شتاء (المؤتمر الوطني)..!
مضحك ذاك التصريح الذي أطلقه بجرأة يحسد عليها أحد قيادات تحالف قوى الإجماع الوطني (المعارضة) في بعض صحف الأمس، فالسيد رئيس حركة (حق) “أحمد شاكر” – لم نتشرف بمعرفة سيادته بعد – توعد المؤتمر الوطني الحاكم بـ(شتاء ساخن)، إذا استمر في بسط القوانين القمعية والسيطرة على الدولة بواسطة الأجهزة الأمنية!
وقال “شاكر” لصحيفة (التغيير) أمس:(على المؤتمر الوطني أن يستعد لشتاء ساخن مليء بالأحداث، ربما كان نهاية للنظام بعد انتشار الاحتجاجات في عدد من المناطق). وأضاف “شاكر” أن رؤساء أحزاب المعارضة سينزلون الشارع قريباً لتنفيذ وقفات احتجاجية تحدد أماكنها لاحقاً !!
هذا أول تصريح أطالعه للرئيس الجديد لحركة (حق) المنشقة عن الحزب الشيوعي السوداني، وأظن أن صاحب التصريح جاء خلفاً للأستاذة “هالة عبد الحليم” الموجودة خارج البلاد منذ فترة لأسباب (خاصة)، حيث تم استغلال تلك الأسباب لإجبارها بأساليب (الشيوعيين) القديمة ومنها حرق الشخصية والقهر المعنوي، على الاستقالة من رئاسة الحركة، فغادرت البلاد للأسف، والتحقت بمعارضة الخارج متنقلة بين “القاهرة” و”باريس”.
كنت أتمنى صادقاً أن يكون تحالف المعارضة قادراً على رفع حرارة الطقس السياسي المحيط بالمؤتمر الوطني، و لو (نصف) درجة مئوية واحدة، لكنه بقراءة واقع الحال .. لا يستطيع .
طبعاً من الأفضل للبلد .. للصحافة .. للحريات .. للحياة العامة بكافة أوجهها .. أن تكون هناك معارضة قوية (تملأ العين)، داخل البرلمان أو خارجه، معارضة تخشاها الحكومة وتعمل لها ألف حساب، فترتعد فرائصها عندما تعلن عن شتاء ساخن في انتظار النظام .
الغريب أن رئيس حركة (حق) يطلق قوله هذا في الهواء الطلق، في وقت يستقيل فيه رئيس التحالف الأستاذ “فاروق أبو عيسى” ويعلن توقفه عن العمل في قيادة معارضة الداخل، لما عزاه المراقبون إلى تضارب المواقف وصراع التيارات داخل التحالف الذي فشل لسنوات طويلة عن تسيير مسيرة سلمية واحدة في الخرطوم قوامها (ألف شخص) لا غير، وعجز عن حشد (خمسين) مواطناً لاعتصام دعت له المعارضة قبل (4) سنوات بميدان “أبو جنزير” وسط الخرطوم، فلم يحضر غير السكرتير الراحل للحزب الشيوعي “محمد إبراهيم نقد” وثلاثة آخرون، فالتقط “نقد” يومها قطعة (كرتون) من الأرض وكتب عليها: (حضرنا .. ولم نجدكم) !!
ومنذ ذلك التأريخ، حضرت أحداث كثيرة وساخنة .. لكنها لم تجد تحالف السادة المناضلين .. المهددين والمتوعدين .
ومنذ أسبوعين تشهد البلاد أزمة غاز حادة، ويصطف المئات من المواطنين في الميادين انتظاراً للغاز، ولا يظفر به إلا قلة من المحظوظين أو الصابرين، فأين هي المعارضة من هذا الحدث وهذا الضيق ؟!
و(الدولار) يرتفع سعره كل يوم، وتضيق سبل المعيشة بالناس، ترتفع أسعار كل السلع، والحكومة لا تبالي إن بلغ سعر الدولار (11) أو (20) جنيهاً، فأين هي المعارضة من هذه الأزمة، ليتها كانت تستطيع أن تدق (جرس) الدولة، كما تفعل الصحف كل صباح، ولكنها لا تقوى على فعل شيء غير إطلاق (الجعجعات) على صفحات جرايدنا نحن .. المتهمين بموالاة الحكومة!
على كل حال، كل المؤشرات المناخية والسياسية تشير إلى أن شتاء السودان .. وشتاء (المؤتمر الوطني) سيكون بارداً جداً .. هذا العام .. فعليكم سادتي بـ(البطاطين) !
و(لوكوا القرضة…)!