أميرة.. وإصلاح الخدمة
في ظل التنظير الذي يعم البلاد والمتمثل في أنشطة كثيرة جداً جوهرها اجتماع وانفضاض وكلام وأوراق تذهب إلى الأضابير وتظل الممارسة البئيسة جداً والأوضاع كما هي تبقى لحين السداد الابدي.. كنت حريصة جداً على حضور الندوة الخاصة بموضوع «دور المجتمع في إصلاح الخدمة المدنية السودانية» لمركز دراسات المجتمع وجهات أخرى ذات صلة تناولت أوراقها مسيرة الإصلاح الإداري والرؤية لدور المجتمع في الإصلاح – المهم دون الدخول في جدلية من يسبق من في هذا الدور المجتمع أم الدولة بالتحديد الحكومة فان مؤشراً صغيراً يكفي ليقول أن العيب في الممارسة وليس في التأطير الفلسفي والأدبيات لأن الدراسة المقدمة تقول إن هناك أكثر من ثلاثمائة وثلاثين تشريعاً للبناء التنظيمي لهذه الخدمة ولا أظن أن هذا التعداد الا مؤشر خلل في التطبيق.. وإن أعاب الكثيرون على العاملين بهذه الخدمة الكثير من الممارسات فإنه من العيب جداً أن تنظر للقمة فيها على أنها مبرأة من عيوب وتشوهات الخلل العام في البلاد.. بالله عليكم كيف يمكن لقائد بالخدمة جاء نتيجة لمعايير غير الكفاءة والتدرج وغيرها من اشتراطات ان يملي على الآخرين تحته أن يكونوا منعدلين في مسيرهم الإداري لجسم يضج بالمحسوبية والمجاملات والقبليات وغيرها مما تتقطع له أنياط القلوب.. لا أريد أن أقول إن غياب القدرة هو فقط الذي أقعد الخدمة المدنية ولكن الحيز النفسي لتبني الإصلاح فيها يلعب دوراً إن كانت كل المنظومة قابلة للتعاطي بشفافية.. وان كان هناك الجدية القاطعة للخروج بحلول جادة لهذه الخدمة فلتكن صحوة تبدأ باصلاح قمة الخدمة المدنية بعد ذلك تنزل إلى قواعدها الذين تحكمهم لوائح واضحة في بنود محددة من توصيف وظيفي واشتراطات اجور ودرجات واختيار وتدريب اختبار وخبرات وواجبات وحقوق وتكاليف وغيرها من أدبيات اللوائح القانونية للخدمة المدنية.
المهم ساداتي… تظل الخدمة المدنية معيبة من قمتها أكثر من قاعدتها التي كما يقولون «يمكن تجي على يدك».. المهم ان يكون هناك نظام متكامل راشد يهيء الأجواء لبيئة صالحة للعمل.. تسهم فيها كل القطاعات الرسمية وغير الرسمية بصورة واضحة جلية.. وليس بجزيئات منفصلة من الرؤية الكلية لأوضاع البلد.. وإن كان القوم في انفسهم يحسون بضرورة ابدأوا لاصلاح بالتنظير للجهات المعنية بالاصلاح الإداري والجودة وغيرها كخطوة الأولى «سيدتي أميرة الفاضل» أن ترتب أولويات الإصلاح من عند هذه النقطة لأن العود الأعوج لا يعطي الا ظلالاً عوجاء.. «دعيهم» يبدأون من هنا دون الولوغ في تفخيخ الكلام والتنظير الفضفاض، واعيدي الدراسة من خلال التعمق الفلسفي في مسيرة الإصلاح الإداري والإدارة الرشيدة و الرقابة الواعية، والانصاف، و مجالات التنظير .. ومن ثم كتابة كتيب يضاف لرف المكتب.
آخرا لكلامقالوا.. رفض أحد العاملين فكرة زيادة الأجور لسبب بسيط لقوله «برانا بنزيد أجورنا».. وهذه مهداة للرقابة والذين يدخلون على الخدمة المدنية من باب الترضيات والمحسوبية اقتسام الكيكات ومن بعد ذلك ينظرون للذين دونهم في المنظومة بعين حمراء «اختشوا» أعانك الله أميرة ..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]