صلاح الدين عووضة

(غاء) غنم !!

*لبعض كبار منطقتنا مواقف طريفة مع لغة (الناطقين بها)..
* فأحدهم – مثلاً – سمى فصل (محو الأمية) الذي التحق به (مدرسة المحولجية)..
*وإحداهن سئلت – عند تعليمها حروف الهجاء – عن كلمة تبدأ بحرف الألف فقالت (أ أقرب) وتعني العقرب..
* وثالث أصر – متفلسفاً – على أن الفعل قام يبدأ بـ(غاء غنم)..
* وإن كنا نعذر أهلنا هؤلاء فكيف نعذر من يزعمون أنهم عرب منا في نطقهم القاف غيناً؟!..
*وسبب كلمتنا هذه اليوم ما ورد من سخرية تجاهنا في مسلسل (أحلى ما طاش) البارحة..
* فقد قال الذي يمثل دور سوداني يصف مكاناً ما (وطوالي هناك ح تلقوهم غدامكم)..
*و(غدامكم) هنا بمعنى (قدامكم) مع الضغط على حرف الغين بإسلوب كوميدي..
* والعرب عموماً يضحكون من ظاهرتنا (الغينية) هذه رغم أن المضحكات اللغوية عندهم (على قفا من يشيل)..
*فما معنى (هيك) – مثلاً – أو (أبوج) أو (زلمه) أو (إيش لون)؟!..
* إنها أشياء أكثر إضحاكاً – في نظري – من (أ عقرب) …
* ولكن بصراحة فإن إصرار الكثيرين منا – حتى المثقفين – على نطق القاف غيناً أمر محير..
* والظاهرة هذه ملاحظة بكثرة بين مذيعي جيل الإنـ(غ)اذ رغم أن الذين سبقوهم كانوا يحرصون على تجويد النطق..
* ومذيعة (غنغنت) القاف أمس – خلال إحدى احتفالات الاستقلال – حتى (تقلقلت) أنا على سريري..
* فلماذا لا تُستبدل فصول (الأمية) بحلقات (سبيستون) – للمذيعين – بعد ملاحظتي تحسن نطق مشاهديها من الأطفال؟!..
* ثم تُعمم التجربة – إن نجحت – على المدارس والجامعات والسفارات و(الوزارات)..
* مع التركيز على وزراء (الثقافة) في المركز والولايات..
* وإنما بدأت بالمذيعين لأن الإعلام المرئي والمسموع هو نافذتنا التي نطل عبرها إلى العالم..
* ويطل العالم عبرها إلينا وإن لم تكن لدينا برامج جاذبة..
*والشيء العجيب أن مذيعاتنا – تحديداً – يُجدن لهجة (الشوام) أكثر من إجادتهن نطق القاف..
* ولا أحد من الشوام هؤلاء (يصفق) لهن على الاستلاب اللساني هذا وإنما يضحكون إزاء (غال وغام وغدام)..
* تماماً كما يضحكون على محاولة (فسخ) الوجوه تشبهاً بنسائهم..
* فعلينا ألا ننسى – إذاً – أن هناك حرفاً عربياً اسمه (القاف) كما نسينا (كرامتنا السودانية)..
* الكرامة التي كانت تستثير الغضب في دواخل السوداني إن لوح له آخر بأصبعه أمام وجهه..
* فكيف إن كان التلويح بالعصا والناس راضون كأنهم (أغنام)..
* ثم ينطقون القاف (غاء غنم).

تعليق واحد

  1. استاذنا الكبير ، لماذا لم تشر الى المصيبة الجلل التي يرتكبها كثير من مؤذني ومقيمي الصلاة في المساجد ( غد غامت الصلاة )
    فانه وان كان يعني اقامة الصلاة فقد ( غيمها ) فهل من مدكر ؟