(حتى هذه اللحظة)!
حتى ولو كانت المعلومات صحيحة، بعدم وجود تجاوزات مالية – قليلة أو كثيرة – في مكتب مدير الجمارك السابق اللواء سيف الدين عمر، لن يكون النفي المطلق والمتأخر الصادر من الشرطة على لسان مدير إعلامها قادراً على إغلاق باب الشائعات.
بل سيفتح نوافذ جديدة للمزيد منها!
ما قيل عن التجاوزات، لم يكن أحاديث مجالس، ولا ثرثرة داخل وسائط التواصل الاجتماعي، فما يدور هناك يحمل كثيراً من الأكاذيب.
المعلومات عبرت بتفاصيل رقمية إلى مانشيتات بعض الصحف، ومن هناك تناقلتها رياح الأسافير.
المعلومات والتعليقات ظلت موضع تناول أغلب الصحف طوال الأيام الماضية، ولم تُصدر الشرطة بياناً ينفي أو تعليقاً يوضح، ولم تُتَّخذ إجراءات قانونية ضد الصحف، التي نشرت الخبر وتمادت في التفاصيل.
إذا كان الأمر في نظر قيادة الشرطة بهذا الوضوح الجلي الخالي من الاستدراكات والتوضيحات؛ فكيف يُفسَّرُ صمتها طوال هذا الوقت، وعدم تعليقها – على الأقل – على ما نشر في الصحف؟!
قلنا من قبل إن الصمت مُضرٌّ بالطرفين، يُظهر الحكومة راغبة في ممارسة فقه السترة، ويُظهر اللواء سيف الدين عمر عاجزاً عن الدفاع عن نفسه ومدير مكتبه.
إذا كان الصمت مُضرَّاً بالطرفين، فكذلك النفي المبتسر والذي لا يخلو من تشنج على طريقة إغلاق الباب بالضبة والمسامير، سيُلحق ضرراً أكبرَ بهما.
سيُفسَّرُ الأمر بطريقة أكثر سوءاً من قبل مروِّجي الشائعات، وهذا ما سعى البعض لترديده:
(مدير المكتب هدَّدَ بكشف أوراق تمسُّ آخرين من علية القوم، لذلك سارعت الداخلية لإغلاق الملف)!
أفضل من تصريح مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة اللواء هاشم؛ ما أدلى به وزير الداخلية الفريق عصمت عبد الرحمن بالبرلمان، ونقلته بدقة مهنية الزميلة (التيار) حينما خرجت بعنوان: (وزير الداخلية: حتى هذه اللحظة إحالة مدير الجمارك قضية إدارية)!
تعبير (حتى هذه اللحظة)، يعطي مساحة لإدراج احتمالات متوقعة وتطورات لاحقة!
القانونيون يقولون: في مثل هذه الحالات النفي المطلق يقوي الاتهامات ولا يُضعفها!
متى تقلق الحكومة؟!
لا أعرف متى ستشعر الحكومة بالقلق تجاه موجات الهجرة والاغتراب للكوادر المؤهلة والكفاءات المتميزة؟!
في إحدى زياراتي الخارجية، فوجئت حينما التقيت بوزير صحة سابق، علمت أنه يعمل بأحد المستشفيات الخليجية الريفية؟!
ولا أعرف مدى صحة الخبر الذي يقول إن معتمد محلية الحصاحيصا سافر للعمل خارج السودان، ومن مقر إقامته الجديد أرسل استقالته عبر الإيميل!
والأمين العام لمجلس الصحافة والمطبوعات، وضع قلمه وحمل حقيبته مهاجراً للعمل في إحدى دول الخليج!
أحدهم علق على خبر المعتمد: (إذا كان ذلك هو حال الحاكمين، فكيف سيكون حال المحكومين؟!).
الإفلات من العقاب
غاب الهلال عن مباراته الأخيرة في الممتاز، وسافر المريخ إلى عطبرة ولم يحضر الأمل إلى الاستاد!
الأزمة الآن وصلت نقطة اللاعودة..
إما أن يهبط الهلال، أو أن يغادر أعضاء الاتحاد مكاتبهم عبر الاستقالات.
وإما أن يُطبَّق القانون، أو أن تسود ثقافة الإفلات من العقاب، ويصبح موقف الهلال والأمل سابقة تحتذى في قادم المنافسات!
الاعتقاد في الأساس بأن هذه القضية، ستُحلُّ بالجودية، تجاوز للقانون وانحياز لطرف في الصراع وتحوير لطبيعة القضية!
الموضوع بسيط , جهاز الأمن يريد أن يفشل أي عسكري يتبع للقوات المسلحة , البداية بتولية عبدالرحين حسين لولاية الخرطوم التي تمثل فشل الدولة كلها في ادارة السودان و الان وزارة الداخلية .
قريبا” سيجد البشير نفسه بعيدا” عن المؤسسة التي جأت به الى السلطة .