مول عفراء وطبقات السودانيين!!
نتحدث دائماً عن الغلاء والجوع والفقر والحالة الاقتصادية المتردية التي يعيشها المواطن، ولكن في نفس المقابل نشاهد حالات من الترف والحياة الرغدة لإنسان هذا البلد. ذهبت بالصدفة إلى مجمع عفراء وهو عالم بذاته لن يصدق المرء أنه داخل السودان والموجودون بداخله هم سودانيون. بدأت أتأمل في أولئك البشر من الجنسين رجالاً ونساءً وحتى الأطفال يكادون لا يشبهون أبناء السودان، فالنعمة على وجوههم باينة، وكذلك ملابسهم بعضهم استجلب ثقافة الخواجات في اللبس الذي لا يرضاه أب لابنه أو لبنته، هؤلاء يسيرون داخل هذا المول الكبير، وكأنهم في دولة أجنبية، أما المأكولات والمشروبات والملابس لا أحد يصدق أن ثمن الحذاء في هذا المول قد تجاوز الألف جنيه، أي مليون جنيه بالقديم، أما المأكولات التي تشترى من أسواقنا الخارجية وارتفاع في الأسعار ورغماً عن ذلك القوة الشرائية عالية جداً، وأقل شخص داخل المول يكون قد صرف خمسمائة جنيه، أي خمسمائة ألف بالقديم.
أما ألعاب الأطفال التي استجلب لها مدربون لا أدري هل هم كوريون أم يابانيون، المهم جنسيات من شرق آسيا، قيمة اللعبة الواحدة تبلغ تقريباً ما بين الثمانية والعشرة جنيهات، تنتهي في ثوانٍ. وهناك لعبات وهي أشبه بالتزحلق على الجليد لها نفس أحذية التزحلق على الجليد فثمنها أربعون جنيهاً، وتعلمون أن الأطفال لا تكفيهم لعبة واحدة وأحياناً لا يرضون بالخسارة في الألعاب التي يفشل الطفل فيها خلال ثوانٍ، ويصر على أن يلعب مرة ومرات وهذه تكلف الأسرة أحياناً مائتين جنيه تقريباً، بمعنى إذا كان لك طفلان وحاولت أن تدخل مول عفراء فلن تكفيك أربعمائة ألف جنيه للطفلين، ناهيك عن بعض الألعاب الأخرى والمأكولات والمشروبات.
أما إذا طلب طفلك شراء لبسات فلن تكفيك عدة ملايين من الجنيهات، ومول عفراء لا يقل عن مول الواحة وهو أشبه من حيث الأسعار المرتفعة بصورة جنونية، فأحياناً تتعجب لهذه الأسرة السودانية التي تتحدث عن الغلاء وارتفاع الأسعار، بينما ينفقون ملايين الجنيهات في لحظات داخل هذه المولات، ولا ندري لماذا هذا الغلاء بداخلها حتى المأكولات فأسعارها متصاعدة إذا قارناها بالأسعار خارجها.
نتحدث عن الطبقات والفوارق في السودان ونجري مقارنتها ما بين الماضي والحاضر، ولكن اليوم هناك طبقة لم تمر على السودان أبداً طبقة ارستقراطية بمعنى الكلمة، ولكن لا نستطيع تحديدها هل هي طبقة المغتربين أو أبناء الموظفين الكبار في الدولة أم أبناء الوزراء أو المسؤولين، طبقة تدعو للحيرة والسؤال (بقرانين ما حاسدين).
فأحياناً تتعجب لهذه الأسرة السودانية التي تتحدث عن الغلاء وارتفاع الأسعار، بينما ينفقون ملايين الجنيهات في لحظات داخل هذه المولات،……………………….. ) هؤلاء الذين يرتادون هذه الأسواق هم أثرياء ( الانقاذ ) ..اما الذين يتحدثون ويشتكون , فهم نحن , الذين نشتري من ( دكان ) عبدو البرقاوي … زيت في كيس بـ 2 جنيه .. وبصله كبيره بـ 2 جنيه . وملح في كيس بـ جنيه و عيشتين بـ 1 جنيه . وموية فول بـ 3 جنيه ……وجبة الفطور للأولاد ( عشان يقدروا يلعبوا الكورة في الميدان الجمب الخور ) ….ومع ذلك لا نشتكي الا لله رب العالمين ……
(…ولكن لا نستطيع تحديدها هل هي طبقة المغتربين…) ياخوي والله نحن مغتربين لكن لم ندخل هذا المول حتى الآن … حضرت مرة صدفة مع ولديَّ الصغار للسوق العربي وتطفلت ودخلت مول الواحة للفرجة وحب الإستطلاع فقط وكانت هناك صالة ألعاب مفتتحة حديثاً دخلنا وخرجنا جيبنا يشكو طوب الأرض من كم لعبة جبرت بها خاطر الأولاد وكانت أول مرة ولعلها آخر مرة … المغترب فيه ما يكفيه فأخرجه من حيز إتهاماتك بارك الله فيك