زاهر بخيت الفكي

ومن كان السبب..؟


كلمة حق يجب أن تُقال ولا خير فينا إن لم نقُلها..
أى ذنب جناهُ هذا المواطن المغلوب على أمره وقد أرهقتم كاهله…؟
لقد حمّلتُموه أكثر مما يحتمل وبلا مُقابل..
رُبما لم يشهد أحدٌ منّا ما يُعرف بعصر الاقطاع والذى كانت فيه الأرض ومن هم فيها وما يُنتج منها ملكاً خالصاً للسيد مالك الأرض نظير أن يحصُل الفلاح على قوته فقط ، تركوها أهلها من زمان هذه السياسة ولم يعُد للمُلاك من سلطة يُمارسونها وهُم اليوم تحت النُظم الحديثة التى تعتمد على المؤسسية فى ادارة شئونهم وفقاً لدولة القانون التى يتساوى فيها الأفراد حقوقاً وواجبات ، لم نتعلم من التاريخ ولا من صُناعِه شيئاً ذهب الجميع يتسابقون إلى المُستقبل وعُدنا نحن إلى ماضٍ تبرأ منه أهله..
لكنهم رُبما كانوا أكثر رحمة من هؤلاء ..
إذ يوفر النظام الاقطاعى الحد الأدنى من العيش للمزارع..
الانجليز وهُم من أؤلئك الذين مارسوا هذا النظام من قبل لم يفعلوه هُنا وفى مقدورهم فعلِه وفى يدهم كانت السلطة المُطلقة ، أنشاءوا مشروع الجزيرة (مثلاً) لمصلحة تخصهم ولكنهم لم يعتدوا على حقوق المُزارع ولم يفعلوا به كما كان يفعل المُلاك ولم يمتلكوا الأراضى بل ثبتوها فى سجلاتهم لأصحابها ، فقط كان القطن هو الهدف وترك البقية للمُزارع للاستفادة منه مع نصيب وافر يأتيه من عائدات بيع القطن..
فى وجه قبيح عاد الاقطاعيون الجُدد وهم يطلبون ما لا يخُصهم..
توقفت عجلة التنمية بكل أنواعها وتوقف الانتاج تبعاً لذلك بفضل السياسات العرجاء وعدم القُدرة على الابداع فى وطن لا يحتاج إلى كثير من الجُهد وقد توافرت فيه كل مُقومات البناء ولكن من يبنى ومن يُعين عليه ، بل يُعيب علينا هؤلاء الاقطاعيون الجُدد بأنّنا شعب مُستهلك غير مُنتج وأنّى لنا الانتاج وهم من يتربص بنا ويُعيق حركة الانتاج عندنا والتى باتت لا تخرج إلا بعد مخاض عسير (إن وجدت)..
يتوعدنا هؤلاء برفع الدعم عن كُل مدعوم وكأننا شعب مُستأجر لإرضٍ لا يملكها يذهب ريعها لهم وحدهم..
لمن الأرض يا هؤلاء ومن المالك..؟
ملايين من براميل النفط أنتجتها (أرضنا) أين هى عائداته..؟
أطنان من الذهب الخالص تُنتج من أرضنا نسمع بها ولا نرى لها أثراً أما من نصيب يستحقه الفرد فيها..؟
جبايات أتاوات لا حصر لها تدخل خزائن الدولة بلا مُقابل أين تذهب هذه الأموال ، الفقر والجوع اجتاح أهلنا وبلا رحمة ثم يأتى من يتوعدهم برفع الدعم الكامل عنهم حتى يتعافى الاقتصاد ومن كان سبباً فى اصابته بالعلة وتدميره ، يبحثوا هم عن رفع الدعم عنّا لا لإنشاء مشاريع جديدة أو تأهيل المُدمر منها أو لدعم الفقراء كما قالوا من قبل ولم يفعلوا بل ليُدعم به الصرف البذخى على الدولة ومسؤوليها وليذهب الجميع إلى الجحيم..
بلا أقنعة..
الجريدة..


تعليق واحد

  1. الله يجزاك خير أخونا زهير ، لكن أسئلتك المنطقية هذه لن تجد إجابة
    ولا حتى شوية خجل هؤلاء اعترفوا بفسادهم وبضياع قروش البترول
    التي كان من الأجدر أن يكون 50% منها في تحديث وتطوير الزراعة
    فالبترول هبة من الخالق ليعيننا على أرضنا وبكل أسف وحسف كنا
    نظنهم أذكياء أوفياء ، لكنهم كانوا وما زالوا أغبياء أقوياء على الشعب
    حريصين على نهاية الشعب وأكل مال الشعب ودائماً تحضرني نكتة
    أستاذنا في مدرسة سنجة الثانوية (جبارة) أن رجلاً جباناً يخاف اللص
    وكان نائماً وبجانبه زوجته فصحت على وقع حرامي فقالت لزوجها
    أصح الحرامي جانا فقال لها لا تخافي قدامك أسد، وجاء الحرامي وأخذ
    الزوجة وهي تصحيح يا راجل الحرامي شالني ، فقال لها لا تخافي
    خليتي وراك أسد …. هذه هي الإنقاذ وها نحن (المُنْقَذَقُوُن)