د. عبير صالح

قبل الدخول للعناية المكثفة للقلب!


– يعتبرgalb10 مرض شرايين القلب التاجية من الأمراض التي ضربت الرقم القياسي في انتشارها في العالم عامة وفي بلدنا الحبيب خاصة، وأصبح لا يفرق بين الأعمار، حيث يمكن أن يحدث للشباب في ريعان شبابهم.
– القلب مثل أي عضو في الجسم وظيفته ضخ الدم باستمرار إلى بقية أجزاء الجسم، ولكن في نفس الوقت يحتاج إلى كمية من الأوكسجين والتغذية لينجز عمله في ضخ الدم، والمصدر الذي يغذي عضلة القلب هو الشرايين التاجية.

– يحدث المرض نتيجة لضيق أو انسداد في الشرايين التاجية، وأغلب أسباب الضيق هي تصلب الشرايين، أي أن الشريان يفقد مرونته وتترسب فيه الدهون والألياف مما يعوق مجرى الدم.
– والكارثة أن معظم المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض لسنوات طويلة، بينما يستمر المرض في التطور خلال هذه المدة ويحدث في صورة مفاجئة، ويطلق مصطلح مرض شرايين القلب التاجية على حالتين هما:
الذبحة الصدرية:
ü جلطة القلب «احتشاء عضلة القلب».
لنا أن نعلم أن جلطة القلب تختلف من الذبحة الصدرية، لأنها تسبب تلفاً في أنسجة القلب.
وإليكم سيناريو الذبحة الصدرية:
تحدث عندما يحدث نقص في عملية الدم والأوكسجين الواصلة لعضلة القلب من الشرايين التاجية، أي أن عضلة القلب لا تكتفي بكمية الأوكسجين الواصلة إليها وتحدث بعدة أسباب منها:
(1) إذا حدث ترسب لبعض المواد التي تعمل على ضيق الشرايين التاجية «تصلب الشرايين».
(2) إذا حدث تشنج في الشرايين التاجية.
(3) إذا حدث نقص في الدم المؤكسد الوارد لعضلة القلب في بعض الحالات مثل الأنيميا.
(4) إذا حدثت زيادة في حاجة عضلة القلب للأوكسجين أثناء الحركة والنشاط أو بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم.
(5) بعض الحالات الأخرى مثل:
– الوجبة الدسمة- الضغوط النفسية-التعرض للبرد أو الحر الشديدين.
ما هي شكوى مريض الذبحة الصدرية:
– هناك إحساس بألم قليل ضاغط خلف عظمة القص، وينتشر أحياناً في الرقبة والفكين أو الظهر أو الذراعين، ويكون المصاب عندها واضعاً قبضة يده على صدره من شدة الألم، ويوصفه مثل الرباط المضغوط حول صدره، يحدث الألم مع المجهود العضلي وينتهي في دقائق معدودة 1-4 دقائق ولكنه لا يزيد عن 30 دقيقة، ويختفي عند الراحة أو بوضع حبوب التتروجليسرين تحت اللسان.
– يشتكي بعض المصابين من صعوبة في التنفس وزيادة التعرق والغثيان والإرهاق الشديد.
– قد يصاحب زوال الألم زيادة عدد مرات التبول.- هذه الأعراض في حالة الذبحة الصدرية المستقرة، ولكن قد تكون غير مستقرة ويكون الألم حاداً ويحدث عندما يكون الشخص مرتاحاً ويزداد بالرغم من الراحة والعلاج وهو يشبه جلطة القلب في الأعراض والخطورة.
ü سيناريو احتشاء عضلة القلب أو جلطة القلب:
تعتبر حالة حادة خطيرة حيث يحدث تلف جزء من خلايا عضلة القلب وموتها بصورة نهائية نتيجة لانقطاع الدم عن هذا الجزء، وسبب الانقطاع هو:
– انسداد أحد الشرايين التاجية بجلطة «خثرة»، فلا تسمح للدم بالمرور فيحدث خراب لجزء من عضلة القلب كان يُروى بهذا الشريان المسدود.- تضييق شديد في الشريان.
– انسداد خلقي في الشريان التاجي.
ü ما هي شكوى مريض احتشاء عضلة القلب:
وصف الألم في احتشاء عضلة القلب تشبه الذبحة الصدرية في مكان الألم وامتداده، ولكن الألم هنا يحدث نتيجة:
– في حالة الراحة وعدم القيام بأي مجهود.
– غالباً ما يكون في الصباح الباكر وهو ألم حاد ويستمر لوقت أطول.
– لا يزول مع الراحة أو العلاج.- هناك ضيق في التنفس ودوخة وتعرق شديد وفي بعض الأحيان يكون هناك .
– يكون الألم مصحوباً بقلق شديد.
– قد يحدث فقدان للوعي أو الموت المفاجيء.
في بعض الحالات القليلة يحدث احتشاء عضلة القلب من غير ألم ويتم معرفة المرض عن طريق الفحص الروتيني «رسم القلب»، وهذا غالباً ما يكون عند كبار السن ومرضى السكر «نسبة لضعف الأعصاب الحسية لديهم».
ü كيف يتم تشخيص مرض شرايين القلب التاجية:
هناك فحوصات مشتركة في الحالتين ولكن الأهم هو التدخل السريع على حسب كل حالة واختصار الزمن في التشخيص.
العـــــــــلاج:
– قبل ذكر العلاج.. يجب أن نأخذ في اعتبارنا أي ألم في الصدر بمحمل الجد وعدم تناسيه، صحيح أن أي ألم في الصدر قد لا يكون ناتجاً عن مرض الشرايين التاجية، مثلاً قد يكون نتيجة لشد في عضلات الصدر أو مرض في المريء أو المعدة أو الجهاز التنفسي.. الخ.
– علينا أن نأخذ أيضاً الأعراض الأخرى وعوامل الخطورة لاتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لاحتشاء عضلة القلب، لأنها حالة حرجة ويجب نقلها بأسرع وقت ممكن للمستشفى وعلاجها في غرفة العناية المركزة، وبذلك نتفادى حدوث المضاعفات، لأن أي دقيقة زمن تمثل خطوة مهمة في تقليل الاحتشاء وتقليل حجمه.
– ويختلف العلاج باختلاف الحالة وحسب ما يرى الطبيب المعالج، حيث هناك: علاج بالأدوية، علاج بالقسطرة، تدخل جراحي في بعض الحالات.
– بعد الخروج من المستشفى بإذن الله يجب اتباع إرشادات الطبيب ومتابعة العلاجات والفحص الدوري.
– هنا يمكن أن نقول إن الوقاية خير من العلاج.
الوقاية
وقبل ذكر الوقاية يجب أن نتعرف على عوامل الخطورة:
– هناك عوامل لا يمكن التحكم بها مثل العمر، الجنس، الوراثة.
– هناك عوامل يمكن التحكم بها والسيطرة عليها مثل:
التدخين، ارتفاع الكوليسترول، ارتفاع ضغط الدم.. الخ
لكي تقي نفسك يجب اتباع الإرشادات الآتية:
– توقف عن التدخين:
من نعم الله علينا والحمد لله أن التوقف عن التدخين بالنسبة لأمراض القلب تبدأ فوائده من اليوم الأول للإقلاع عن التدخين وكأنه لم يدخن من قبل في حياته.
الغذاء الصحي:
– تجنب الإفراط في تناول الطعام وذلك بتناول الغذاء الصحي المتوازن ورفع الثقافة الغذائية وعدم الاستسلام للأمراض النفسية التي ربما تدفع المرء إلى زيادة الأكل دون النظر إلى الناحية الصحية في الغذاء.
– اسع دائماً لتناول غذاء صحي في عملك، وذلك بتقليل الملح، أي لا تضع ملحاً إضافياً للأطعمة «يعني لا تضع ملاحة»، ويشمل الإقلاع عن استخدام الأطعمة المحفوظة، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الصوديم كمادة حافظة.
– الابتعاد عن الوجبات الخفيفة كثيرة الملح مثل الشيبس والبسكويت المملح والمكسرات والمخللات والفسيخ والساردين.
– يمكن استبدال ملح الطعام بعصير الليمون.
– قراءة الورقة الملصقة على الأطعمة المختلفة الموجودة بالأسواق للتأكد من نسبة الصوديوم فيها.
– التقليل من السكريات والحلويات، لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الوزن.
– تجنب تناول الدهون الثلاثية والكوليسترول التي تسبب ارتفاعاً في نسبة الكوليسترول الضار في الجسم مثل السمن الحيواني والزبدة والكريمة والقشطة واللحوم الحمراء وكذلك صفار البيض والكبد والمخ والكلاوي ومنتجات الألبان كاملة الدسم بأنواعها.
– التعود على تناول زيوت الأسماك وعلى تناول عدد «3» وجبات أو أكثر من الأسماك بانتظام كل أسبوع.
– استخدام زيت الذرة أو زيت الزيتون أو عباد الشمس.
– الإكثار من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفاكهة الطازجة.
– الامتناع عن المشروبات الغازية والمشروبات ذات السكر العالي.
– التقليل من شرب الشاي والكاكاو والقهوة، والامتناع عن الكافيين بصورة عامة.
– تناول زلال البيض «البياض»، وتجنب الصفار.
– تناول اللحوم البيضاء مثل الدجاج ولكن بدون جلد «الكوليسترول».
– تناول الألبان منزوعة الدسم والزبادي «الكالسيوم ينظم الضغط».
– تجنب قلي أو تحمير الأطعمة في الزيت والسمن، يفضل طهي الطعام على طريقة السلق والشي أو البخار والطهي في القدرة.
– الامتناع عن المشروبات الكحولية.
– تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل البرتقال والموز والفاصوليا.. الخ
– ليس من الضروري الحد من السوائل لو كان تدفق البول طبيعياً.
– تناول طعام مطبوخ جيداً سهل المضغ والبلع والهضم.
– تجنب الانفعالات النفسية والتوتر بقدر الإمكان.
– علاج ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري.
– تجنب زيادة الوزن: خاصة في منطقة الخصر والبطن تزيد من قابلية الإصابة بمرض شرايين القلب والسكري ويمكن تفاديها باتباع حمية غذائية.
– لا للتدخين والكحوليات.
– الرياضة البدنية: إن ثلاثين دقيقة من النشاط يمكن أن تساعد على حماية قلبك من النوبات وتقويته «ثلاثين دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع»، حاول السير على الأقدام إلى العمل إذا كان ذلك ممكناً، أصعد عن طريق السلالم، حاول المشي إلى المسجد وصلاة جميع الأوقات فيه، تجنب الحياة الخاملة لأنها من أهم أسباب زيادة أمراض القلب.
كلمة أخيرة:
لمرضى مرض الشرايين التاجية وأخص بها مرضى احتشاء عضلة القلب: من رحمة الله الواسعة علينا أن هناك أملاً كبيراً في الحياة بصورة أفضل، وذلك بالتحكم في عوامل الخطورة المذكورة أعلاه، ويمكن أن يعود المريض لمزاولة نشاطه تدريجياً يوماً بعد يوم.