تحقيقات وتقارير

مرض الميرغني الصراع دخل الحوش

منذ أكثر من عامين سافر السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الأصل وزعيم طائفة الختمية إلى مدينة لندن بغرض إجراء فحوصات طبية والاطمئنان على صحته كما أعلن حينها غير أن الميرغني ومنذ أن غادر البلاد لم يصدر أي تصريح ولم يخرج لوسائل الإعلام، وظل يظهر من حين لآخر في صور فوتغرافية ثابتة ولم يظهر مطلقاً في أي تسجيل فيديو يظهر حركته.. وقد خلف غياب الميرغني استفهامات كثيرة خاصة في ظل ظهور نجله الحسن الذي أعلن قبل الانتخابات أن والده فوضه لخوض الانتخابات والاستمرار في الشراكة مع المؤتمر الوطني مما عده قيادات الحزب انقلاباً نفذه الحسن، وكانت ردة الفعل أن قام الحسن بفصل عدد من القيادات والخلفاء لينفجر الصراع وينتهي إلى أن الميرغني اعتزل العمل السياسي بأمر الأطباء. هنا نتناول الخلافات في دار الاتحادي وبيت الميرغني عطفاً على صحة الزعيم.

“”””””””

مرض الميرغني

(صحة) الرئيس (تدخل) الاتحادي الأصل غرفة الإنعاش

تقرير: عطاف عبدالوهاب

ذات صباح بارد، هبط السيد الصادق المهدي إلى (مدينة الضباب) عاصمة المملكة المتحدة فقد كانت لندن – بريطانيا- وجهة من وجهات زعيم حزب الأمة للالتقاء بقيادات المعارضة ومحاولة توحيد الجهود السياسية الرامية لتقويض نظام المؤتمر الوطني في الخرطوم .. والمصادر تقول إن السيدين الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني بعد حديث طويل ظل فيه إمام الأنصار يشرح موقف المعارضة من الحوار الوطني وكل القضايا التي تخص البلاد ثم موقف الحكومة.. لم يكن من الميرغني إلا أن رفع رأسه وقال.. ارجو أن لا نغتاب شخصاً غير موجود.. ما في داعي للغيبة!!

مهب الريح

القصة أعلاه متداولة بكثرة داخل صوالين السياسة. خاصة بعد أن انفرط العقد في صفوف الاتحاديين ثم طائفة الختمية.. وأصبح الاتحادي الديمقراطي على كف عفريت، إن لم يكن في مهب الريح. بعد حدوث انشقاق كبير بين قياداته، والتفاف مجموعة من القيادات العتيقة حول الحسن – هذا من جانب – كما احتشدت مجموعة أخرى خلف أبو سبيب وإبراهيم الميرغني الناطق الرسمي باسم الاتحادي الأصل.. ليصبح الصراع واضحاً بين الفريقين خاصة بعد فصل ما سماهم الحسن بالدواعش.. وهم أبو سبيب وعلي السيد.

حقيقة الميرغني

كل الدلائل تشير إلى أن مولانا محمد عثمان الميرغني ليس بصحة جيدة، رغم محاولات إخفاء هذه الحقيقة من قبل الموالين للحسن الميرغني، ويرى المراقبون أن الخلاف بين فريقي الاتحادي جناح الحسن وجناح إبراهيم الميرغني، تفاقم نتيجة الظروف المرضية التي يمر بها مولانا، إذ أن الأطباء منذ فترة طويلة نصحوا الميرغني بالابتعاد عن السياسية كلها وليس عن الحزب فقط، نظراً لتدهور حالته الصحية، حتى نقلت الأخبار أمس ابتعاد رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني استجابة لنصائح الأطباء بعدم التدخل في شؤون الحزب، وقال نائب الأمين السياسي لحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وإمام وخطيب مسجد الختمية بمنطقة (الديوم الشرقي) الخليفة أحمد عبدالله عثمان إن السبب الوحيد لعدم تدخل السيد محمد الميرغني في شؤون الحزب هو حالته الصحية.

شجاعة كرموش

في الوقت الذي صمتت فيه قيادات الاتحادي الأصل المشارك في الحكومة عن صحة مولانا جاء الحديث من الخليفة أحمد عبد الله عثمان الشهير بـ(أحمد كرموش) وهو من شباب الطريقة الختمية وأحد المناصرين لإبراهيم الميرغني وأبو سبيب، حيث تحدث (كرموش) في خطبته الجمعة الماضية بلهيب حارق، ونفث كل الزفير الساخن من جوفه على منبر المسجد مقدماً استقالته من الحزب، كرموش قال في الخطبة إن الحسن الميرغني فشل في استقطاب لجان الحزب لذلك لجأ إلى احتواء لجان الطائفة الختمية، وإقصاء المناوئين للمشاركة في السلطة من قادة الطريقة كحسن أبو سبيب، وقال الخليفة أحمد عثمان إن مشاركة الحسن في الحكومة نقلت الخلافات إلى داخل البيت بعد رفض المشرف السياسي للحزب بشرق السودان تاج السر الميرغني وإبراهيم الميرغني لها.

أم الكوارث

قيادات في فريق أبو سبيب ترى ان هناك أيادي لعبت بالاتحادي الديمقراطي الأصل بعد أن علمت بسوء صحة الميرغني، وأكدت القيادات أن هناك مؤامرة دبرت بليل وأن الحسن جزء لا يتجزأ من هذه المؤامرة، ويعتقد القيادي بالاتحادي الأصل على نايل وهو أحد المفصول من قبل الحسن بأن ما يحدث الآن شيء خطير، حيث أنه لم يستبعد تدهور صحة الميرغني لكنه نوه إلى أن أم الكوارث ليست في فصل قيادات من الاتحادي الأصل كحزب غير أن المصيبة الكبرى – كما قال- تكمن في فصل قيادات من الختمية وهي الطريقة الصوفية التي لا علاقة لها بالسياسة، ويقول على نايل في حديثه لـ(الصيحة) إن أحمد عبد الله عثمان قدم استقالته من على المنبر بعد أن وزع رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويشير نايل إلى أن الخليفة من الرجال المشهود لهم بالتقى والورع وقد ظل قرابة العشرين عاماً بمسجد الديوم، واستنكر على نايل قيام الحسن بفصل أحمد عبد الله عثمان، وقال إن تمتد يد الفصل إلى الطريقة الصوفية الختمية فهذا مؤشر خطير للمآلات التي سوف يؤول إليها الحزب، مشيراً إلى أن مولانا محمد عثمان ميرغني بنفسه لا يجوز له أن يفصل أحد قيادات الحزب.

مقابلة في ظروف مرضية

“نحن نتحفظ عن الحديث حول صحة مولانا الميرغني، وربما ما أثير حول صحته حقيقة”، هكذا تحدث لـ(الصيحة) القيادي بالاتحادي الأصل على السيد، مشيراً إلى أن الحسن الميرغني جعل من الحزب كأحزاب التوالي، وأكد أنهم يشككون في استغلال الحسن لظروف مرض والده ليفعل ما يشاء بالحزب، على السيد تحدث أنهم سيقابلون مولانا محمد عثمان كما جاء في توصيات اجتماع أم بدة كاشفاً عن الوفد الذي تم تفويضه لمقابلة مولانا وهم طه على البشير وحاتم السر وإبراهيم الميرغني، على السيد كشف عن سبب تأخير الزيارة وقال إن تأشيرة إبراهيم الميرغني تأخرت من السلطات الإنجليزية بينما، السيد لم يستبعد أيضاً تلاعباً من قبل أتباع الحسن للحيلولة دون مقابلة الوفد لمولانا.

المحك الكبير

يبدو أن كلا الفريقين يعلمان بتدهور صحة مولانا محمد عثمان ميرغني حيث أن الحسن وإبراهيم يخوضون صراعات من أجل توريث الحزب، بل نقلت المصادر لـ(الصيحة) أن الخلافات دخلت حتى في الميراث، ليس ميراث الحزب بل ميراث الأسرة من عقارات وبيوتات وغيرها، وأشارت المصادر إلى أن الخلاف أكبر من أن يلتئم اليوم أو غداً، وإلى أن يأتي يوم الغد، يبقى الاتحادي الأصل في موقف لا يحسد عليه.

الصيحة

‫2 تعليقات

  1. يعني الراجل دا لمن كان نصيييح عمل شنو غير استغلال اهلنا السودانييين الغلابة . الله ينجيه من عذاب القبر