صلاح حبيب

لما ثار الفريق “التهامي” الآن؟!

قبل أن يثور سعادة الفريق “أحمد إمام التهامي” رئيس لجنة الأمن والدفاع بالمجلس الوطني ونائب دائرة الريف الشمالي لتفشي ظاهرة السرطانات بالريف سبق أن تحدثت الصحافة منذ عشرات السنين عن تفشي المرض بالولاية الشمالية والآن بولاية الجزيرة، والسيد الفريق لم يعلم أن الدولة لم تحرك ساكناً منذ فترة طويلة، والأمراض قد أنهكت أجساد المواطنين الفشل الكلوي والسرطانات والسل وغيرها من الأمراض الفتاكة التي لم يعرفها الوطن ولا المواطن.
لقد دقت الصحافة ناقوس الخطر قبل فترة بظهور هذه الأمراض، ولكن لا حياة لمن تنادي.. كل زول سادي دي بطينة والأخرى بعجينة فمات من مات وبقى من بقى على قيد الحياة هو أصلاً ميت ومنتظر يومه، فأدوية الأمراض الفتاكة غالية الثمن وغير متوفرة، فلا وزارة الصحة الاتحادية أو الولائية تحركت لمعرفة السبب، والمواطن المسكين المغلوب على أمره لا يستطيع أن يفعل شيئاً في ظل الصمت المريب من قبل الدولة.
إن ثورة الفريق “التهامي” جاءت لأن ظاهرة المرض تفشت وسط أهله ومنسوبي دائرته، ولذلك تحرك ومن قبل كان مسؤولاً كبيراً في الدولة ومعتمداً لأم درمان ولم نسمع له صوتاً بهذه الحدة أو القوة، ولو كل مسؤول انتفض لمصلحة الأمة جمعاء وليس لفئة محددة كان بالإمكان معالجة أية ظاهرة أو مرض في وقته، ولكن الصحة تأتي متأخرة جداً، فوزير الصحة أعلن قبل أيام أن هناك ألف حالة سرطان شهرياً بالبلاد، فلا أحد يتحرك ولا أحد سأل عن أسباب تفشي هذا المرض وما هي التحوطات التي أجريت، وما هو العلاج الذي وضعه وزير الصحة الاتحادي أو الولائي.. المسؤولون يتحدثون حينما يصل الأمر إلى باب بيوتهم، أما بقية الشعب فليموتوا ولا أحد يسأل عنهم. لقد طرقت الصحافة قبل فترة تلك الأمراض ونبهت لها لم تجد إجابة شافية، وحينما تحدثت عن ندرة أو انعدام تلك الأدوية لا أحد تحرك لتوفيرها.
إن الفريق “التهامي” له حق أن يثور تلك الثورة علها تجد العلاج لأهلنا بالريف الشمالي ولأهلنا بالولاية الشمالية ولأهلنا بولاية الجزيرة، وفي كل بقعة من بقاع السودان التي يموت فيها الإنسان ولا أحد يسأل عنه. إن الأمراض الفتاكة التي تفشت بالبلاد الكل يعلم مصدرها، ولكن الكل صامت حاويات المخدرات التي تدخل بالليل والنهار لا أحد تقدم لقبض أولئك المجرمين، ففي كل يوم يتم ضبط آلاف من قطع (الحشيش) ولا أحد يسأل لمن كل تلك الكمية، وكيف دخلت رغم أن الجميع يعلم مصدرها، ولا أحد يتحدث.
دخلت للمرة الثانية حاوية مخدرات (ميناء بورتسودان) ولم يكشف مصدرها ولا صاحبها رغم أن المصدر معلوم والجهة التي أرسلته معلومة، فلا يعقل أن تصل شحنة (ميناء بورتسودان) ومعها الأوراق ولا يعرف صاحبها، ولا يعقل أن يشحن شخص بضاعة من “الصين” أو “ماليزيا” ولم توضع الأوراق التي سيتم تخليص البضاعة بها.. إن الأمراض التي فتكت بالشعب السوداني أسبابها معروفة، فيا سعادة الفريق اكتشفوا الجناة ليسلم الوطن والمواطن.

تعليق واحد

  1. تقول : الجهات معلومة ، و تاني تقول : يا سعادة الفريق اكتشفوا الجناة ؟!!!!!!
    قول ليهو : يا سعادة الفريق مالك ساتر المجرمين ولا الأوراق بتاعت الشحنة ممنوعة منك إنك برضو و قاعد طرورة ساي ؟