لبنى عثمان

تعقيب: الرفقة الطيبة


تعطينا الحياة كل يوم مثلاً بأن الصبر إبداع، وأن مصائب الدنيا جسور للغد الأكبر، وأن مآثر العظماء لا تُمحى ولا تكسر.. وأن نزاهة وصدق ابن الأرض لايغتالها خنجر.. فالحياة تحمل غموضها في تفاصيلها، وهذا سر من جاذبيتها، وما يبدو اليوم شيئاً مثيراً يصبح في الغد أمراً عادياً، وتفهُّم هذا الواقع والتعامل معه بانسجام وقناعه يجعل الأمور أكثر بساطة وسهولة في تقبل تباينات الحياة.. فالمشكلة ليست في المتغيرات أو في الأشياء المادية المحسوسة بل في داخل الإنسان الذي هو الثروة الحقيقة لأنه يضج بالكثير من التفاصيل والقيم والمكونات الثمينة بشتى أنواعها وبكل تفاصيلها.. فدواخلنا بحر واسع لا حدود لبداية أونهايه فيه.. وكوننا ندرك ذلك ونتفهمة فإننا نعيش حالة سعادة ورضا.. فالسعادة إحساس تحصل عليه عندما تكون مشغولا لدرجة لا نستطيع معها أن تحزن.. وللأسف فالبعض منا يكتشف أن سعادته جاءته متأخرة أو وجدها بعد أن خسرها، فيفتقد بذلك مباهج الحياة اليومية، وكثير منا يتغافل، فقد تكون السعادة بين أيدينا وبجانبنا، وفي متناول أيدينا ولا نراها، ونظل ننظر إليها في يد ووجوه الآخرين ونجهل أن السعادة نسبية.. فقد تكون مرهونة بالأسرة.. أو المال.. أو الأصدقاء.. أو المنصب.. أو الجاه.. أو الحسب والنسب أو الحبر.. أو النجاح أو الوظيفة.. أوالترقية.. فهل نحن عاجزون حقا أن نشعر بالسعادة أم أن السعادة أصبحت مرتبطة بمواسم محدودة ومعينة مثل الأعياد أو حفلات الزواج أو الإجازات.. ففي بعض الأحيان يغلفنا الحزن ونظل عابسين وكأننا نغمض أعيننا عن رؤية الجمال الذي حولنا.. وليست لدينا قدرة على أن نستثمر الفرص المتاحة لنسعد بها أنفسنا والآخرين، وكأننا لم نكتف من الهموم التي تملأ حياتنا وتشغل عقولنا فتترك أرواحنا تعيسة، وهل هناك أتعس من أن نحرم أنفسنا من الشعور بالسعادة والاستمتاع بها..
## فأنا مثلاً تغمرني سعادة كبيرة لحظة تجوالي بين حروفي لا تستطيع الأبجدية التعبير عنها.. سعادتي تكمن في وحي الكتابة، فعندها تتجول الخواطر الحسية بذهني وترتسم على جدار القلب.
شعور وكأنك تسترجع أجمل الذكريات أو تطرد أبشع ماضٍ وتعيش أهنأ واقع.. ففي الكتابة عطاء يلغي عندك كل حدود الوقت والحياة والمجهود.. ويدفعك لأعطاء للمزيد.. فتهون عندها المحن والصعاب.. فتعشق الحياة وتحب الناس..
## واقعي جميل وأنا سعيدة به كوني أحظى بعدد لا يستهان به من الأصدقاء من محبي الشعر والنثر والمقالات الأدبية سواء أكانوا من قراء هذا العمود أو متابعين لصفحتي بالنت.. وسعادتي تتضاعف حين أسرق من وقتي لحظات أتجول فيها بين رسائلهم في صندوقي الخاص أو بريدي الإلكتروني وأنا أكتشف مدى ثقافة مرسليها وشغفهم بالحبر والورق والكلمة أو بسواها من أدوات المعرفة ووسائل ترجمة ما تكتنز به دواخلهم من متغيرات حسية تمنحهم التفاؤل لمواصلة مشوار الحياة..
## شـــــكراً لكم أصدقائي وقرائي المبدعين.. شكراً أنكم منحتموني جزءاً من وقتكم لتهدوني نظرة اهتمام أو لتخطوا لي أحرفا ذهبية تلمع بإشراق تبهرني وتنير لي طريقاً كنتم الزاد فيه..
شكراً لكل من دعا لي بظهر الغيب.. فالدعاء بظهر الغيب من أعظم الدعاء، وهو أن تدعو لأحد دون أن يعلم أنك تدعو له.. شكراً لأنكم أحببتموني في الله بظهر الغيب وتمنيتم لي الخير كل ما أحب دون أن أعلم..
شكرا لكم إن عاتبتموني وافتقدتوني واضحكتموني وكنتم لي الرفقة الطيبة إخوةً واخوات..
## شكراً لكل الذين وجدت عندهم معنى للأبوة.. (أبي أستاذ.. نبيل غالي) والأستاذ (عادل سعيد.. بجمهورية اليمن) الذين رعوني بكل حب وعناية وتشجيع وأمدوني بكل ماتحويه مشاعر الأبوة من نقاء وعاطفة واهتمام..
## شكراً لصديقتي العزيزة (صباح موسى) التي كانت لي بمثابة قنديل أضاء لي هذا الطريق.. ووضع أولى خطواتي به..
## وشكراً لقاهر الظروف القاسية.. الأخ (نادر الصديق).. شهادة حية أهداني إياها بأننا نختزن طاقات إبداعية هائلة لا تعترف بالعوائق ولا الظروف الصحية القاسية.. فقط التفاؤل والتمسك بالأمل هما اللذان يحققان الإبداع.. أهداني الأخ (نادر) تلك الأسطر التي لم أستطع حتى تاريخ هذه اللحظة أن أعبر له عن شكري له، فكلماتي توارت خجلا أمام رقة تعبيره.. الحق إنها أضحكتني وفي نفس الوقت تركت في نفسي أثراً مؤلماً..
{أختي الفاضلة.. الأستاذة لبنى عثمان}
أنا لدي اقتراح.. لو كنت ممثلاً برلمانياً وجاز لي تقديم مثل مقترح كهذا سأتقدم بالاقتراح التالي للوزارات الآتية:
1/ وزارة السياحة
تطويراً للعمل السياحي بالبلاد ونموه نقترح كما يزار جبل مرة وإهرامات مروي ومتحف السودان القومي.. زيارة أستاذة لبنى عثمان.. كثروة قومية..
كما نقترح لوزارتي
2/ الصحة والبيئة بالآتي:
إعمالاً لعاصمة حضارية متمدنة تخلو من الكآبة والرتابة لصق بوسترات ومجسمات عليها صورة بوسترات ومجسمات عليها صورة الأستاذة.. لبنى عثمان..
وإكمالا لتوطين العلاج بالداخل نقترح على اختصاصيي القلب بالتنسيق مع وزارة الصحة التعاقد مع أستاذ لبنى عثمان.
لقراءة كلماتها على جدران تلك القلوب حتى تسهل عمليات القلب المفتوح دون الحاجه لقاسطر أو مساطر.. فهي نطاس حاذق وماهر.. (والله.. جد)
(أخوك.. نادر الصديق)
**نبض **
أنتم.. قنديلا يضيء ليل السفر
وملجأ يحميني من لعنة القدر..