عرمان على شاشة العربية
* استضاف التلفزيوني حسن معوض في النسخة الأخيرة من برنامجه (نقطة نظام) على شاشة العربية، استضاف السيد ياسر عرمان الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، الذي ظهر هذه المرة من باريس.. * ﻻ أتصور أن هناك ثمة جديداً في محتوى (الشتائم) والاتهامات التي ألقى بها رجل الجبهة الثورية في وجه الحكومة السودانية، هي ذات العبارات الثورية التي ظل الرجل على مدى سني حكم الإسلاميين يرددها، وهو يفتأ يحتفظ بتفاؤله التاريخي في قرب (نهاية النظام)!! فعلى مدى عقدين من اللقاءات التليفزيونية المتواصلة طفق السيد عرمان يبشرنا في كل مرة بأننا بين يدي سقوط النظام!! على أن عنصر التفاؤل يظل ميزة جيدة للسياسي، فلولا الأمل والتفاؤل لما استمر السياسيون يمارسون هذه المهنة، وهنا أستدعي للمرة الثانية حكاية طريفة للسيد مبارك المهدي، حكى لنا الرجل على أيام تحالفه مع الإنقاذ، حكاية رجل أنصاري انضم إليهم في المعارضة ذات يوم بالقاهرة على أيام التجمع الوطني، فتساءل الرجل الأنصاري بعد أسبوع واحد متى يسقط النظام؟! قلنا انتظر قليلا، فظل الرجل يكرر السؤال نفسه كل بعد فترة، ثم لم يلبث أن احتقب قضيته بعد ثلاثة أشهر ونزل إلى السودان!! يقول السيد مبارك، إن العمل السياسي يحتاج إلى قدر كبير من التفاؤل والأمل، وهذا على الأقل ما ظل يتمتع به السيد ياسر عرمان وهو يفتأ يشهر أعلام (تحرير السودان) !! * الجديد في هذا السياق هو بامتياز، انتهاء فترة الصيام التي مارستها العربية تجاه قضايا السودان طوال الفترة الماضية، وربما يذكر الكثيرون ذلك المنشور الذي أصدرته السلطات السعودية بعيد انطلاق عملية (عاصفة الحزم)، موجها لكل وسائل الإعلام السعودية في المنطقة والمهجر بوقف الحملات الإعلامية العدائية ضد السودان، وعدم استضافة المعارضين والمتمردين، وإن كانت ﻻ محالة فاعلة فلتوفر ضيفا في المقابل من قبل الحكومة السودانية، وكانت قناة مثل قناة العربية الإخبارية كما لو أنها نهضت أصلا لخدمة حملات إعلامية ضد السودان، وﻻ يعرف حتى الآن إن كانت الحكومة السودانية على هامش عملية (التحالف العربي العشري)، هي التي طلبت من السلطات السعودية وقف تلك الحملات، أم أن السعوديين من تلقاء أنفسهم أوقفوا تلك الحملات ضد الخرطوم، الخرطوم التي باتت الحافر بالحافر والكتف بالكتف معهم على سلسلة وتضاريس اليمن الصعبة، على أن المملكة ﻻ زالت تنتظر الكثير من الجيش السوداني في الحرب البرية، فلا غرو وهو صاحب التجربة الأكبر من بين الجيوش العربية في هذا الميدان.. !! * وﻻ يُعرف، بظهور أكثر المناوئين عداوة لحكومة السودان، السيد عرمان، على شاشة العربية السعودية، إن كانت السلطات السعودية قد بدأت تتراجع، أم أن الكوادر الليبرالية في قناة العربية التي بدأت تتململ، أرادت أن تعمل اختبارا باستضافتها لياسر عرمان، أو أنها أرادت أن تمرر حلقة دسمة مخدومة لصالح المعارضة في ظل انشغال السلطات السعودية بالأحداث الجسام التي صاحبت حج هذا العام!!.. يجدر بالذكر أن الإعلام السعودي برمته، المكتوب والمشاهد، المهاجر والمقيم، يقع تحت قبضة الليبراليين من الإعلاميين العرب، وهم بطبيعة الحال غير مرتاحين لعمليات استقبال الملك سلمان في الديوان الملكي، لكوادر الإسلاميين في المنطقة كخالد مشعل والشيخ الزنداني والقرضاوي… وتدشين مرحلة جديدة في ظل التحوﻻت الكبيرة التي تشهدها المنطقة!! نتابع ونفيد…. !!!