آية الله وزير الإعلام !!
* هبطت البركة فجأة على وزير الإعلام السوداني الدكتور أحمد بلال وتحول بقدرة قادر الى فقيه وعالم دين وعالم تاريخ وعالم جغرفيا، وأفتى أمام رهط من الصحفيين العرب بأن (جزيرة توتي) هي (الصخرة) المذكورة في القرآن الكريم التي (نسي) فيها سيدنا سيدنا موسى عليه السلام (الحوت) والتقى بنبي الله الخضر وأخذ منه الحكمة عند (مجمع البحرين) الذي هو (مقرن النيلين)، ونصح الحاضرين بزيارة المقرن (ربما للتبرك وأخذ الحكمة )، ثم زيارة أهرامات البجراوية ( التي هي أقدم من الأهرامات المصرية بألف عام) !!
* ولا تعنينا هذه الفتوى والله في شئ، وهي وجهة نظر تستحق النظر من الشيوخ وعلماء الدين والجغرافيا والتاريخ، فلربما تصدق ويكرمنا التاريخ أخيراً بحصول أحد أبناء السودان البررة على (جائزة نوبل) في التاريخ أو الجغرافيا حتى لو لم تكن هنالك جائزة بهذا الاسم، ونكون على الأقل قد فزنا بجائزة حتى لو كانت وهمية لم يفكر فيها السيد نوبل شخصياً قبل أن يذهب لملاقاة ربه، ولم تحسب لها لجنة الجائزة التي تحمل اسمه تخليداً لذكراه أي حساب حتى اليوم، وليس لدي أدنى شك أن الجائزة ستتشرف بهذا الفوز العظيم !!
* غير أن هذه الفتوى المباركة ستجعلنا في حيرة عظيمة وشك كبير في ما نعرفه كسودانيين، ونحفظه عن ظهر قلب حتى أطفال الروضة، بأن (توتي) تقع عند ملتقى نيلين وليس بحرين، هما النيل الأزرق الذي ينبع من الهضبة الإثيوبية، والنيل الأبيض الذي يأتي من يوغندا، ثم يلتقي النهران في الخرطوم على مقربة من (الصخرة) ـ عفواً، من توتي ــ ويكونان نهر النيل الذي يجري شمالاً الى مصر ويصب أخيراً في البحر المتوسط. هذا ما نعرفه ونحفظه عن ظهر قلب، فماذا نفعل الآن بعد فتوى سيدنا بلال؟!
* ماذا نفعل إذا سألنا الإخوة الضيوف من الصحفيين العرب عن صحة الفتوى وما يعرفونه عن حقائق التاريخ والجغرافيا، هل نقول لهم إن السيد الوزير كان يمزح معهم، والدليل أنه بشرنا قبل يومين فقط قبل أن تهبط عليه البركة بالمحكمة الإيجازية للصحافة التي تحرم الصحفي من المحاكمة العادلة .. أم نقول إن النيلين الأزرق والأبيض قد هبطت عليهما نفس البركة التي هبطت على الوزير فجأة فتحولا إلى بحرين، وتحولت توتي الى الصخرة التي نسي فيها سيدنا موسى الحوت “فاتخذ سبيله في البحر سرباً”؟!
الجريدة
انت ما صحفي رياضي أو بتاع أخبار سيدات الشاي والكسره ما ليك في علوم الكبار عشان شايف الشي هذا مستحيل ل