وفودنا الطائرة إلى “بكين” !!
لو حسبنا عدد الرحلات التي سافر فيها قيادات وأعضاء من (المؤتمر الوطني) إلى “الصين” خلال الخمسة وعشرين عاماً الماضية، لأصابتكم الدهشة.
عندما زرت “بكين” في العام 2008 ضمن وفد إعلامي بدعوة من الخارجية الصينية، حدثني أحد أعضاء السفارة وقتها أن الصينيين من شدة شغفهم بالتنظيم والترقيم والحساب، فإن مندوب المراسم كان عندما يستقبل وزيراً سودانياً سابقاً معروفاً بصلته الوثيقة بالصين، كان يقول له خلال الاستقبال وباللغة العربية: (مرحباً بك في زيارتك رقم ( ) للصين). الرقم من خانتين !!
وباستثناء زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة للصين التي تم خلالها التوقيع على استجلاب قاطرات وطائرات وبواخر بحرية وبناء خط سكة حديد يربط مدن شرق السودان بالجنوب الشرقي، بالإضافة لزيارات صفقات مشروع البترول السوداني قبل (15) عاماً، فإن غالب رحلات أعضاء الحزب الحاكم وبعض مؤسسات الدولة عبارة عن (فسح) ورحلات محدودة الناتج والمردود.
قبل أيام غادر وفد حزبي كبير لتوقيع بروتوكول مع الحزب الشيوعي الصيني !!
“سوريا” التي استخدمت “الصين” لصالحها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لا ينشط أعضاء حزبها الحاكم (البعث) في زيارات وتوقيع بروتوكولات مع حزب الصين الشيوعي، مع أن الشيوعيين والبعثيين من ملل فكرية متقاربة، على الأقل في ما يتعلق بمدنية الدولة وفصل الدين عنها.
العلاقات الخارجية في “سوريا الأسد” التي تدخلت أساطيل “روسيا” الحربية للدفاع عن نظامها القاتل المستبد، تديرها وزارة الخارجية ولا غيرها.
تكفي زيارة واحدة للوزير “وليد المعلم” إلى “موسكو” أو “بكين”، لينجز خلالها كل (الصفقات) العسكرية والدبلوماسية .. والباقي بالتلفون .. مش زي جماعتنا ديل لو عاوزين يجيبوا ليهم عشرين كمبيوتر يمشي الوزير بنفسو .. وهاك يا بدلات سفر !!
غالب رحلات وزرائنا وقادة حزبنا الحاكم إلى الخارج، سفر بلا عائد إلا نثريات لأفراد .. سفر فارغ .. لا تكسب من ورائه الدولة شيئاً ..أسفار تلحقها أصفار.
إلى متى تستمر متواليات الرحلات العبثية إلى “الصين” و”إثيوبيا” و”سويسرا” و”ماليزيا” و”البرازيل” و”بلا روسيا” .. روسيا براها .. وبلا روسيا براها !!
ياخي اتعلموا زي باقي العالم تعتذروا عن السفر .. كلفوا سفراءنا القاعدين هناك ساي بلا مشغلة يمشوا يمثلوا البلد .
نحنا الما وزراء ولا عندنا اجتماعات آناء الليل وأطراف النهار .. قاعدين نعتذر عن رحلات كتيرة جوه وبره .. ياخي اعتذروا ووفروا للبلد دولاراتها .. ينوبكم ثواب.