فدوى موسى

دولار سعادة


الحياة لا تعرف الركون أو الوقوف والثبات.. دائمة الدوران.. النجاعة أن تعرف كيف تخلق لنفسك مع دورانها محور ترتكز عليه.. لا تقل دائماً أنك الأفضل في حال واحد.. لأن ذلك من المستحيل.. الناس في بلادنا لهم خصاصات واحتياجات مسيسة تخرج بهم أحياناً من طور التصبر والاحتمال إلى إبداء الزهج والقنوط.. والويل للإحساس أن شابه اليأس والقنوط في جملة حراك لا يعرف الهدوء.. لك أن تقيم حالك مع إيقاعات اليوم وحصيد الناس دون غل أو حسد.. أجمل ما في الدنيا أن تحمل سرائر صافية في نفوس قانعة بما يتأتى لها.. قد يكون لك القليل لكن هذا القليل أكثر بركة وتأثيراً بلا حدود.. وأعظم أدعية أهل السودان «يديك العافية» فإن كنت معافىً ولك بعض الرغائب المهمة لم يحالفها التوفيق، أفرح بهذه العافية ولا تضيع الفرحة في وسط وليمة الحاجة، واستمر في رحلة البحث عن حل ما.. ولك في كثرة القصص من حولك عبرة وإسناد، وتعديد لواجهات المخارج للضيق والانكباد (صديقين) دائماً، ما تدفع بقصة ذلك الرجل الغني جداً، الذي يحول بينه وبين بعض أبسط ما يشتهيه الفرد العادي من مأكل ومشرب بصورة دائماً، وتقول في عبارة مختصرة. (العز دا كلو.. محكوم عليه بحبة زبادي وسلطة).. والمقصود بذلك أنه من كل ما يملك لا يستطيع إلا أن يتناول المحدود من مأكل ومشرب.. لك أن تعرف المساحات المفتوحة أمامك والمتاحة فيها لك.. دون أن تنظر لما في يد الآخرين.. قد تكون سعيداً جداً ببركة القليل.. أو كما يقولون دولار عافية ولا ملايين منه للعلاج.. لكم أن تستمتعوا بصحتكم ولو لم تكونوا في كامل ما تتمنون ثم لا تقنطوا.. أفرحوا بدولار العافية أو أرسلوه
آخر الكلام:
أكيد البعض يرى في عدم توظيفه أو عمله في وظيفة مرموقة هاجساً كبيراً يعميه عن التمتع بنعمة الصحة.. لكم فرص لزيارات متكررة لمستشفيات ومراكز العلاج لتقولوا بيقين الحمدلله..
مع محبتي للجميع.