الجبهة الثورية.. عنوان مضلل لكتاب فقير
يقول المثل الأمريكي (قد لا نرى الأشياء على حقيقتها لأننا نكتفي بقراءة العنوان)، والعنوان النضالي للجبهة الثورية كان سبباً في تغبيش رؤية الكثير من المثقفين السودانيين للحركات والكيانات المسلحة في السودان في ظل غياب المشروع السياسي الوطني المعارض .
ونحن على قناعة بأن من أخطاء الإنقاذ في سنواتها الماضية عدم اهتمامها بدعم وجود معارضة سياسية تتمتع على الأقل بالوعي الذي يجعلها تستوعب طاقة المعارضة عند المثقف الآخر المختلف معها في منطلقاته وتصوراته الوطنية وانتمائه السياسي .
كان على الحكومة أن تنتبه إلى خطورة عدم توفر كيانات سياسية قوية في السودان، وأن تحرص من جانبها على دعم المعارضة وتهيئة المجال لاستيعاب طاقات الآخرين في سياقها الطبيعي كتيارات مختلفة في توجهاتها عن التيارات الحاكمة والموالية .
الواقع أن الشعارات النضالية المسلحة كانت قد وجدت المجال والفرصة للترويج عن نفسها وجذب الكثيرين نحوها في ظل عدم وجود مشروعات سياسية معارضة وخيارات أنسب لاستيعاب طاقة النشاط السياسي المعارض من تلك الخيارات المرتبطة بأساليب العمل المسلح .
وليس هذا تبريراً لأحد بل محاولة تحليل لحالة أولئك الذين تعلقت أياديهم بأستار التمرد وعصاباته المسلحة من المثقفين الذين ليست لديهم أجندات جهوية وعنصرية فصاحب العقل كان يجب عليه أن يميز بين الأمور ويفرز بين الحقيقة والوهم .
الحقيقة هي أن العمل السياسي المعارض المحترم والذي يمتلك القدرة على البقاء واستقطاب الجماهير هو ذلك العمل السياسي المرتكز على أرضية الفكر والإقناع ومخاطبة عقول الناس وتنويرهم بالحقائق مع تقديم تصورات وحلول موضوعية لمشكلات البلد.. أما سوق الوهم فهو الذي يعتمد على عناوين ولافتات النضال والتغيير وحث الشعب على الثورة ثم تلخيص تلك العناوين واللافتات تلخيصاً مخلا ًبتعبئتها داخل خزانة البندقية .
الوهم هو أن نعتقد الجبهة الثورية والحركات الدارفورية هي حركات وطنية ديمقراطية تسعى لإقامة دولة مدنية في السودان.. والوهم هو أن نفاجأ بمثل صراعات الجبهة الثورية التي اشتعلت الأيام الماضية حول من الذي يتولى رئاسة الجبهة الثورية ومن الذي يجب أن لا يحلم بمثل هذه المناصب.. ومن هو ملك المناضلين وزعيمهم ومن هم رعاياه وخدمه وبطانته واتباعه..
أما الوهم الأكبر فأن يتخيل مناضل كيبورد أن نضاله مشكور ومبرور من حملة السلاح الذين سيحتفظون له يوماً ما – حسب ظنه – بحقه ويستوعبون مطالبه ويفسحون المنبر له كي يدلي بدلوه في دولة ما بعد السقوط ..
والسقوط هو أنسب الأوصاف للدولة التي سيحكمها من يحمل أجندات عنصرية وجهوية وقبلية.. السقوط ليس للنظام الحاكم بل للا نظام الذي يتطلع للحكم ببندقيته .
السقوط هو أن لا نتمتع بقدرة بدهية على رؤية الأشياء حتى بعد قراءة صفحاتها وليس عنوانها فقط .
كتاب الجبهة الثورية بعد فتحه ومطالعته اتضح أنه مكتوب بلغة سهلة جداً ومفردات ليست عصية الفهم على من يريد أن يفهمها..
كتاب فقير يمكنك إتمام قراءته وحفظه في أقل من نصف ساعة، فهل لا تزالون تنتظرون شرح المعنى والمحتوى بعد ملخص صراعات الجبهة الثورية عقب اجتماع تنزانيا.. هل لا تزالون تتعلقون بأستار هذه الجبهة يا سادة يا مثقفين؟ .
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
و ما هو البدل يا فلته ننضافوا لصف المؤتمر الوطني ونصفقوا مع الوصوليين ولا شنو رايك ؟