الأراضي تسترد عافيتها 3
* ذكرت بالأمس قصة الطبيب الذي يحمل أربعة أحكام قضائية بما فيها حكم صادر من المحكمة العليا، كلها تقضي بأن نزاعه الذي استمر لسنين مع آخرين حول قطعة أرض بمحلية شرق النيل، قد حُسم قضائيا لصالحه، إلا أن مصلحة الأراضي لم تعتمد تلك الأحكام القضائية، فقال هذا الطبيب، الذي أوشك أن يكفر بمعايير العدالة في بلده، قال “اليوم أتيت إلى السلطة الرابعة وغدا سأذهب إلى الأمم المتحدة”.. أذكر يومها قد كتبتُ رسالة لشاب شفيف هميم كان يدير ديسك العلاقات العامة والإعلام، هو الأخ الزين محمد أحمد الذي يتعافى الآن من آثار حادث مؤلم، نسأل الله أن يتم عافيته، بأن يرتب للقاء الطبيب بالمدير، فأفضت هذه المقابلة إلى تشكيل لجنة من الخصوم وأهل الاختصاص تجتمع في مكتب السيد المدير خلال ثلاثة أيام، فخلال جلسة واحدة تمكن مولانا عصام عبدالقادر، من إصدار حكم يقضي بملكية المواطن الطبيب للأرض، وأتصور أن مدير عام الأراضي لو التزم في هذه الحالة بلائحة الأراضي وبروقراطيتها، لظلت هذه القضية في مكانها حتى يوم الناس هذا، فكم من مظلوم لم يعرف الطريق إلى الصحافة ولا إلى مكتب السيد المدير يحتاج الى نصرة ونجدة، فالأمر – والحال هذه – يحتاج إلى ما يشبه الثورة الشاملة في (أم المصالح) الأراضي، ثورة تبدأ بمراجعة وإصلاح اللوائح والقوانين التي تنظم هذه المهنة بما يخدم الناس ويحفظ وقتهم وحقوقه !!
* وثمة شيء آخر ذو صلة يمكن أن يخفف من معاناة المواطنين، وهو يومئذٍ تحت يد وصلاحية السيد الوزير الذي تجتمع عنده كل مصالح الوزارة، وأعني عملية تجميع مؤسسات وهيئات الوزارة بالمحليات ما أمكن في مجمعات واحدة، وأعني منظومة مصلحة التخطيط والمساحة السجلات والأراضي، حتى لا يهرول المواطن بين مباني ومواقع هذه المؤسسات، فعلى الأقل أن مبنى أراضي شرق النيل الذي أسكن إلى جواره، هو من الفخامة والسعة ما يجعله يسع كل وحدات الوزارة بما فيها جهاز حماية الأراضي، وفي ذلك حفظ وتوفير لعشرات الملايين إلى تذهب إلى إيجارات وحدات هذه الوزارة المنتشرة في بيوت وسط المدن والأحياء السكنية !!
* خلاصة قولنا إن ثمة نهضة مرتقبة لا محالة في المباني والمعاني، اللوائح وبيئة العمل وتوظيف التقنية، ستنتظم وزارة الشئون الهندسية بكل أجنحتها، وذلك في ظل إرادة جديدة توفرت لها كل المعينات والمعطيات، بدءاً بالوالي الثائر سعادة الفريق المهندس عبدالرحيم محمد حسين، ثم سعادة الفريق ركن حسن صالح، وزير الشؤون الهندسية الذي أتى هو الآخر على متن سيرة جهيرة وطموح، فضلا عن أبناء المصلحة الغيورين وعلى رأسهم السيد المدير العام محمد الشيخ و.. و..
* أتصور أن تاريخا جديدا ناصعا يكتب للأراضي وبيد أبناء المصلحة أنفسهم، وكما أشهرنا سيوفنا في وجه نصف كوب مصلحة الأراضي الفارغ، نأمل نحن كصحافة أن نستبشر ونبشر بكوب كامل في طريقه إلى أن يمتلئ ويفيض بإذنه تعالى.. والله ولي التوفيق.