ايلا.. اردوغان السودان !
-1- بدعوة كريمة من صديقي وزميل الدراسة رجل الأعمال الناجح الشاب الخلوق محمد الشيخ زيادة, الشهير ( بود الشيخ ) , قمت بزيارة قصيرة إلى حاضرة ولاية الجزيرة وادمدني .
أخبرني صديقنا ود الشيخ بضرورة حضور لقاء يضم تجار ورجال أعمال (حي المنيرة ) تثاقلت خطاي بعض الشيء ولكنها نشطت عندما تأكدت منه بحضور ايلا , قلت في نفسي أنها فرصة لنلتقي بأحد صناع النجاح القلائل في بلادي ..
-2-
قبيل غروب الشمس كانت سيارتنا تسابق الريح وتطوي أسفلت شارع مدني المهتريء لحضوراللقاء , دخلنا مدينة (مدني السني ) ,وكان آخر عهدي بها قبل سنوات, تغير وجه المدينة الكالح وبدأت تفرد وجهها في ابتسامة خجولة لتقول لزائرها ( ابتسم انت في وادمدني) , بدأ التغيير يدب في جسمها , الآليات العاملة تستريح على جانبي الطريق بعد يوم عمل شاق وجاد , و بعض الطرق الداخلية بدأت تنساب فيها الحركة (بدلال) , توسعت الشوارع الداخلية بعد إزالة الأسوار الخارجية والتعديات.
الأسواق يدب في جسمها النشاط والمطاعم تبهرك أنوارها وتنطلق منها رائحة الشواء.
صاحب ركشة يمشي أمامنا وقد كتب عليها ( شكراً ايلا ) , شعور بالرضا يكتنف المدينة واحساس بالتغيير ينتاب زائرها .
-3-
وصلنا حي المنيرة الأنيق , ونحن نسير بمدخله على اسفلت حديث , وجدنا حديقة صديقي ود الشيخ الوارفة تكتظ برجال المال والأعمال تعلو وجوههم ابتسامة مريحة وتعلو وتهبط أصوات الضحكات , المكان رائع جداً ، كراسي معدودات قد وضعت علي شكل مستطيل بانتظام وتحف الجلسة أشجار الموالح الساحرة الجمال , وهمهمات الحضور ورنين كاسات الماء والشاي يطرق مسامعك بين فينة وأخرى مع حركة نشطه دؤوبة حولنا إستعداداً لإستقبال الضيف .
وصل ايلا لوحده في موعده المضروب ، بجلبابه الناصع البياض الفضفاض و ( لفة ) عمامته التي تميّزه دوماً ، وقد هبط من سيارته التي كان يجلس فيها بجوار السائق في تواضع جم ، دون جوقة أو هيلمانه ، أو حشود من المرافقين أو شرطة تفتح له الطريق ، دار بنفسه وهو يصافح الحضور واحداً تلو الآخر بوجه طلق صبوح .
ـ 4 ـ
إفتتح اللقاء أحد الحضور بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت طرّي جميل ، ثم تم التعارف ، تحدث الحضور بشفافيّة وصدق ، قال أحدهم ليس من عادة هذه المدينة أن تخرج للمسؤولين إلا عند مقدم ( إيلا ) الذي سبقته أخباره وكان بشارة خير ، ثم حكى آخر عن معارضته وعداوته بشراسة لنظام الانقاذ ، ولم يستبشر خيراً وهلل إلا عند تعيين هذا الرجل ، وأعلن عن دعمه وتعاونه .
تفاعل منقطع النظير وإبداء تعاون مع الرجل ، وأسبغوا القول بالعمل بإعلان تبرعاتهم لدعم مشاريع التنمية في الولاية .
ثم تحدث إيلا بأدب جم ولسان فصيح غير معوج ، شكر الحضور ، أعجبت بهدوءه وأفكاره المرتبة وخططه المبرمجة ، وإنجازاته الملموسة في وقت قصير ، تحدث عن التنمية المتوازنة بجميع انحاء الولاية وخططه لسفلتة الطرق التي تصل القرى بالمدن ، والصحة والتعليم وقراراته الشجاعة بمعالجة تكدس الكوادر بالمدن ، وأكثر ما شدني إعلانه كفالة 22 الف يتيم بالولاية ابتداءا من اول الشهر المقبل ، قلت له حسناً فعلت ( إنما تُنصرونَ وتُرزقونَ بضعفائكم ) أجابني نعم بهم يفتح الله علينا .
اثناء جلوسنا في مائدة العشاء ، ضحك حتى بانت نواجذه ، عندما حكيت له علاقتي برجل الأعمال ( ود الشيخ ) بأنه دفعتي بالابتدائية ، ولكن انطبقت علينا طرفة الطالب الذي كان يمتطي سيارة فارهة فنظر من خلف زجاجها المظلل فشاهد استاذه يسير راجلا مغبراً ، هبط من سيارته ، وبرودة التكييف على يده وصافحه قائلاَ : ماعرفتني ؟ ، اجابه المعلم أبداً يا ابني فأردف أنا الطالب الجلدتني ونطيت بالشباك ومن يومها مارجعت ، فرد المعلم في حسرة ( أريتني كان نطيت معاك ) .
إلى لقاء ..
بقلم :محمد الطاهر العيسابي
motahir222@hotmail.com
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة
نعم ايلا رجل يصنع نجاح لكن كترت التلج شويه
ايلا فقدك كبييييييييييييييير و قسما بالله مند حرماننا منك ك والي للبحر الأحمر لا زلنا حتي اليوم ندكرك صباحا و مساء في مجالسنا و كل مجتمعاتنا .. كنت بيننا كبيرا عظيما ملهما بي عطائك و حبك لأنسان الشرق … و بختكم ناس الجزيرة ما حاسدنكم لكن بعد ايلا بقينا نغني ..
البشير غلبنا ياما .. حرمنا شال الأبتسامة
ايلا ليس جيد وليس ناجح
ولكنه احسن الفاشلين