فدوى موسى

مأسورة .. مطرة!


(وهم.. مأسورة.. مطرة) .. دا الزول في فقه البعض عندما لا يرقى لمستوى أحداثهم وواقعهم أو عندما يكون صغيراً دون مقاسات مواقفهم، وربما كان (الوهم) أعلى من المعدل أن يشعر البعض أنهم فوق معايير الناس.. أو أنهم أكثر منهم فهماً وعلماً وأشياء أخرى، هؤلاء الذين يشعرون بالعظمة والتعالي.. وفي الغالب هم أيضاً (مواسير) كما يقول الناس في بلدي لأنهم يضخمون ذواتهم تمدداً في مساحات الآخرين دون يعوا أن هؤلاء الآخرين في زمر الضيق والضجر منهم.. أما وصفهم بأنهم (مطرة) فهذا آخر ما سمعته من أحدهم وهو يصف أحدهم مؤخراً عقب هطول المطر.. «بأنه دا زول مطرة ساي» وعند الاستفسار أجاب «دا لو عمل حاجة لازم تعقبه فيها بالتصليح والتعديل.. زي المطرة التقيلة لما تكب تفتح ليها الجداول وتردم ليها البيت والحيشان.. تماماً زي زولك المطرة دا»..
ما بين الوهم والمطرة أطياف قصص لأشخاص باهتين ومنزوعين الدسم وبلا هوية إنسانية « أها في مواسير أكثر من كده».. وكل فرد منهم حسب مأسورته.. هل هي مأسوة «تلات أربع بوصة».. أقل أو أكبر.. أو قول زي مواسير بركات زمن المشروع شغال.
٭ الشافع الطافح!
ذات المياه التي تغرق بزيفها وانفتاح مواسير أشخاصها الحائرين هي ترفد الشواطئ بشيء من طفح الظلم والعدمية الأنسانية.. فبعد أن أخرجت من جوفها ذلك (الوهم) الإنساني البغيض في طفولة بريئة.. عندما يتجبر إنسان على هدوء واستقرار الآخر في نزاع وتحارب ويجرده من حقوق العيش في الأمن والأمان ويجعله مجرد لاجئ يهيم في كل مسار ممكن وغير ممكن تتجلى عندها (ماسورة) ظلم الحكام واحتدام النزاع على السلطات والثروات .. فكيف بالله استحالت دول من مصاف الاستقرار إلى دوام الدم والفرار والغرق والشتات بين الملاجيء والموانئ ولب البحر.. يالها من مواسير فاقدة للإنسانية والأهلية والأحقية في تبوء موقع سلطة (فوق قفا المهضومين).
٭ آخر الكلام:
نظل كلنا مواسير ومواهيم ومطر ساي أن كان لنا في السلبيات ما نجابه به الواقع المترف قهراً.. والمتزعزع جبراً المستمر غياً وقهراً .. وداعاً للأمان والأمن.. ومرحباً بعالم تتسع فيه مجالات الاندياح لكل هؤلاء (العينات) المنهزمة .. « وووب علينا».. مع محبتي للجميع