لو أنت “الصادق” أنا “مريم”!!
تعودنا أنا وأبو العيال على قراءة صحف الخرطوم صباحاً باكراً لكنه عادة ما كان يسبقني في الاطلاع عليها وأنا مشغولة بإعداد الشاي أو تجهيز لوازم المغادرين صباحاً للمدرسة أو الجامعات، وكثيراً إن لم يكن دائماً يلفت نظري إلى أخبار بعينها أو مانشيتات.. ويقول لي عليك الله كدي لاحظي للخبر الفلاني فيه شنو! أو الكاتب العلاني كاتب شنو وبصراحة ولأنه قامة صحفية معتقة دائماً أجد ما يلفتني يستحق التوقف عنده، ولربما ما كنت سألتفت له لولا التنبيه. لكنه أمس وهو يقلب صحف (الجمعة) قال لي شوفي يا “أم وضاح” السيد “الصادق المهدي” صرح بأنه يرغب في الزواج من ثالثة، ثم أردف وهو (يمصمص شفتيه) نحن لي متين حنقعد على واحدة والسيد “الصادق” وبكل مسؤولياته ومهامه يفكر في الزواج. وطبعاً مثل هذا الرأي العاصف ممكن ببساطة يبدل (قراصة) (الجمعة) بالدمعة إلى فتة فول ومسيخة كمان، لكنني حاولت أن أتماسك وأرد له الكرة في ملعبه، فقلت ليه يعني أنت ما لقيت في كل تاريخ الإمام قدوة تتخذها إلا موضوع التعدد، والرجل أعلن مواقفه المعارضة للحكومة في أكثر من مرة ورأيه الصريح في تغيير النظام، ده كله ما سمعت بيه ولا قريته إلا موضوع التعدد. ولأني على ما أظن ضربت في وتر حساس (كسر الحنك) وجعلني أفوز بالضربة القاضية. الغريبة أنه وفي نهار نفس اليوم وعلى قروب واتساب يضمني وصديقات الدراسة، نقلت إحداهن حواراً مع زوجها هو الآخر أعجبه تصريح السيد الإمام، واتخذه على ما يبدو حجة ليفرغ ما ظل مكبوتاً في دواخله، رغم أنها قالت والله يا جماعة، هو قال الكلام في شكل هظار، لكن قلبي ماكلني أنه من جواه الموضوع ده جد!! وطبعاً ما قصرت وقلت ليها بكامل (التحريش) لو ثاني قال ليك، قول ليه أبقى ذي “الصادق” وعارض الحكومة علني، مش تعمل لي الجبهة الثورية بس جوه البيت.
وبصراحة رغم أنني وفي أكثر من مرة قلت رأيي في موضوع التعدد واعتبرته إن لم يكن له سبب أو مبرر هو درجة من درجات (الخيانة)، لأن بعضهم للأسف ينسى لرفيقة دربه كل أيام الشقاء والحارة، والتي تتنازل فيها غالباً أو دائماً عن مباهج الحياة والترف لأنها تقدر ظروفه، وما أن تنصلح ظروفه، إلا ويبدأ هو في البحث عن رحلة مباهج الحياة، والترف وتصبح القديمة (كخة) وما قدر المقام.
في كل الأحوال مثل هذه المشاهد الحياتية لا نستطيع أن نحددها ونؤطرها بمقاييس معينة ومحددة، وكل زول بي ظروفه والمصطفى الأعظم، قال: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما لا أملك)، وهو يقصد أكرم البشر، أن قلبه كان مسيراً بحب الحميراء “عائشة”، وليس مخيراً، لكن في ما يليني أنا فقد حسمت قضيتي وقلت لـ”أبو الدهب” قبل أيام شاهدت دكتورة “مريم الصادق” تقول في حوار تلفزيوني أنها اشترطت على زوجها، أنه إن فكر في الزواج في أخرى فله الحق في ذلك، لكن شرطها أن يفارقها في ذات اللحظة، وقلت له بكامل الجدية، لو أنت الإمام أنا “مريم”. وعلى قول “شعبان عبد الرحيم” هييسه!!
{ كلمة عزيزة
يعني شنو الهللية المعمولة لـ”تراجي مصطفى” لأنها ستحضر للخرطوم، ما هو الشيء الذي يمكن أن تقدمه “تراجي” لدفع مسيرة الحوار، ومع كامل تقديري لها، كبني آدمة، لكن شنو ثقلها السياسي، وشنو مرجعيتها ومرتكزها الجماهيري، ومن هم الذين تقودهم “تراجي” ليؤثروا في مجمل الحدث السياسي، ألم أقل لكم من قبل، إنه ناس المؤتمر الوطني ديل فالحين في صناعة الأصنام، وبعدين يغلبهم تكسيرها.
{ كلمة أعز
البروفيسور “علي بلدو” أفتى بأن منع النواب من التصفيق سيصيبهم بالاكتئاب، لكن كان نفسي يفتي لنا السيد “بلدو” ماذا يصيب المواطنين وهم يشاهدون أداء النواب؟؟
وماذا أصاب المغتربين وهم يعاينون في مقالك بعنوان : غريب والغربة .. ومدحك لجهاز المغتربين الذي قد غربتهم وجعلهم يتلفتون عطشى بحيشان الجهاز والسفارات والقنصليات التي تبيع المويه الزرقاء .. أنظري يا زرقاء ماهو العائد من الغربة غير الامتعة الشخصية ومخدات التي تم ضبطها بميناء سواكن وقال وفد الجهاز : تنبعث روائح كريهة من جبال من العفش التابع للمغتربين .. وتفاجأ بأنهم يعيشون بلا إرشاد وتوجيه.. وأكبر ادارة بالجهاز هي ادارة الارشاد والتوجيه وخمسة صحفيات محررات للبكاء وخمس صحفيين لتقبل واجب العزاء .. وتصفقي لسوار الذي بدأ من الصف لاخذ تأشيرة الخروج والصف لدفع الضرائب والصف لدمغة دورة خريج الطب لتأهيله لسوق العمل وتشابهت على الجهاز الطماطم والطبيب والطلح والشاف الماكنتوش .