(ود الشواطين) وكرومة
بينما كنا نتحدث عن الكورة وعن اللاعبين الموهوبين أولاد البلد.. الذين ظهروا أخيراً مثل “النعيم”.. و”كاريكا”.. و”راجي”.. وغيرهم.. انبرى (ود الشواطين): انتو قايلين الحكاية دي صعبة.. أي حكاية.. قلنا.. حكاية الوهم دي.. اللاعب الحريف.. قلنا له كيف؟ قال بعد أن التقت يمنة ويسرة ولمح (كرومة) ابن الجيران العشريني.. تعال يا ولد.. ناداه.. بتلعب كورة؟ قال كرومة متلعثماً: يعني بلعب.. داير تبقى لاعب كرة مشهور في واحد من فريقي القمة.. قال: ما أنا ما عندي فكرة زي دي.. الكورة بلعبا ساكت.. وما بتم التمرين للآخر.. وما عندي فيها فهم كتير.. قال ود الشواطين: داير تبقى لاعب مشهور ولا ما داير خليك من فهم وكده.. قال الولد ضاحكاً لا ما داير.. فانبرى له خاله (فواز) يا زول داير.. مش ود أختي.. أنا دايرو يبقى نجم مشهور.. قال ود الشوطين: إنت بس أقنعو وخلي الباقي علي.
هل يفعلها ود الشواطين.. هذا ما قاله أفراد الشلة على سبيل المزاح.. ظل ود الشواطين متابعاً لكرومة ومحرضاً له على تحسين الأداء.. وأخذ ود الشواطين يقيم المآدب لمتنفذين في مجال كرة القدم.. كتاب صغار وكبار ومسؤولين هنا وهناك.. وكل ذلك على شرف النجم الجديد (كرومة).
فوجئنا بخبر اللاعب كرومة.. الذي سيكون قنبلة الموسم.. ورغم أننا كنا نعرف اللعبة إلا أننا بدأنا نصدق أن “كرومة” معجزة كروية جديدة.. أعجبتنا فكرة أن يكون أحد أبناء الحي لاعباً مشهوراً.
سمعنا عن سعي فريقي القمة لتسجيل كرومة.. وأصبحت صورته تملأ الصحف الرياضية.. أخيراً سجله فريق القمة وأخذ يفاخر به.
(كرومة) أعجبه بريق الشهرة فاستسلم لها.. لكنه في ذات الوقت لا يثق في إمكانياته وبخاف عند كل تمرين.. إن يكتشف الناس حقيقته.. أصبح يتحاشى الناس.. وقيل إنه مرت به حالة نفسية فأخذ يسب ويلعن ود الشواطين وإنه السبب في هذه الورطة.. فالناس تعامله بصفته لاعباً خطيراً وهو لا يملك أية مهارات.
شوهد “كرومة” يبحث عن ود الشواطين ليعتدي عليه.. أخيراً عثر عليه وأمسك بخناقه وهو يصيح إنت السبب.. إنت السبب! أبعد ود الشواطين يده بهدوء وقال: أنا السبب في أنك تبقى مشهوراً.. في أنك تبقى نجم.. إنت زول غبي ولا شنو؟ صاح كرومة: لكن أنا ما قدر كده.. قال ود الشواطين: طيب ما تبقى قدر كده.. ما تظبط نفسك.. اتمرن اتدرب.. كافح اصلو الحكاية شنو كورة بتدخلها بين تلاتة خشبات.. دي دايرة حاجة.. اتمرن.. ما تساهر.. أجرى.. أسبح.. أتعلم تشوت الكورة بي قوة.. دي ما قادر تعمله.. عشان الملايين اللغفتها دي.. عشان العربية البقيت سايقا دي.. وأسمع يا ولد.. إنت جاتك فرصة عشان تغني وتشتهر.. ما داير تتعب ليها.
اقتنع “كرومة” بالكلام ولكنه شال هم كبير.. أخذ يتدرب الصباح والمساء.. لا تفارقه الكرة.. ينام مبكراً يصحو مبكراً.. وبعد صلاة الصبح يبدأ التدريبات.. يطيع المدرب.. اهتم بالتدريب.. واتخذ من الكرة مسألة حياة أو موت.
مرت الأيام وأصبح “كرومة” لاعباً مرموقاً يحرز الأهداف وتهتف باسمه الجماهير.. نسي الناس رهان ود الشواطين.. وأصبحوا يتحدثون عن أمجاد اللاعب.. تصدى ود الشواطين للشلة.. يا أخوانا أنا ما قلت ليكم القصة وهم ساكت.. قلنا له: يعني داير تقول إنك الصنعت “كرومة”.. قال ود الشواطين: انتو عندكم رأي تاني.. طيب أحطموا ليكم.. أخلي ليكم يرجع تاني نكرة.. قالوا له ما بتقدر لكن خال “كرومة” قال لهم: يا أخوانا ما تتحدوه ود الشواطين بسويها.. وقال مخاطباً ود الشواطين: يا خي أنا معترف بي فضلك.. إنت الصنعت “كرومة”.. قال ود الشواطين: إنت اعترفت لكن الوهم ديل.. البقنعم شنو.. ما في طريقة إلا أرجع ليهم “كرومة” ده للصفر.
ابتسم ود الشواطين حيث نشر “كرومة” تصريحاً بأن الفضل في تميزه يعود إلى ود الشواطين.. وأنه بدونه لم يكن يساوي شيئاً.
هذا واقع كورتنا … مع الأسف جمهور يعشق الكورة بلا وجِيِـِـِـِـِـِـِع ..
لا عبين يبحثون عن الشهرة بلا خِلقة ، عن القروش بلا فائدة جرائد
رياضية بلا رياضة ، كُتّاب رياضة بلا خبرة يعني (كسارييين قومة)