نور الدين مدني

صراع المصالح حول دقيق الخبز


*التحقيقات الميداية والإستقصائية تساعد في كشف الحقائق والمشاكل والتحديات التي يجب التحسب لها ومعالجتها قبل أن يقع الفأس على الرأس.

*كشفت “السوداني” عبر جولة ميدانية قامت بها عبير وأماني يعقوب على بعض المخابز بالخرطوم بحري وصورها نزار عباس عن وجود ندرة في حصص الدقيق خاصة من إنتاج شركتي سيقا وويتا.

* التقرير الذي أعد عقب هذه الجولة ونشر على الصفحة السادسة من عدد الجمعة الماضية أشار إلى ان دقيق الحكومة “سيجاف” لايكفي حاجة المخابز وغير مجز اقتصادياً ولا يحبذه المواطن لرادءة جودته.

*أعاد هذا التقرير للأذهان الصراع الذي دار على صفحات الصحف حول الدقيق‘ والتصريحات الرسمية التي حملت اتهاماً لإحدى الشركات بسوء استغلال الدعم الممنوح للدقيق في صناعة خبائز اخرى ‘ وصحب ذلك تعديل سعر الدولار الجمركي لاستيراد القمح.

*نبهنا وقتها إلى ضرورة النأي بصراع المصالح عن هذه السلعة الاستراتيجية‘ وعبرنا في نفس الوقت عن أسفنا لفشل تنزيل شعار نأكل مما نزرع على أرض الواقع .. رغم نعم الله علينا من أراض ومياه لم نحسن استغلالها.

*المؤسف في الأمر أن الصراع مازال محتدماً بين قدامي العاملين في هذا المجال الحيوي والقادمين الجدد الذين جاءوا تحت مظلة الحكومة – إذا صح التعبير حسب الإفادة التي جاءت في جولة ” السوداني” -.

* إن سياسة التحرير الاقتصادي تستوجب عدم تدخل الدولة في المنافسة خاصة إذا كانت عبر شركات مملوكة لأفراد يتطلعون للربح وإن على على حساب الجودة.

*حتى إذا أرادت الحكومة تطبيق نظام الاقتصاد المختلط بين القطاع العام والقطاع الخاص‘ فهذا يتطلب المزيد من الشفافية وتأمين سلامة المنافسة الحرة وجودة السلعة المعنية خاصة إذا كانت لصيقة الصلة بحياة المواطنين وصحتهم