فدوى موسى

ياتو يوم؟


حب الإكتمال والتمام في الأشياء لازمة في خيالنا.. ولكن كما تقول صديقتي «ياتو يوم اكتملت الأشياء؟» ولازمة الكمال هذه في الأصل ارتبطت بالإله وحده فهو المنتهى.. (صديقتنا) هذه الأيام تضع مواصفات لزوجة ابنها القادمة في المستقبل وتقول «أريدها جميلة.. متعلمة.. متأدبة متدينة.. غنية.. الخ»، فلم نجد لها إلا عبارة (ياتو يوم اكتملت الأشياء)، ثم نعرج بها إلى التفاصيل النسائية (بانها مهما كانت سوف تسرق قلب ابنك منك.. محاولين زرع الخوف في فكرتها المتفائلة باعتبار أن «فرملة أحلامها» هي الأقرب للواقع ليس طعناً في بنات المستقبل وجمال خصائلهن.. ولكن الحكمة أن لا تفرط في عشمها الزائد في عامة الأفكار.. نعم الكثير من البنيات فيهن كل المواصفات المطلوبة لكننا نحب أن نخرجها إلى مقاربات حتى تتفاجأ بالأحلى والأجمل مما تظن.. عذراً «صديقتنا» الإكتمال بالأخلاق والخلقة موجود وبكثرة «بس نحنا شوية كاوايين» و«يا وليدات نغني بنحب من بلدنا ما بره البلد».
باهية!:
باهية عزيزة ووحيدة في تطرف أفكارها منذ طفولتها الباكرة أخوانها يقولون عليها «خلف خلاف» لعشقها المتفرد للنزاع والمشاكسة معهم.. «إن قالوا أبيض أصرت على السواد، وإن قالوا أسود أصرت على البياض» ليس اقتناعاً باللون ولكن حتى تتخذ مواقع طرفية في الرأي والفهم والحدة، فالناس أمزجة، ورغم ذلك تبقى هي الباهية الزاهية عند المحيطين، لأنها زرعت ذلك بالبعض.. اللطف المتطرف أيضاً.. إذن لا خوف على فكرة الإكتمال وإن كان منقوصاً (يازاهية).
آخر الكلام:
بناتنا.. جميلات بمعنى الجمال.. روحاً ونفساً ومظهراً وحق لصديقتنا أن تبحث عن ملكة جمال وأخلاق لابنها وإن كانت زاهية.
مع محبتي للجميع