القنافذ والجمارك
في مسائل العرض والطلب توجد كثير من (المقالب) أذكرا إننا وقد كنا صغاراً بالمدرسة الأولية في ستينات القرن الماضي ، كان معنا في الحي طفل شقي يجيد الأعمال اليدوية بصورة مدهشة فقد كان يصنع لنا من جوالين الحديد الفارغة وبقايا الأسلاك ونعال أحذية (السفنجة) عربات نقودها في أزقة الحي في فرح وحبور.
في إحدى العطلات المدرسية الصيفية قام صاحبنا بصنع عدد من شراك الطير التي تعرف بالقلوبية وهي عبارة عن نصفي دائرة من السلك المتين يتوسطهما (ياي) مشدود بما يشبه المسمار حتى إذا جاءت الفريسه تلتقط (الحب) الموجود داخل (القلوبية) قامات (بهبش) هذا المسمار فإنكمش الياي مطبقا عليها !
من أجل تسويق بضاعته قام صاحبنا بعرضها على عم أحمد (اليماني) سيد الدكان ، وقد كانت معظم (الدكاكين) في الأحياء في تلك الحقبة يعمل بها أخواننا من اليمن السعيد ، إتفق صاحبنا مع عم أحمد بأن يبيع القلوبية الواحدة للزبون بثلاثة قروش على أن يعطي صاحبنا قرشين .
ما أن قام صاحبنت بتسليم (القلوبيات) إلى عم أحمد اليماني حتى قام بإرسال عدد من أولاد الحي يسألون عم أحمد إن كانت توجد بدكانه (قلوبيات) للبيع وقاموا بالشراء حتى نفذت القلوبيات في بضعة أيام ولا زال السؤال عنها مستمر .
بعد فترة وجيزة ظهر صاحبنا أمام دكان (اليماني) وهو يحمل كيساً مليئاً (بالقلوبيات) بعد أن دفع أمامه بعدد من الصبية يسالون عن تواجدها بالدكان ، فكان أن قام ببيع جميع ما كان في الكيس لعم أحمد اليماني عداً نقداً (بالكاش) حيث ظن الأخير إنو المسألة رزق ساقه الله إليه
ومكثت بعدها (القلوبيات) سنيناً في دكان (اليماني) ، حيث إختفي السائلون ولم يعرف لهم مكاناً !
تذكرت هذه الواقعة وأنا أتابع ما راج مؤخراً عن (أبوالقنفذ) الضكر (لاحظ الضكر) وكيف أنه قد وجد (منو الوجد ما معروف) أنه يستخدم في علاج حالات السرطان وأن جهه ما (ياتا؟) تقوم بشرائه بمبالغ خرافية تصل إلى 800 مليون جنيه (للفردة) !
وإذا بالمواطنين ينشغلون عن (فساد الجمارك) بجمع القنافذ فينشط صايدو (القنافذ) وسماسرة (القنافذ) وبائعو (القنافذ) وتمتلئ صفحات الصحف بصور (القنافذ) وأخبار هواة جمع (القنافذ) وتتباري بعض الإذاعات في تعريف المواطنين بأشكال وأنواع وسلالات (القنافذ) وموطنها الأصلي والبيئة المناسبة لتربيتها والأجواء الملائمة لتكاثرها، ويهرع البعض إلى تجهيز محلات لعرض (القنافذ) .. محلات القنفذ الذهبي .. محلات القنافذ المستوردة .. وما تلبث هذه (الزيطة) أن (تروق) ويتضح للجميع بأن المسالة ليست أكثر من (إشاعة) ومقلب كبير خسر فيه البعض أموالا مقدرة وهم يسعون إلى التربح الفوري عن طريق المتاجرة في (القنافذ) دون أن يسالوا أنفسهم (ليه القنافذ؟ الوطاويط مثلا مالا؟) .
أن ما نشاهده من إشاعات إحتيال (العرض والطلب) إبتداء من (مكوة الحديد القديمة) التي تجعل شبكات الإتصال تطش (هي طاشه طبيعي) ، مروراً ماكينات الخياطة القديمة (سنجر) التي تحتوي على معدن نادر نفيس إنتهاءا بالسيد (أبوالقنفذ) .. إن ما نشاهده هو شيئ طبيعى للواقع المعيشي المأساوي وإستفحال البطالة والفقر والتردي غير المسبوق في كل مناح الحياة حتى كادت أن تتوقف تماما .
إذا إستمرت حالات (إحتيال العرض والطلب) هذه فالعبدلله لن يستغرش أن تكون الإشاعة القادمة هي عن وجود معدن يستخدم في صناعة القنبلة النووية موجود في أقراص الكمبيوتر الصلبة Hard Disks المصنوعة قبل عام 1975 حيث يتم شراء الواحد بما يربو عن 200 مليون جنيه .. فيهرع أصحاب ورش الكمبيوتر في البحث عن الأجهزة القديمة (الكرور) لإستخراج الأقراص الصلبة وكذلك يتم (نبش) المخازن القديمة في المؤسسات والشركات وفك الأجهزة للحصول على أقراصها ويتم فتح محلات لبيع هذه السلعة التي أصبحت نادرة بين ليله وضحاها كمحلات (الهاردسكات النووية) !
كسرة :
بعد إنتهاء قصة (القنافذ) يلا ورونا الحصل أيه في قصة (الجمارك) !
كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووو)+(و+و+و+و)+و+(و)
كسرة ثابتة (جديدة) :
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(وووو)+(و+و+و+و)+و+(و)
دا شئ معروف يا جبرة بقت حيكومة أمازونيا دي كل ما تظهر حاجة كدا بتاعة فساد (مع أنه وزير العدل الجدييييييد لنج قال ما في قدامه أي ملف فساد ولا في فساد ذاته ولا حتى خط هيثرو ذاته ولا فساد مكتب الوالي عبده ود الخضر ذاته) أها كل ما تظهر حاجة كدا تنغص على ناس الحيكومة ديل يقوم الفكي بتاعهم طوالي يطلع ليهم بي حاجة تشغل الناس المساكين ديل وينسوا فساد الجمارك ذاته… وعلى قولك بعد إشاعة أبو القنيفد دي الما طولت يلا ورونا الحصل أيه في قصة (الجمارك) !!! حرم واطاتنا أصبحت كان راجين زووووول يورينا