﺇﻻ ﻓﻼ،
ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻌﻠُّﻤﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻪ ﻓﺤﺮﺍﻡ، ﺭﻭﻯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﻋﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ
ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ:
“ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺴِّﺤﺮ ﻗﻠﻴﻼً ﻛﺎﻥ ﺃﻭ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻛﺎﻥ ﺁﺧﺮ
ﻋﻬﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ” ﻭﻓﻲ ﻣﺴﻨﺪ ﺍﻟﺒﺰﺍﺭ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ “ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻛﺎﻫﻨﺎً ﺃﻭ ﺳﺎﺣﺮﺍً ﻓﺼﺪﻗﻪ ﺑﻤﺎ
ﻳﻘﻮﻝ؛ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳـﻠﻢ ” ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ ﻭﻟﻪ
ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺃﺧﺮ. ﺍ.ﻫــــ
ﻭﺍﻟﻌﻼﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴِّﺤﺮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻼﺝ ﺩﻓﻊ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻉ
ﺍﻟﺴِّﺤﺮ، ﺃﻭ ﻋﻼﺝ ﺭﻓﻊ ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﻮﻋﻪ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﻋﻼﺝ
ﺷﺮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﺄﻣﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻪ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻋﻼﺝ ﺍﻟﺪﻓﻊ
ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ :
1 ـ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﺇﺫ ﺍﻟﺴِّﺤﺮ ﻣﻦ
ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺗﺰﻳﻴﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﻄﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺟﻨﻮﺩﻩ ﺑﻤﺜﻞ
ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﺇﻣﺎ ﻳﻨﺰﻏﻨﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻧﺰﻍ ﻓﺎﺳﺘﻌﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ}
2 ـ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﺴِّﺤﺮ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻪ
ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﻖ ﺻﺒﺎﺣﺎً؛ ﻓﻌﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻋﻦ
ﺃﺑﻴﻪ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﺔ
ﻭﺳﻠﻢ {ﻣﻦ ﺍﺻﻄﺒﺢ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﺘﻤﺮﺍﺕ ﻋﺠﻮﺓ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺳﻢ
ﻭﻻ ﺳﺤﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ} ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ: ﺳﺒﻊ
ﺗﻤﺮﺍﺕ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺢ : ﻭﻟﻢ ﺃﻗﻒ
ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭ
ﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻫﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻤﻦ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺪﻓﻊ
ﻋﻨﻪ ﺿﺮﺭ ﺍﻟﺴﻢ ﻭﺍﻟﺴِّﺤﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ؟ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ
ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ؛ ﻷﻧﻪ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﻖ؛ ﻓﻴﺤﺘﻤﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ
ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻳﻖ ﻛﺎﻟﺼﺎﺋﻢ.ﺍ .ﻫــــ
3 ـ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺻﻐﻴﺮﻫﺎ
ﻭﻛﺒﻴﺮﻫﺎ، ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﻼﺀ ﺇﻻ ﺑﺬﻧﺐ ﻭﻻ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺇﻻ ﺑﺘﻮﺑﺔ،
ﻭﻣﺎ ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻋﺪﺍﺅﻩ ﺇﻻ ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ { ﻭﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻜﻢ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻓﺒﻤﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ
ﻭﻳﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ }
4 ـ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﻥ ﺷﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﺃﺑﻌﺪ
ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﻐﻔﺮ، ﻭﺃﻗﺮﺏ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ
ﺍﻟﻐﺎﻓﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺘﺮ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺶ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻧﻘﻴﺾ ﻟﻪ
ﺷﻴﻄﺎﻧﺎً ﻓﻬﻮ ﻟﻪ ﻗﺮﻳﻦ
ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻌﻪ ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ
ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻃﺮﻗﺎً ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻴﺚ
ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺘﺼﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﻳﺴﺘﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﺷﺮﻩ ﻭﻳﺤﺘﺮﺯ ﺑﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ :
ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ
{ ﻓﺎﺳﺘﻌﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ} ﻭﻓﻲ ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ
ﺩﺍﻭﺩ ﻭﻣﺴﺘﺪﺭﻙ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺻﺮﺩ ﻗﺎﻝ : ﻛﻨﺖ
ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﻭﺭﺟﻼﻥ ﻳﺴﺘﺒﺎﻥ
ﻭﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺍﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﺍﻧﺘﻔﺨﺖ ﺃﻭﺩﺍﺟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ: ” ﺇﻧﻲ ﻷﻋﻠﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻮ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺫﻫﺐ
ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ؛ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ: ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ
ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﺪ ”
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﺗﻴﻦ ـ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﻮﺫﺗﻴﻦ ـ ﻓﺈﻥ
ﻟﻬﻤﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍً ﻋﺠﻴﺒﺎً ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻩ، ﻭﻟﻬﺬﺍ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ” ﻣﺎ ﺗﻌﻮَّﺫ ﺍﻟﻤﺘﻌﻮﺫﻭﻥ
ﺑﻤﺜﻠﻬﺎ”
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ
ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺧﺒﺮﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺣﻴﻦ ﻭﻛَّﻠﻪ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﺑﺤﻔﻆ ﺯﻛﺎﺓ ﺭﻣﻀﺎﻥ
ﻗﺎﻝ: “ﻭﻛﻠﻨﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﺑﺤﻔﻆ
ﺯﻛﺎﺓ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻓﺄﺗﺎﻧﻲ ﺁﺕ ﻓﺠﻌﻞ ﻳﺤﺜﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ
ﻭﻗﻠﺖ ﻭﺍﻟﻠَّﻪ ﻷﺭﻓﻌﻨﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳـﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﺇﻧِّﻲ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﻭﻋﻠﻲَّ ﻋﻴﺎﻝ ﻭﻟﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﻗﺎﻝ ﻓﺨﻠَّﻴﺖ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲُّ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳـﻠﻢ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﺳﻴﺮﻙ
ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻜﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﻭﻋﻴﺎﻻً ﻓﺮﺣﻤﺘﻪ ﻓﺨﻠﻴﺖ ﺳﺒﻴﻠﻪ . ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺬﺑﻚ
ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ. ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻟﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ : ﺇﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ. ﻓﺮﺻﺪﺗﻪ ﻓﺠﺎﺀ ﻳﺤﺜﻮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻷﺭﻓﻌﻨﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ. ﻗﺎﻝ: ﺩﻋﻨﻲ ﻓﺈﻧﻲ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﻭﻋﻠﻲَّ ﻋﻴﺎﻝ
ﻻ ﺃﻋﻮﺩ. ﻓﺮﺣﻤﺘﻪ ﻓﺨﻠﻴﺖ ﺳﺒﻴﻠﻪ. ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻣﺎ
ﻓﻌﻞ ﺃﺳﻴﺮﻙ؟ ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻜﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ
ﻭﻋﻴﺎﻻً ﻓﺮﺣﻤﺘﻪ ﻓﺨﻠﻴﺖ ﺳﺒﻴﻠﻪ . ﻗﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﻗﺪ ﻛﺬﺑﻚ
ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ. ﻓﺮﺻﺪﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﺠﺎﺀ ﻳﺤﺜﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺄﺧﺬﺗﻪ
ﻓﻘﻠﺖ: ﻷﺭﻓﻌﻨﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺁﺧﺮ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ
ﺃﻧﻚ ﺗﺰﻋﻢ ﻻ ﺗﻌﻮﺩ ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ. ﻗﺎﻝ : ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻋﻤﻠﻚ ﻛﻠﻤﺎﺕ
ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ . ﻗﻠﺖ: ﻣﺎ ﻫﻮ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﺫﺍ ﺃﻭﻳﺖ ﺇﻟﻰ
ﻓﺮﺍﺷﻚ ﻓﺎﻗﺮﺃ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻲ
ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺘﻢ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻦ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ
ﺣﺎﻓﻆ ﻭﻻ ﻳﻘﺮﺑﻨﻚ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ . ﻓﺨﻠﻴﺖ ﺳﺒﻴﻠﻪ
ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ:
ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﺃﺳﻴﺮﻙ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ؟ ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ
ﻳﻌﻠﻤﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻳﻨﻔﻌﻨﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﺨﻠﻴﺖ ﺳﺒﻴﻠﻪ . ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ
ﻫﻲ؟ ﻗﻠﺖ: ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﺇﺫﺍ ﺃﻭﻳﺖ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﻚ ﻓﺎﻗﺮﺃ ﺁﻳﺔ
ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺨﺘﻢ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ
ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻘﻴﻮﻡ . ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻲ: ﻟﻦ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﻓﻆ
ﻭﻻ ﻳﻘﺮﺑﻚ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺣﺮﺹ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ: ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ
ﺻﺪﻗﻚ ﻭﻫﻮ ﻛﺬﻭﺏ. ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎﻝ ﻳﺎ
ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ. ﻗﺎﻝ: ﺫﺍﻙ ﺷﻴﻄﺎﻥ ”
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ
ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ” ﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮﺍ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﻗﺒﻮﺭﺍً، ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺮﺃ ﻓﻴﻪ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ”
ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﺧﺎﺗﻤﺔ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ “ﻣﻦ ﻗﺮﺃ
ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻛﻔﺘﺎﻩ” ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﺸﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳـﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ” ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ
ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺑﺄﻟﻔﻲ ﻋﺎﻡ، ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻨﻪ ﺁﻳﺘﻴﻦ ﺧﺘﻢ ﺑﻬﻤﺎ
ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻓﻼ ﻳﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺛﻼﺙ ﻟﻴﺎﻝ ﻓﻴﻘﺮﺑﻬﺎ
ﺷﻴﻄﺎﻥ ”
ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺃﻭﻝ ﺳﻮﺭﺓ ﺣﻢ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ
ﻣﻊ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ “ﻣﻦ
ﻗﺮﺃ ﺣﻢ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﻟﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻭﺁﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺣﻴﻦ
ﻳﺼﺒﺢ ﺣُﻔﻆ ﺑﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺴﻲ، ﻭﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﻤﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻤﺴﻲ
ﺣُﻔﻆ ﺑﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ”
ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻟﻪ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﻣﻦ
ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﻗﺎﻝ: “ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ
ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪﻳﺮ
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﺪﻝ ﻋﺸﺮ ﺭﻗﺎﺏ ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻟﻪ
ﻣﺎﺋﺔ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻣﺤﻴﺖ ﻋﻨﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻴﺌﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﺮﺯﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﻮﻣﻪ ﺫﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺴﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺃﺣﺪ ﺑﺄﻓﻀﻞ
ﻣﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺃﺣﺪ ﻋﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ”
ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ: ﻛﺜﺮﺓ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ
ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ
ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺑﺨﻤﺲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﻥ
ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﻦ ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﺩ
ﺃﻥ ﻳﺒﻄﺊ ﺑﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻴﺴﻰ: ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻙ ﺑﺨﻤﺲ
ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻓﺘﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﺗﺄﻣﺮ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ
ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﻣﺮﻫﻢ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺁﻣﺮﻫﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ : ﺃﺧﺸﻰ
ﺇﻥ ﺳﺒﻘﻨﻲ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﻳُﺨﺴﻒ ﺑﻲ ﺃﻭ ﺃُﻋﺬﺏ، ﻓﺠﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﻓﺎﻣﺘﻸ ﻭﻗﻌﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺑﺨﻤﺲ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺃﻥ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﻬﻦ ﻭﺁﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ
ﺗﻌﻤﻠﻮﺍ ﺑﻬﻦ: ﺃﻭﻟﻬﻦ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﺸﺮﻛﻮﺍ ﺑﻪ ﺷﻴﺌﺎً،
ﻭﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻋﺒﺪﺍً ﻣﻦ
ﺧﺎﻟﺺ ﻣﺎﻟﻪ ﺑﺬﻫﺐ ﺃﻭ ﻭﺭﻕ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺬﻩ ﺩﺍﺭﻱ ﻭﻫﺬﺍ
ﻋﻤﻠﻲ ﻓﺎﻋﻤﻞ ﻭﺃﺩِّ ﺇﻟﻲَّ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻭﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ
ﺳﻴﺪﻩ، ﻓﺄﻳُّﻜﻢ ﻳﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺒﺪﻩ ﻛﺬﻟﻚ؟ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ، ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﻴﺘﻢ ﻓﻼ ﺗﻠﺘﻔﺘﻮﺍ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻨﺼﺐ
ﻭﺟﻬﻪ ﻟﻮﺟﻪ ﻋﺒﺪﻩ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ، ﻭﺁﻣﺮﻛﻢ
ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻡ، ﻓﺈﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻣﻌﻪ ﺻﺮﺓ
ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﻚ، ﻓﻜﻠﻬﻢ ﻳﻌﺠﺐ ﺃﻭ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺭﻳﺤﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﺭﻳﺢ
ﺍﻟﺼﺎﺋﻢ ﺃﻃﻴﺐ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺭﻳﺢ ﺍﻟﻤﺴﻚ، ﻭﺁﻣﺮﻛﻢ ﺑﺎﻟﺼﺪﻗﺔ
ﻓﺈﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﺃﺳﺮﻩ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﺄﻭﺛﻘﻮﺍ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻰ
ﻋﻨﻘﻪ ﻭﻗﺪﻣﻮﻩ ﻟﻴﻀﺮﺑﻮﺍ ﻋﻨﻘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻧﺎ ﺃﻓﺘﺪﻱ ﻣﻨﻜﻢ
ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻔﺪﻯ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺁﻣﺮﻛﻢ ﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ
ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺜﻞ ﺭﺟﻞ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻓﻲ ﺇﺛﺮﻩ
ﺳﺮﺍﻋﺎً ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻦ ﺣﺼﻴﻦ ﻓﺄﺣﺮﺯ ﻧﻔﺴﻪ
ﻣﻨﻬﻢ، ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻻ ﻳﺤﺮﺯ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻻ ﺑﺬﻛﺮ
ﺍﻟﻠﻪ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ : ﻭﺃﻧﺎ ﺁﻣﺮﻛﻢ
ﺑﺨﻤﺲ ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺑﻬﻦ: ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻗﻴﺪ ﺷﺒﺮ ﻓﻘﺪ ﺧﻠﻊ
ﺭﺑﻘﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺟﻊ، ﻭﻣﻦ ﺍﺩﻋﻰ ﺩﻋﻮﻯ
ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺟﺜﺎﺀ ﺟﻬﻨﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﺻﻠﻰ ﻭﺻﺎﻡ؟ ﻗﺎﻝ: ﻭﺇﻥ ﺻﻠﻰ ﻭﺻﺎﻡ ﻭﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ
ﻣﺴﻠﻢ، ﻓﺎﺩﻋﻮﺍ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ: ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﻮﺍﺭﺩ ﻗﻮﺓ
ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻧﺎﺭ ﺗﻐﻠﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻛﻤﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳـﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ : ” ﺃﻻ ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺟﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ، ﺃﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﺮﺓ
ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺥ ﺃﻭﺩﺍﺟﻪ ﻓﻤﻦ ﺃﺣﺲ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ
ﻓﻠﻴﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻷﺭﺽ”
ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ : ﺇﻣﺴﺎﻙ ﻓﻀﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻣﺨﺎﻟﻄﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺁﺩﻡ ﻭﻳﻨﺎﻝ ﻏﺮﺿﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ.
ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻣﻊ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺄﻥ ﻓﻼﻧﺎً ﻫﻮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻠﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻄﺄ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﺪﻕ
ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ، ﻭﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﻧﻔﺜﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻻ ﺇﺷﻜﺎﻝ
ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.