إن سكتنا ووب.. وإن نضمنا ووبين
قلت إنني في رحلة ترفيهية مع المعرض… بدأتها من مستشفياتنا الحكومية… والتي كنت أعتقد أنني مواطن سوداني بالميلاد…أب عن جد عن حبوبة…واعتقد عشما أن الدولة عليها أن تقوم بعلاجي.. كما كان عهدها في سنين خلت…لكن اكتشفت أن المريض عليه أن يقوم بالصرف على الدولة عشان يتعالج… ورأيت بأم عيني وعايشت ما يعانيه المرضى من مواطنين… تغازلهم الدولة بسفور وفجور واضح “ساعة زنقة” وأنهم عماد الوطن وأصل الوطن وحماة الوطن..رأيت كيف يعانون الأمرين على المر العليهم وهم مرضى عيانين.. يطرقون أبواب المشاف الحكومية…والتي من كلمة حكومية من المفترض ان تكون ملك لهم وفي خدمتهم….ولكن في بعضها رأيت وأحسست كيف مديروها يعتبرونها ملكاً لهم ورثوها عن أجدادهم…ناهيك عن الذين يجلسون خلف الكراسي الوثيرة في وزارة الصحة المقسمة زي الكمونية ..قومية..وولائية.. وزيردولة ما عارف يسوي شنو؟ يتلفت ما يلقى شي يشوف محل ملبّنة وين؟ ويشيل كوريتو ويمشي يحلب مع الجماعة… ويتقاتلون على ما تجود به هئيات ومنظمات خارجية لاعانة الشعب السوداني”عوام المسلمين”… لا حرصاً على المساكين وابناء السبيل والفقراء من “عوام” المسلمين… ولكن حرصاً علي النصيب تحت شعار ” يجود علينا الأكرمون بمالهم.. ونحن من مال الأكرمين نجود”…يعني المال الجاي من الجهات دي حقنا نحن.. ونحن بعدين بي راحتنا وبي مهلتنا ندي منو”عوام” المسلمين…التلحقو حبة بندول تلحقو.. والتلحقو حقينة ملاريا تلحقو.. والما بتلحقو شي ويموت .. دا القدر وقدر ربنا دايرين نحوشو عاد؟….مخيّر الله… حكوا لي أن إحدى النساء من فقراء المسلمين. جات مستشف حكومي وهي في حالة مخاض. ورفضوا استقبالها… ولدت وجابت وليد. قدام خشم باب الاستبالية…دي طوالي لو ناوية تسميهو باب الله.. تسميهو ” باب الاستبالية”…!!..الشافع زاتو استعجل كان يصبر لمن يجي فاعل خير ويتبرع ليها وتدخل تلد جوا… لكن تقولو شنو شلاقة شفع الزمن دا؟..الواحد ما عندو صبر لمن يجي ثري” يتصدق” علي امو تلد جوا. ويلقى ليهو حسنات..يدخل بها الجنة بعدين!!.. عايشت كيف يحوم المريض كايس للدكتور.. ورأيت كيف يتسابق المرضى على الأسرة… وأنا شخصياً في سباق العشرة سراير فزت بسرير… وأعتقد لولا اجادتي للعبة الكراسي وأنا تلميذ… لما فزت..رأيت كيف أن “ماسك” الاكسجين يستعمله حوالي خمسين مريضاً… في حين أنه يكون عرضة لنقل الأمراض. من زول مريض لآخر صحيح…رأيت وجربت كيف يتفن مريض هارساهو الحمى..في الواطة وبعد مرات لما خلااص يتعب يتوسد ايدياتو..ويرقد في السراميك…. لمن ربنا يفتح عليه وفي اثناء رقادو يجي أحد المسئولين ويقول ليهو ” يا أخي ما تزح من الدرب”. ودا مسكين كل اليقدر يسويهو يتقلب علي صفحتو التانية.. رأيت وسمعت وفات قعر اضاني حواراً بين مسئول وعامل في مستشفى يتحاورون عن الحوافز.. وتقسيمها .. ويرفع الموظف إيديهو لله شاكياً ما حاق به من ظلم…في حين ان الحوادث تكتظ.. بالمرضى.. الصابرين وما قادرين حتى إيدهم يرفعوها من المرض عشان يشتكوا لله!!!!!