ليه كده؟!
وهكذا يبدو والله أعلم، أن الزوبعة التي أثارها وزير المالية في خطابه الأخير أمام البرلمان وهو يتوعد المواطنين بحلول للأزمة الاقتصادية من شاكلة قصة الدب الذي قتل صاحبه، وفي الحكاية أن دباً أراد أن يهش ذبابة عن وجه رفيقه وبدل أن يستعمل أسلوباً رقيقاً لهشها لطمها لطمة قاسية عنيفة على وجه الدب فأرداه قتيلاً في التو واللحظة، وحلول الوزير وجيوش مستشاريه وموظفي وزارته التي تفتقت بها عبقريتهم هي أن يتم رفع الدعم عن سلع أساسية ورئيسية بزعم دعم الشرائح الضعيفة في أكبر محاولة للاستهبال على عقلية المواطن الذي لا يحتاج حتى لمعرفة أو دراسة النظريات الاقتصادية ليدرك أن الحديث مجرد خزعبلات وذر للرماد في العيون، يبدو أن هذه الزوبعة في طريقها لأن تلفت الأنظار عن عاصفة تعم الفساد التي وجهها البرلمان لإدارة الحج والعمرة، وهي عاصفة لا أظن أنها عادت خافية على أحد من أكبر مسؤول في الدولة وحتى آخر قاعدة هرم المسؤولية فيها، وبالتالي لا يمكن (دمدمتها) أو غض الطرف ما لم يثبت العكس وتثبت براءة هذه المؤسسة الدينية الكبيرة من تهم لا تليق بمقام القائمين على أمرها، وحتى لو افترضنا وكما راج في الأخبار، أن هناك اتجاهاً لإعفاء “المطيع” من منصبه، فهو بالتأكيد ليس الحل الأمثل ولا النموذجي ولا هو الحل العادل للقضية، والرجل يقود مؤسسة تدور عجلاتها من صميم المال العام وأقصد مال الحجاج، وهي أمانة ومسؤولية لو تعلمون أثقل من الجبال، وبالتالي فإن المحاسبة والتحقيق ينبغي ألا يسقط في هذه القضية تحديداً كما حصل مع أخريات والتي غالباً ما تظهر إحداها كحال رأس جبل الجليد وأصغر جزء فيه لو كُبر يبقى هو الجزء الأصغر، والجزء الأكبر والأعظم والأخطر تحت سطح الماء!!.. لذلك أرجو ألا يستثمر بعض من في مصلحتهم أن تموت فضيحة الحج والعمرة، أن يستثمروا في زوبعة حديث “بدر الدين محمود” وننشغل في (قيم) آخر قبل أن نعرف نتيجة (القيم الأول).
لكن دعوني أقول إنه أمر عجيب وغريب أن يمارس هؤلاء المسؤولون (فقه الصمت) رغم أن ما يحدث ممكن يخلي (الأبكم رطن) كما في أغنية “صلاح بن البادية”، إلا أن من توجه في وجههم تهم لا يرتضيها شخص، يمارسون السكوت المحير أو الهروب المؤلم كما فعل “المطيع” وهو يهرب من لقاء النائب البرلماني “دياب” في مواجهة تلفزيونية أعتقد أنها كانت ستكون له أفضل ألف مرة كمساحة وفرصة ليبرز للرأي العام الحقيقة ويبرئ ذمته وإدارته خاصة وأن الإعلام وبرامج (التوك شو) أصبحت ساحات للعدالة تبرئ من تبرئ وتجرم من تجرم، وكثيراً ما حكمت على بعضهم بالإعدام المعنوي والنفسي، لكن يبدو أن “المطيع” لم يحسبها صاح وها هو وزير المالية يواصل ذات الأسلوب ولا ينبري للرأي العام ليوضح طلاسم حديثه أمام البرلمان وكأنه أراد أن يضع الجميع أمام الأمر الواقع ويقول (نوابكم وأجازوه)، لكن الجديد والملفت التوجيه الذي وجه فيه وزير المعادن مستشاره القانوني بمقاضاة الصحف التي تحدثت عن موضوع الشركة الروسية ولا أدري سبباً لهذا التوجيه الذي لا قصد من ورائه إلا تكميم الأفواه ومحاولة حجب الحقائق، لأن كل من كتب أو تحدث كان ذلك من منطلق المصلحة العامة وحرصه على مال الشعب السوداني، وبالتالي على السيد الوزير أن يجهز نفسه منذ الآن لقضايا من حق أي مواطن أن يرفضها عليه لو طلع الموضوع (فشنك) وأظن الحق ما بزعل!!
.. كلمة عزيزة
تبقى على مقدم أعياد الاستقلال أيام معدودات وهي مناسبة في تاريخ الشعوب عظيمة وكبيرة وحتى الآن لم نسمع أو نشاهد أي حراك من وزارة الثقافة الاتحادية أو الولائية للاحتفاء بالمناسبة، وهي التي ينبغي أن تحشد لها الأهازيج والكرنفالات، أخشى على أبنائنا أن ينسوا يوماً ما تاريخ استقلال بلادهم والتضحيات التي بذلها الكبار ليرفع العلم خفاقاً فوق الراية.
.. كلمة أعز
لا أدري ما هي المقاييس التي اختير بها “حسين الصادق” سفيراً للنوايا الحسنة وهو الذي لم نسمع له عن نشاط إنساني أو حتى نشاط فني وجه لخدمة مجتمعه، وفي رأيي أن الأمر لا يخلو عن مجاملة ونوايا حسنة لاختيار سفير النوايا الحسنة.
عفارم عليكِ ولاحل إلي ان يحل الشعب هذه الحكومة من ساسة لي راسة وماعدا ذلك فالمطيع سوف يطاع وينطاع ويطوع من اجل منصب اخر