مضاد للتسامح!
* قالت من بين ضباب الدموع وصوتها المتهدج يعرب عن حنق مكتوم وظلم قاتم: (كنت أظنه ملاكاً)!!! ضحكت بسخرية وقلت لها باقتضاب: (ولكنه – يا عزيزتي – رجل.. والرجال لا يتحولون – أبداً – إلى ملائكة).. هم بارعون فقط في ادعاءات العشق اللولبية, التي تدور في مكانها ولا ترغمهم علي المضي قدماً في طريق التجرد من الأنانيه وحب الذات.. فيظل أحدهم يحوم حولك مدعياً الوجد.. ويوهمك بأنك أميرة الحسن وسيدة النساء.. والمرأة (الوحيدة) التي تعلّم على يديها الحب والاحترام وعرف طعم السعادة, ويظل يحدثك عن سجاياك العظيمة ومعانيك المقدسة داخل قلبه ووجودك العامر والمؤثر في حياته, حتى يملؤك الغرور وتظنين حقاً أنك الأفضل والأجمل والأقرب في حياته.. ثم يباغتك فجأة بصفعة الخيانة المدوية فتكتشفين أنك لم تكوني (الوحيدة) ولكنك أصبحت كذلك في عالم الفجيعة والإحباط واكتشاف الأكاذيب المتأخر الذي يقصم ظهر عواطفك وإنسانيتك.
* سيجتهد لاحقاً في إبداء التبريرات الساذجة مدعياً دور البراءة متهماً إياك بالظلم!! وقد يرفع صوته مندداً بما ذهبت إليه من شكوك لا محل لها وغير مقبولة في حق جلالته!!
* سيفعل ما بوسعه ليستبقيك محظيةً في (الحرملك) الخلفي لقصر رجولته المنيف, هو قطعاً لا يعنيه كثيراً حزنك ولا ماء كبريائك المراق ولا صدمتك العظمي فيه بقدر ما يعنيه ألا ينقص عدد الطوابع التي يجمعها ويلصقها على جدران قلبه ليزهو بها أمام نفسه وأصدقائه!!! وقد يبادر في سبيل ذلك في انتهاج سياسة مغايرة ويلعب بالخطة البديلة التي تشير باستعطافك وسكب الدموع على راحتيك مذكراً إياك بالذي مضى من لحظات حميمة وذكريات يعلم كم هي مقدسة بالنسبة لك وحدك طالباً منك السماح والمغفرة بحق ما بينكما من عشق سرمدي زائف!!.. فلا تسامحيه.
* واعلمي أن الخيانة تتكرر.. والسماح لن يزيده إلا غروراً وسدوراً في غيه! فلا تسامحيه.
* لا تسامحي رجلاً استباح عواطفك ثم ألقى بك في اليم بعد أن كبل يديك بأغلال الوفاء والهيام وكان ينتظر منك أن تسبحي إلى بر الإحساس المطلق بالثقة بينما يبحر هو في قارب أكاذيبه وألاعيبه!
* ولا تسامحي رجلاً وقف بينك وبين ذاتك يوماً ليعلن سيادته المطلقة على مملكة دواخلك بعد أن عزل عقلك عن العرش ثم تواطأ مع غيرك معلناً عليك حرب الغيرة والإحساس بالمهانة والدونية.
* فمن الأفضل لك أن تنتحبي ليالي طوالا وأنت ترثين حالك وتبكين على لبن إخلاصك المسكوب والغيظ يمزق نياط قلبك ندماً وحسرةً على كل الصور النبيلة والأحلام الوردية التي رسمتِها معه بدلاً من أن تعودي لتذرفي دمع الدم يوماً لأنك كنت من الغباء بحيث خرجت من دائرة الإيمان وسمحتِ لأفعى الغدر والخديعة بأن تلدغك مرتين أو ثلاثا بملء إرادتك الضعيفة.
* لا تسامحيه.. فما من رجل يستحق يا عزيزتي أن يسلمك للمجهول والكآبة والذل والهوان.. ولا يستحق أي رجل أن تؤجلي طموحاتك وترهني أيامك لأجله, وتمنحيه حق تقرير مصيرك ورسم تفاصيلك والعبث كيفما شاء بمشاعرك ومبادئك.
لا تسامحيه.. فمن يكذب مرة يكذب مئات المرات.. ولتعلمي أن الله لا يفضح عبده أبداً من المرة الأولى وله في ذلك حكمة.
* تلويح:
قد يغفر الحب الذنوب كلها.. إلا الخيانة!!