معركة الدقيق وبشاعة الاحتكار !
وهكذا انجلت معركة الدقيق لتكشف عن بشاعة الاحتكار ولتفضح الخطأ بل الخطيئة الكبرى التي كانت ترتكبها الحكومة في حق الوطن والمواطن المغلوب على أمره والذي كان أصحاب المال يُمولون (بضم الياء) ويدعمون باسمه بما يزيدهم ثراء على ثرائهم بينما يعاني المواطن (الغلبان) من ضنك الحياة وبؤسها.
من يصدق أن دقيق القمح المدعوم قديماً أغلى من غير المدعوم بل من يصدق أن شركة سيقا التي كانت تتلقى الدعم الدولاري العزيز طوال السنوات الخمس الماضية من أجل شراء القمح ستبيع الدقيق الآن بعد أن رفع عنها الدعم بل بتمويل منها للحكومة تسترده بعد ستة أشهر ستبيعه بسعر أقل من سعره المدعوم قديماً؟
ذلك ما كشفت عنه الأرقام عند فرز العطاء الذي فضح ما كان مخفياً من نهب مصلًح كان يمارس على حساب المواطن المسكين.
هل تصدقون أن جوال دقيق القمح المدعوم قديماً كان يباع بسعر 116 جنيهاً لمخابز المستهلك بينما يُباع ذات الجوال غير المدعوم الآن للمخزون الاستراتيجي بسعر 74 جنيهاً؟!
أزيدكم كيل بعير .. فوفقاً للعطاء الأخير فإن القمح والدقيق يُمولان من قبل الشركات حيث يسدد السعر بعد ستة أشهر للشركة الفائزة بعطاء الدقيق وبعد سنة كاملة للشركة المستوردة للقمح بما يعني أنه إذا لم يكن هناك تمويل لكان السعر أقل بكثير من الحالي نظرًا لتدني الأسعار العالمية للقمح.
خمس سنوات عجاف – أي منذ نوفمبر 2010 – من الاحتكار المقيت يُمنح لكبار تجار القمح والدقيق بينما تُحرم الشركات الصغيرة بل إن الحرمان لا يزال سارياً بصورة أخرى ذلك أن شروط المنافسة تُلزم بشراء كراسة العطاء بسداد 2% من قيمة العطاء تكمل إلى 10% لمن يُرسى عليه ويا له من مبلغ لا يقوى عليه إلا من يملك الأموال القارونية! وأنا على يقين أنه لو لا هذا الشرط الذي يحد من المنافسة لحمي وطيس المعركة وزاد المتنافسون وقلت الأسعار كثيرًا.
إنها ذات النظرية (الربوية) السارية في المعاملات المصرفية التي يقال إنها إسلامية بالرغم من أنها لا تمنح التمويل إلا لمن يملكون الضمانات العقارية وغيرها أما الفقراء المعدمون فلا يجدون غير الصد والحرمان في خرق فاضح لأهم أهداف ومقاصد الشريعة التي ما حرّمت الربا إلا للحيلولة دون أن يكون المال دولةً بين الأغنياء وللأسف فإن علماءنا عجزوا حتى الآن عن استنباط أحكام تحقق المقاصد الشرعية وتغلق الباب على هذه الممارسات شبه الربوية.
على أن ما أدهشني بحق تلك الغضبة المُضرية والحملة الشعواء التي شنها أسامة داؤود على وزارة المالية ثم ويا للعجب قام بعدها ذات الأسامة بلحمه ودمه وعظمه بالمشاركة في عطاء الدقيق وتقديم سعر أرخص من سعره المدعوم قديماً اكتسح به المنافسين جميعاً فهل بربكم من تفسير لهذا الفعل؟!
هذا لا يقدح البتة في أن أسامة من أعمدة الاقتصاد في القطاع الخاص الذي لا يمكن للدولة أن تنهض بدون تشجيعه وإزاحة المعوقات عن طريقه.
ثانياً .. دهشتُ والله طوال الفترة الماضية للصمت الغريب الذي لاذت به وزارة المالية في وجه حملة أسامة التي حشد لها الصحف بكبارها وصغارها، فلماذا الصمت يا بدر الدين؟.
ليت وزير المالية يمضي في حربه على بقية الممارسات الاحتكارية وفي إصلاح بقية مظاهر الخلل في الاقتصاد وقد أعجبني صموده في فرض التحصيل الإلكتروني، فهل يواصل حربه على مسببات الفساد مثل شركات القطاع العام التي تعتبر من أهم عوامل الفساد والإفساد؟
هؤلاء لا يشبهونك أيها الإمام
نظراً لقلة المطبوع من (الصيحة) الثلاثاء الماضي نعيد نشر المقال أدناه.
والله إنه لمن المحزن أن يصبح (ثوار) الحركات المسلحة من لوردات الحرب الذين يزعمون أنهم يناضلون من أجل المهمّشين.. أن يصبحوا مجرد مرتزقة يقاتلون من أجل المال.. ثم إني لمندهش من حمَلة السلاح الذين ينضمون إلى (السلام) منتقدين ومهاجمين مَن انشقوا عليهم من رفاق الأمس الذين لطالما عملوا تحت إمرتهم!.
بربكم إلى متى يستمر هذا الحال؟ مجموعات تنضم إلى ركب (السلام) وأخرى ترفع السلاح من جديد والحبل على الجرار من أناس يقتاتون على الموت والقتل، حتى ولو بالارتزاق، بلا وازع من ضمير أو خوف من الله الذي حرم قتل النفس إلا بالحق!.
مناوي ذلك الذي صمت طوال فترة شغله للقصر الرئاسي الذي احتل فيه منصب كبير مساعدي رئيس الجمهورية، وما لبث أن رجع إلى تمرده بعد فقدان موقعه الرفيع ها هو اليوم يقاتل إلى جانب العميل الأمريكي حفتر وبقايا جيش القذافي في ليبيا، وليس في دارفور أو السودان!.
جبريل إبراهيم الذي كنا نحسبه من الأخيار يقاتل في جنوب السودان وليس في دارفور مقابل المال ويقتل ويخرب ويدمر وينهب البنوك كما كشف من خرجوا عليه في صراع لا ناقة له فيه ولا جمل!.
أخوه خليل إبراهيم الذي حاول غزو أم درمان من قبل من خلال تجنيد أطفال رأينا صورهم في التلفزيون في وقت كان فيه أولاده من صلبه يدرسون في جامعات السودان ومدارسه بعيداً عن الحرب والدمار والدموع والموت الزؤام!.
أما عبد الواحد محمد نور المنتفخ الأوداج بسحت الدعم الأوروبي والغارق في عسل باريس متنقلاً بينها وبين تل أبيب وكمبالا، فقد اقتنع أن يواصل تمرده من الفنادق المترفة بدون حتى أن يكلف نفسه عناء حضور الاجتماعات التي تعقد في العواصم الأفريقية مثل أديس أبابا، أما في أوروبا فلا بأس!.
أخي الإمام الصادق المهدي.. والله العظيم إن هؤلاء المرتزقة لا يشبهونك لا في أخلاقهم ولا في سلوكهم السياسي، فهلا عدت إلى وطنك ومحبيك. وهلا أنقذت سيرتك الناصعة من الاتساخ بهؤلاء الذين لا تأريخ لهم غير التقتيل والتخريب وإلحاق الأذى بوطنهم وشعبهم؟.
احتكار قوت الناس حرام واحتكار السلطه برضو حرام لآنو كلو بولد بعضووبجيب الغني والجاه للمحاسيب اللذيك