زاهر بخيت الفكي

ثقافة السفح واللفح..!!

لم ننسى أبدا..
النصف الأول من تسعينيات القرن الماضى والثورية ما زالت تتحكم فى مفاصل الحكم والانقاذ ما زالت طرية غضة ، ما نسينا ونحن نُشاهد تلفزيون السودان القناة عالية المُشاهدة وقتها واجتماع أهل السودان حولها تلك المحاكمة الشهيرة والتى كان طرفها المحافظ الشهير والذى استغل وظيفته وأدخل يده فى مال عام كان يخص أحد المشاريع التنموية فى المحافظة الحدودية ، تمت محاكمة الرجل وطُرد من وظيفته ولم يعُد حتى يومنا هذا إلى عالم السياسة ، لم يجد الرجل من يتعاطف معه أبداً والدولة كانت على حق وهى تُنزل على الرجل عقوباتها تلك ولم تمنعه وظيفته الكبيرة من المساءلة القانونية ولا تنفيذها عليه من بعد ..
القصة شهيرة كانت والكل كان يعلم تفاصيلها وكمية المبالغ المنهوبة كانت معلومة رُبما ملايين قليلة ، ذهب الرجل بعد أن تم تنفيذ حكم المحكمة عليه ، مرت التسعينيات وهدأت الثورية وتمت المُفاصلة واختلط المال العام عند البعض بالخاص وخزينة الدولة صارت ملكاً مُشاعاً لدى بعض ضعاف النفوس ، استباحوها لا محاكمات ولا يحزنون وبعضهم صار يصعُد فى سلم الترقى لم يقف نهبه للمال العام حائلاً بينه وبين الصعود على السلالم الوظيفية الكبيرة وبعضهم ما زال يُمنى النفس بالحصول على المال والوظائف له ولمن هم حوله لا يخشى من شئ لا بأس من أن (يتحلل) من بعض ماله ويستمتع ببقية الأموال ..
لكن إلى متى..؟
ما من صباح إلا وبه خبر عن فساد..
ما من صباح إلا وازدادت الأرقام المليارية المنهوبة ولا رادع..
هل أقر المجتمع ثقافة السفح واللفح دى وما عادت خصلة ذميمة ياتُرى يستحئ الناس منها ، هل من فتوى جاءت على غفلة من الناس رُبما أحلت لهؤلاء أكل أموالنا بالباطل وفى وضح النهار يُشَهر بسارق المليارات فى وسائل اعلامنا المختلفة وتلوك سيرته الألسن ثم ما يلبث أن نراه بيننا بعد حين وكأنه لم يفعل شئ يستحق أن يخجل منه ، هل انقطعت الصلة الحقيقية بين هؤلاء والمولى خالق الكون الذى حرم الظلم على نفسه وعلينا وظاهرهم يُبين علاقتهم به يُسرعون الخطى إلى المساجد ويُزاحمون غيرهم فى زيارة بيته ..
لم تمنعهم وظائفهم القيادية العليا من نهب أموال الناس..
القسم على كتاب الله ومراسمه المشهودة صار نسياً منسيا..
الموت وما من يوم إلا وذهبنا للمقابر لمواراة جسد أحدنا ولا جديد ..
أعمار بعضهم اقتربت من الشيخوخة أو تجاوزوها ومازال أحدهم يأمل فى جمع المزيد من أموال الناس تعددت البنايات والسيارات والزوجات وتضخمت الأرصدة فى المصارف ولم يشبع..
لا حول ولا قوة إلا بالله..
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. لله درّك ، لو كل الناس بهذه الإيمانيات لما وجدت حرامي واحد، مع الأسف هكذا أصبح حالنا في بلادنا ..