جمال علي حسن

انتصار العدالة هو المهم


عدة قضايا بعناوين مختلفة خرجت للإعلام هذه الأيام وجميعها ترتبط بمخالفات مسؤولين في الدولة أو بفلكهم الأسري وهي في تقديري تمثل تمريناً تطبيقياً واختباراً عملياً لصدق توجهات الدولة في إقامة العدالة على الجميع ومكافحة الفساد.
ودون الإشارة إلى التفاصيل تفادياً للمساهمة في التشهير بهؤلاء فإن ما يهمنا هو الجانب الإيجابي في هذه الموضوعات بكونها تجسد للرأي العام وبكل وضوح تفاعلات الاشتباك الساخن بين نزعات استمرار الفساد ورغبات إقامة العدالة على الجميع.
هذه الحالة لو نظرنا إلى نتائجها النهائية وأخذنا بانتصارات إرادة العدالة على إرادة الفساد فإن هذه الحالة تمثل بداية الطريق للإصلاح، والتأسيس الجيد لإعلاء كلمة الحق والقانون في هذا البلد.
ليس غريباً ولا مدهشاً بالنسبة لي أن يحاول المسؤول الفلاني أو العلاني تجاوز القانون أو تعطيله لحماية نفسه ولملمة قضيته، هذا وارد جداً لكن علينا أن نعتبر تلك مجرد محاولات فاشلة لو كانت النهايات صحيحة بإعمال القانون وفرض العدالة في كل قضية.
نريد أن تكون قضية التحلل القديمة تلك هي آخر سوأة في مرحلة بائدة، كانت يد الفساد تتدخل أحياناً في توجيه عربة العدالة وتغيير مسارها..
نريد أن يتواصل هذا المسار الجديد والماضي نحو تطبيق القانون على الجميع وانتصار إرادة العدل في كل القضايا التي تأتي بعد اليوم لأن عقوبات القانون مهما كانت مشددة وقاسية لن يعترض عليها أي أحد في حالة أنها سارية ومطبقة على الجميع.
القضايا لن تنتهي والصحافة لن تفتقد مادة لصفحة القضايا والحوادث في بلادنا لو تواصلت عملية تنظيف وتطهير جسد المجتمع على كل مستوياته من هذه الأورام المتعفنة.. أورام الفساد وسرقة المال العام ومحاولات استغلال المنصب..
علينا فقط أن ندعم هذه المسارات حتى لا تنهزم وتموت، ومن المهم أن نتخلى عن عادة استغلال تلك القضايا في معترك السياسة حتى لا نهزم مسار بسط العدالة نفسه.
علينا أن نعترف لمن يطبق العدالة وينتصر للقانون بأنه يقوم بواجبه ونشجعه على ذلك مثل الذي فعله وكيل النيابة الأعلى في قضية الشاب الذي تم ضبطه مؤخراً متورطاً في تعاطي مخدرات أو المتاجرة فيها بحسب صحيفة السوداني.
مواجهة رجل القانون لصاحب نفوذ وسلطة هي مواجهة شجاعة ولها ثمنها ولذلك علينا أن نساندها حتى تصبح قاعدة وثابتا وليست مجرد حالة عابرة.
لو أردنا الإصلاح فعلينا كمواطنين أن ندعم من يقودونه داخل مؤسسات الحكم ونناصرهم على المفسدين ولا نترك مجالاً للطفيليات السياسية العاطلة أن تلوث هذه المسارات النبيلة بأجندة المزايدة والتوظيف السياسي.
لا يهم المواطن شيء سوى كشف الفساد ولو تحقق ذلك ذاتياً من داخل مؤسسات السلطة نفسها وأصلحت نفسها بنفسها وطورت وغيرت (خير وبركة) فقد كفى الله المؤمنين شر القتال.. و(جناً تعرفو..)
علينا أن نزحم مختبر مصداقية الشعارات بكشف المزيد من هذه القضايا والتبليغ عن المفسدين بنية دعم الإصلاح وليس بنية التشفي والكيد السياسي.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين


تعليق واحد

  1. وعلينا أيضاً أن نكون سياجاً للمدعي العام الذي يسلك هذا المسلك وينزل العدالة مهما كان المتورط ..
    في الدول الرائدة .. صاحب وظيفة المدعي العام ، له كل الحصانة والضمانات بحيث لا يتأثر بأي مؤثرات
    خارجية في تطبيق العدالة مهما كان مصدرها ..
    نتمنى أن نرى العدالة ناجزة في الكبير قبل الصغير .
    يُروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال لأحد ولاته .. ما أنت فاعل إذا جاؤوك بسارق ..
    قال أقطع يده ..
    فقال عمر .. وإن جاءني جائع من إمارتك قطعت يدك ..