مجرد أخبار
في الساعة الواحدة، بل في كل دقيقة تمر؛ تضخ وسائل الإعلام المتنوعة ملايين الأخبار، في الفضائيات، ومواقع الإنترنت، والجوالات، والصحف الورقية والنشرات السرية، وما بين فقرات البرامج التلفزيونية، وعبر الشرائط الإخبارية المتسارعة أثناء عرض المسلسل والفيلم، ووسائل التواصل الاجتماعي و..و.و.. و.. العالم يتحول إلى نشرة إخبارية يشكلها ويكونها كل هذا الفيض الإعلامي المتنوع؛ السياسة والحرب، الطب والتكنولوجيا، الجريمة والمال، المنوعات والطرائف، الأدب والنشر، الطقس والتلوث.. كل شيء يتحول إلى خبر سائل جار في بحر من الأخبار التي لا تنضب ولا تتوقف، لا تنتظر أحدا ولا تأبه لأحد، وكل شخص يجد الخبر الذي يلائمه، أو الذي يظن بأنه يلائمه، فتلقي الأخبار بذاته أسلوب تتخصص فيه الشركات الإعلامية التسويقية الضخمة، فتنتج قارئها، وتوهم متلقيها بأنها تعطيه ما يطلب.. وهنا – الآن، ماذا لو قرأنا أخبارا بشكل عشوائي، لنجرب:
“أصبح بالإمكان محاربة الفيروسات المسببة لنزلات البرد والإنفلونزا من خلال التغذية الصحية وممارسة الرياضة والذهاب إلى الساونا”. “يواجه رجل تايلاندي السجن لمدة 32 عاما، نتيجة كبسه زرّ (لايك) على صورة تسخر من الملك التايلاندي بوميبول أدولياديج، تم التلاعب بها بالفوتوشوب”. “كشف المخرج الأمريكي الكبير ستينلي كوبريك أن كل مشاهد هبوط أول إنسان على سطح القمر مزورة، معلنا أنه هو الذي كان يصورها”. “قال فريق من العلماء الأميركيين، إن علاجاً جينياً جديداً، يمكنه تعديل خلايا سرطان البروستاتا، حتى يتمكن جسم المريض من مهاجمتها وقتلها”. “أظهر استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة (إريكسون كونسيومر لاب) أن أصحاب الهواتف الذكية باتوا أكثر اهتماماً بتطبيقات خدمات الطوارئ والإسعاف والإغاثة أكثر من أي وقت مضى”.
تلك نماذج خفيفة لأخبار شبه طريفة، لنتأمل: “استشهد قائد القوة الخاصة السعودية في اليمن، العقيد (عبد الله السهيان)، و3 من قوات التحالف العربي، فجر يوم (الاثنين)، في معارك مع الحوثيين”. “كشفت نتائج أولية للانتخابات عن فشل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في الفوز بأي منطقة في الجولة الثانية من الانتخابات الجهوية في فرنسا”. “أطلق رجال شرطة في جنوب كاليفورنيا النار على رجل أسود مسلح رفض إلقاء سلاحه فأردوه قتيلاً، وفقاً لسلطات إنفاذ القانون، لكن الرجل بدا في تسجيل فيديو نشرته وسائل إعلام محلية وهو يزحف بعيداً عن الضباط مع إطلاقهم النار”.
أخبار السودان، تجدونها في نشرة التاسعة.